255
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

الرَّحِيمُ»۱.
ثمّ نظر يميناً وشمالاً بعد هذا الدعاء فقال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه‏السلام يقول في سجدة الشكر ؟ قلنا: وما كان يقول ؟ قال: كان يقول:
يا من لا يزيده إلحاح الملحّين إلاّ جوداً وكرما، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا من له خزائن ما دقّ وجلّ، لا تمنعك إساءتي من إحسانك إليّ، إنّي أسأ لك أن تفعل بي ما أنت أهله، وأنت أهل الجود والكرم والعفو، يا ربّاه يا اللّه‏، افعل بي ما أنت أهله، فأنت قادرٌ على العقوبة وقد استحققتها، لا حجّة لي ولا عذر لي عندك، أبوء إليك بذنوبي كلّها، وأعترف بها كي تعفو عنّي، وأنت أعلم بها منّي، بؤ إليك بكلّ ذنب أذنبته، وبكلّ خطيئة أخطأتها، وبكلّ سيّئة عملتها، يا ربّ اغفر لي وارحم وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم.
وقام فدخل الطّواف، فقمنا لقيامه، وعاد من غد في ذلك الوقت، فقمنا لاِستِقبالِهِ كفِعلِنا فيما مضى، فجلس متوسّطاً، ونظر يميناً وشمالاً فقال: كان عليّ بن الحسين سيّد العابدين عليه‏السلام يقول في سجوده في هذا الموضع ـ وأشار بيده إلى الحجر نحو الميزاب ـ:
عبيدك بفنائك، مسكينك ببابك، أسأ لك ما لا يقدر عليه سواك.
ثمّ نظر يميناً وشمالاً، ونظر إلى محمّد بن القاسم العلويّ فقال: يا محمّد بن القاسم، أنت على خير إن شاء اللّه‏. وقام فدخل الطّواف، فما بقي أحدٌ منّا إلاّ وقد تعلّم ما ذكر من الدعاء، وانسينا أن نتذاكر أمره إلاّ في آخر يوم.
فقال لنا المحموديّ: يا قوم، أتعرفون هذا ؟ قلنا: لا، قال: هذا واللّه‏ صاحب

1.. الزمر : ۵۳ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
254

وشمالاً، ثمّ قال: أتدرون ما كان أبو عبد اللّه‏ عليه‏السلام يقول في دعاء الإلحاح ؟ قلنا: وما كان يقول ؟ قال: كان يقول:
اللّهمّ إنّي أسأ لك باسمك الّذي به تقوم السماء وبه تقوم الأرض، وبه تفرّق بين الحقّ والباطل، وبه تجمع بين المتفرّق، وبه تفرّق بين المجتمع، وبه أحصيت عدد الرّمال وزنة الجبال وكيل البحار، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا.
ثمّ نهض فدخل الطّواف، فقمنا لقيامه حين انصرف، وانسينا أن نقول له: من هو ؟
فلمّا كان من الغد في ذلك الوقت، خرج علينا من الطّواف فقمنا كقيامنا الأوّل بالأمس، ثمّ جلس في مجلسه متوسّطا، ثمّ نظر يميناً وشمالاً قال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه‏السلام يقول بعد صلاة الفريضة ؟ قلنا: وما كان يقول ؟ قال: كان يقول:
اللّهمّ إليك رفعت الأصوات ودعيت الدعوات ولك عنت الوجوه، ولك خضعت الرّقاب، وإليك التّحاكم في الأعمال، يا خير مسؤول وخير من أعطى، يا صادق يا بارئ، يا من لا يخلف الميعاد، يا من أمر بالدّعاء وتكفّل بالإجابة، يا من قال: «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ»۱، يا من قال: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»۲، ويا من قال: «يَعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ

1.. غافر : ۶۰ .

2.. البقرة : ۱۸۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12746
صفحه از 458
پرینت  ارسال به