249
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

الّذي وصفه هؤاء وليس الأمر في خليفته كما قالوا، هذا النّبيّ محمّد بن عبد اللّه‏ بن عبد المطّلب ووصيّه عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب وهو زوج فاطمة بنت محمّد وأبو الحسن والحسين سبطي محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.
قال غانمٌ أبو سعيد: فقلت: اللّه‏ أكبر، هذا الّذي طلبت. فانصرفت إلى داود بن العبّاس فقلت له: أيّها الأمير، وجدت ما طلبت، وأنا أشهد أن لا إله إلاَّ اللّه‏ وأنَّ محمَّداً رسول اللّه‏.
قال: فبرّني ووصلني، وقال للحسين: تفقّده. قال: فمضيت إليه حتّى آنست به، وفقّهني فيما احتجت إليه من الصلاة والصّيام والفرائض. قال: فقلت له: إنّا نقرا في كتبنا أنّ محمّداً صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده، وأنّ الأمر من بعده إلى وصيّه ووارثه وخليفته من بعده، ثمّ إلى الوصيّ بعد الوصيّ، لا يزال أمر اللّه‏ جارياً في أعقابهم حتّى تنقضي الدنيا، فمن وصيّ وصيّ محمّد ؟ قال: الحسن ثمّ الحسين ابنا محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. ثمّ ساق الأمر في الوصيّة حتّى انتهى إلى صاحب الزّمان عليه‏السلام، ثمّ أعلمني ما حدث، فلم يكن لي همّةٌ إلاّ طلب النّاحية.
فوافى قمّ وقعد مع أصحابنا في سنة أربع وستّين ومئتين، وخرج معهم حتّى وافى بغداد ومعه رفيقٌ له من أهل السّند كان صحبه على المذهب.
قال: فحدّثني غانمٌ قال: وأنكرت من رفيقي بعض أخلاقه، فهجرته وخرجت حتّى سرت إلى العبّاسيّة أتهيّا للصّلاة واصلّي، وإنّي لواقفٌ متفكّرٌ فيما قصدت لطلبه، إذا أنا بآت قد أتاني فقال: أنت فلانٌ ؟ ـ اسمه بالهند۱ ـ فقلت: نعم، فقال: أجب مولاك. فمضيت معه، فلم يزل يتخلّل بي الطّرق حتّى أتى داراً وبستاناً، فإذا أنا به عليه‏السلام جالسٌ، فقال: مرحباً يا فلان ـ بكلام الهند ـ كيف حالك ؟ وكيف خلّفت

1.. في شرح اُصول الكافي للمازندرانيّ ج ۷ ص ۳۳۹ ومرآة العقول (ج ۶ ص ۱۷۸) : قوله : «وانصرف إلينا إلى البلد» هذا : كلام العامريّ ، و«إلى البلد» بدلٌ من «إلينا» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
248

أعلم أنّ محمّداً نبيٌّ ولا أعلمه هذا الّذي تصفون أم لا، فأعلموني موضعه لِأقصِده فاُسائِله عن علامات عندي ودلالات، فإن كان صاحبي الّذي طلبت آمنت به، فقالوا: قد مضى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فقلت: فمن وصيّه وخليفته؟ فقالوا: أبو بكر، قلت: فسمّوه لي فإنّ هذه كنيته، قالوا: عبد اللّه‏ بن عثمان ونسبوه إلى قريش، قلت: فانسبوا لي محمّداً نبيّكم، فنسبوه لي، فقلت: ليس هذا صاحبي الّذي طلبت، صاحبي الّذي أطلبه خليفته أخوه في الدّين وابن عمّه في النّسب وزوج ابنته وأبو ولده، ليس لهذا النّبيّ ذرّيّةٌ على الأرض غير ولد هذا الرّجل الّذي هو خليفته.
قال: فوثبوا بي وقالوا: أيّها الأمير، إنّ هذا قد خرج من الشّرك إلى الكفر، هذا حلال الدم، فقلت لهم: يا قوم، أنا رجلٌ معي دينٌ متمسّكٌ به، لا افارقه حتّى أرى ما هو أقوى منه، إنّي وجدت صفة هذا الرّجل في الكتب الّتي أنزلها اللّه‏ على أنبيائه، وإنّما خرجت من بلاد الهند ومن العزّ الّذي كنت فيه طلباً له، فلمّا فحصت عن أمر صاحبكم الّذي ذكرتم لم يكن النّبيّ الموصوف في الكتب !
فكفّوا عنّي. وبعث العامل إلى رجل يقال له: الحسين بن إشكيب۱ فدعاه، فقال له: ناظر هذا الرّجل الهنديّ، فقال له الحسين: أصلحك اللّه‏، عندك الفقهاء والعلماء وهم أعلم وأبصر بمناظرته، فقال له: ناظره كما أقول لك واخل به والطف له.
فقال لي الحسين بن إشكيب بعدما فاوضته: إنّ صاحبك الّذي تطلبه هو النّبيّ

1.. الحسين بن إشكيب : هو الذي أورد النجاشيّ ترجمته ، و ذكر أنّه من مشايخ العيّاشي ، و قال : «يقول الكشّي في رجال أبي محمّد : الحسين بن إشكيب المروزيّ الساكن في سمرقند و كشّ ، العالم و المتكلّم ، و له تأليفات» . وذكره الشيخ الطوسيّ من أصحاب أبي محمّد العسكريّ عليه‏السلام ، و ذكر الأوصاف المذكورة حوله ، كما ذكره في عداد الأشخاص الذين لم يرووا عن أيّ من الأئمّة عليهم‏السلام ، و قال : «كان شخصاً فاضلاً ، جليلاً ، متكلّماً ، فقيهاً ، مناظراً ، صاحب تصنيفات ، حسن القول و الفكر» راجع : رجال النجاشيّ : ج ۱ ص۱۴۶ الرقم۸۷ ورجال الطوسيّ : ص ۳۸۶ الرقم ۵۶۷۹ و ص ۳۹۸ الرقم ۵۸۳۶ و ص ۴۲۰ الرقم ۶۰۷۲ وخلاصة الأقوال : ص ۴۹ الرقم ۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12423
صفحه از 458
پرینت  ارسال به