259
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

رأيناه في الطّواف، فامتدّت عيوننا إليه، فلمّا فرغ من طوافه خرج إلينا، وجلس عندنا، فأنس وتحدّث، ثمّ قال: أتدرون ما كان يقول زين العابدين عليه‏السلام في دعائه عقب الصلاة؟ قلنا: تعلّمنا، قال: كان عليه‏السلام يقول:
اللّهمّ إنّي أسأ لك باسمك الّذي به تقوم السماء والأرض، وباسمك الّذي به تجمع المتفرّق وتفرّق المجتمع، وباسمك الّذي تفرّق به بين الحقّ والباطل، وباسمك الّذي تعلم به كيل البحار، وعدد الرّمال، ووزن الجبال، أن تفعل بي كذا وكذا.
وأقبل عليّ حتّى إذا صرنا بعرفات وأدمت الدعاء، فلمّا أفضنا منها إلى المزدلفة وبتنا فيها، رأيت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال لي: هل بلغت حاجتك ؟ فقلت: وما هي يا رسول اللّه‏ ؟ فقال: الرّجل صاحبك. فتيقّنت عندها.۱

۲ / ۱۴

رجُلٌ من المدائن

۷۸۶.الكلينيّ: عليّ بن محمّد۲، عن أبي أحمد بن راشد، عن بعض أهل المدائن، قال: كنت حاجّاً مع رفيق لي فوافينا إلى الموقف، فإذا شابٌّ قاعدٌ عليه إزارٌ ورداءٌ وفي رجليه نعلٌ صفراء، قوّمت الإزار والرّداء بمئة وخمسين ديناراً، وليس عليه أثر السفر، فدنا منّا سائلٌ فرددناه، فدنا من الشابّ فسأله، فحمل شيئاً من الأرض وناوله، فدعا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال، فقام الشابّ وغاب عنّا. فدنونا من السائل فقلنا له: ويحك! ما أعطاك؟ فأرانا حصاة ذهب مضرّسةً، قدّرناها عشرين مثقالاً.
فقلت لصاحبي: مولانا عندنا ونحن لا ندري! ثمّ ذهبنا في طلبه، فدرنا الموقف

1.. دلائل الإمامة : ص ۵۳۷ ح ۵۲۱ .

2.. علاّن الكلينيّ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
258

صدري، فحرّكني محرّك برجله، فرفعت رأسي، فقال لي: افتح منكبك عن صدرك. ففتحت عيني، فإذا الرّجل الّذي سألني عن المشربة، ولحقني من هيبته ما حار بصري، فغاب عن عيني.
وأقمت على رجائي ويقيني، ومضت مدّةٌ وأنا أحجّ، واديم الدعاء في الموقف. فإنّني في آخر سنة جالسٌ في ظهر الكعبة ومعي يمان بن الفتح بن دينار، ومحمّد بن القاسم العلويّ، وعلاّنٌ الكلينيّ، ونحن نتحدّث إذا أنا برجل في الطّواف، فأشرت بالنّظر إليه، وقمت أسعى لِأتّبِعه، فطاف حتّى إذا بلغ إلى الحجر رأى سائلاً واقفاً على الحجر، ويستحلف ويسأل النّاس باللّه‏ عز و جل أن يتصدّق عليه، فإذا بالرّجل قد طلع، فلمّا نظر إلى السائل انكبّ إلى الأرض وأخذ منها شيئا، ودفعه إلى السائل وجاز، فعدلت إلى السائل فسألته عمّا وهب له، فأبى أن يعلمني، فوهبت له دينارا، وقلت: أرني ما في يدك، ففتح يده، فقدّرت أنّ فيها عشرين دينارا، فوقع في قلبي اليقين أنّه مولايَ عليه‏السلام.
ورجعت إلى مجلسي الّذي كنت فيه، وعيني ممدودةٌ إلى الطّواف، حتّى إذا فرغ من طوافه عدل إلينا، فلحقنا له رهبةٌ شديدةٌ، وحارت أبصارنا جميعا، قمنا إليه فجلس، فقلنا له: ممّن الرّجل ؟ فقال: من العرب فقلت: من أيّ العرب ؟ فقال: من بني هاشم. فقلنا: من أيّ بني هاشم ؟ فقال: ليس يخفى عليكم إن شاء اللّه‏ (تعالى).
ثمّ التفت إلى محمّد بن القاسم فقال: يا محمّد، أنت على خير إن شاء اللّه‏، أتدرون ما كان يقول زين العابدين عليه‏السلام عند فراغه من صلاته في سجدة الشكر ؟ قلنا: لا، قال: كان يقول:
يا كريم مسكينك بفنائك، يا كريم فقيرك زائرك، حقيرك ببابك يا كريم.
ثمّ انصرف عنّا، ووقفنا نموج ونتذكّر، ونتفكّر ولم نتحقّق. ولمّا كان من الغد

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12387
صفحه از 458
پرینت  ارسال به