رأيناه في الطّواف، فامتدّت عيوننا إليه، فلمّا فرغ من طوافه خرج إلينا، وجلس عندنا، فأنس وتحدّث، ثمّ قال: أتدرون ما كان يقول زين العابدين عليهالسلام في دعائه عقب الصلاة؟ قلنا: تعلّمنا، قال: كان عليهالسلام يقول:
اللّهمّ إنّي أسأ لك باسمك الّذي به تقوم السماء والأرض، وباسمك الّذي به تجمع المتفرّق وتفرّق المجتمع، وباسمك الّذي تفرّق به بين الحقّ والباطل، وباسمك الّذي تعلم به كيل البحار، وعدد الرّمال، ووزن الجبال، أن تفعل بي كذا وكذا.
وأقبل عليّ حتّى إذا صرنا بعرفات وأدمت الدعاء، فلمّا أفضنا منها إلى المزدلفة وبتنا فيها، رأيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فقال لي: هل بلغت حاجتك ؟ فقلت: وما هي يا رسول اللّه ؟ فقال: الرّجل صاحبك. فتيقّنت عندها.۱
۲ / ۱۴
رجُلٌ من المدائن
۷۸۶.الكلينيّ: عليّ بن محمّد۲، عن أبي أحمد بن راشد، عن بعض أهل المدائن، قال: كنت حاجّاً مع رفيق لي فوافينا إلى الموقف، فإذا شابٌّ قاعدٌ عليه إزارٌ ورداءٌ وفي رجليه نعلٌ صفراء، قوّمت الإزار والرّداء بمئة وخمسين ديناراً، وليس عليه أثر السفر، فدنا منّا سائلٌ فرددناه، فدنا من الشابّ فسأله، فحمل شيئاً من الأرض وناوله، فدعا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال، فقام الشابّ وغاب عنّا. فدنونا من السائل فقلنا له: ويحك! ما أعطاك؟ فأرانا حصاة ذهب مضرّسةً، قدّرناها عشرين مثقالاً.
فقلت لصاحبي: مولانا عندنا ونحن لا ندري! ثمّ ذهبنا في طلبه، فدرنا الموقف