إلَيهِ، فَخَرَجَ إلَيهِم مِن جِهَتِهِ تَوقيعٌ نُسخَتُهُ:
«إنَّ اللّهَ تَعالى هُوَ الَّذي خَلَقَ الأَجسامَ وقَسَّمَ الأَرزاقَ ؛ لِأَ نَّهُ لَيسَ بِجِسمٍ ولا حالٍّ في جِسمٍ، لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ العَليمُ، وأَمَّا الأَئِمَّةُ عليهمالسلام فَإِنَّهُم يَسأَلونَ اللّهَ تَعالى فَيَخلُقُ، ويَسأَلونَهُ فَيَرزُقُ، إيجابا لِمَسأَلَتِهِم وإعظاما لِحَقِّهِم».۱
۱ / ۲
النُّبُوَّةُ وَالإِمامَةُ
۶۵۹.الغيبة للطوسي: بِهذَا الإِسنادِ۲، عَن أبِي الحُسَينِ مُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ الأَسَدِيِّ رضىاللهعنه، عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَشعَرِيِّ، قالَ: حَدَّثَنَا الشَّيخُ الصَّدوقُ أحمَدُ بنُ إسحاقَ بنِ سَعدٍ الأَشعَرِيُّ رَحِمَهُ اللّهُ: أنَّهُ جاءَهُ بَعضُ أصحابِنا يُعلِمُهُ أنَّ جَعفَرَ بنَ عَلِيٍّ كَتَبَ إلَيهِ كِتابا يُعَرِّفُهُ فيهِ نَفسَهُ، ويُعلِمُهُ أنَّهُ القَيِّمُ بَعدَ أخيهِ، وأَنَّ عِندَهُ مِن عِلمِ الحَلالِ وَالحَرامِ ما يَحتاجُ إلَيهِ، وغَيرَ ذلِكَ مِنَ العُلومِ كُلِّها.
قالَ أحمَدُ بنُ إسحاقَ: فَلَمّا قَرَأتُ الكِتابَ كَتَبتُ إلى صاحِبِ الزَّمانِ عليهالسلام، وصَيَّرتُ كِتابَ جَعفَرٍ في دَرجِهِ، فَخَرَجَ الجَوابُ إلَيَّ في ذلِكَ:
«بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أتاني كِتابُكَ أبقاكَ اللّهُ، وَالكِتابُ الَّذي أنفَذتَهُ دَرجَهُ، وأَحاطَت مَعرِفَتي بِجَميعِ ما تَضَمَّنَهُ عَلَى اختِلافِ ألفاظِهِ، وتَكَرُّرِ الخَطَأِ فيهِ، ولَو تَدَبَّرتَهُ لَوَقَفتَ عَلى بَعضِ ما وَقَفتُ عَلَيهِ مِنهُ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ حَمدا لا شَريكَ لَهُ عَلى إحسانِهِ إلَينا، وفَضلِهِ عَلَينا، أبَى اللّهُ عز و جل لِلحَقِّ إلاّ إتماما، ولِلباطِلِ إلاّ زُهوقا۳، وهُوَ شاهِدٌ عَلَيَّ بِما أذكُرُهُ، ولي عَلَيكُم بِما أقولُهُ إذَا اجتَمَعنا لِيَومٍ لا رَيبَ
1.. الغيبة للطوسي : ص ۲۹۳ ح ۲۴۸ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۴۵ ح ۳۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۳۲۹ ح ۴ .
2.. أي : جماعة ، عن أبي محمّد التلَّعُكبَريّ ، عن أحمد بن عليّ الرازيّ .
3.. زَهَقَ الباطِلُ : زالَ وَبَطَل المصباح المنير : ص ۲۵۸ «زهق» .