247
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

۲ / ۵

أبو سعيد غانمٌ۱

۷۸۰.الكلينيّ: عليّ بن محمّد وعن غير واحد من أصحابنا القمّيّين، عن محمّد بن محمّد العامريّ، عن أبي سعيد غانم الهنديّ، قال:
كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة، وأصحابٌ لي يقعدون على كراسيّ عن يمين الملك أربعون رجلاً، كلّهم يقرأ الكتب الأربعة: التّوراة والإنجيل والزّبور وصحف إبراهيم، نقضي بين النّاس ونفقّههم في دينهم ونفتيهم في حلالهم وحرامهم، يفزع النّاس إلينا ؛ الملك فمن دونه.
فتجارينا ذكر رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فقلنا: هذا النّبيّ المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره ويجب علينا الفحص عنه وطلب أثره، واتّفق رأينا وتوافقنا على أن أخرج فأرتاد لهم.
فخرجت ومعي مالٌ جليلٌ، فسرت اثني عشر شهراً حتّى قربت من كابل، فعرض لي قومٌ من التّرك فقطعوا عليّ وأخذوا مالي، وجرحت جراحات شديدةً، ودفعت إلى مدينة كابل، فأنفذني ملكها لمّا وقف على خبري إلى مدينة بلخ، وعليها إذ ذاك داود بن العبّاس بن أبي [الأ]سود، فبلغه خبري وأنّي خرجت مرتاداً من الهند وتعلّمت الفارسيّة وناظرت الفقهاء وأصحاب الكلام، فأرسل إليّ داود بن العبّاس فأحضرني مجلسه، وجمع عليّ الفقهاء فناظروني، فأعلمتهم أنّي خرجت من بلدي أطلب هذا النّبيّ الّذي وجدته في الكتب، فقال لي: من هو وما اسمه ؟ فقلت: محمّدٌ، فقالوا: هو نبيّنا الّذي تطلب، فسألتهم عن شرائعه، فأعلموني، فقلت لهم: أنا

1.. في الخرائج : «أبو سعيد غانم أبي سعيد الهندي» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
246

عمّ، فأنا أحقّ بالصّلاة على أبي، فتأخّر جعفرٌ، وقد اربدّ۱ وجهه واصفرّ. فتقدّم الصبيّ وصلّى عليه، ودفن إلى جانب قبر أبيه عليهماالسلام.
ثمّ قال: يا بصريّ هات جوابات الكتب الّتي معك. فدفعتها إليه، فقلت في نفسي: هذه بيّنتان بقي الهميان. ثمّ خرجت إلى جعفر بن عليّ وهو يزفر فقال له حاجزٌ الوشّاء: يا سيّدي، من الصبيّ لنقيم الحجّة عليه ؟ فقال: واللّه‏ ما رأيته قطّ ولا أعرفه.
فنحن جلوسٌ إذ قدم نفرٌ من قمّ فسألوا عن الحسن بن عليّ عليه‏السلام، فعرفوا موته فقالوا: فمن [نعزّي] ؟ فأشار النّاس إلى جعفر بن عليّ، فسلّموا عليه وعزّوه وهنّوه، وقالوا: إنّ معنا كتباً ومالاً فتقول ممّن الكتب ؟ وكم المال ؟ فقام ينفض أثوابه ويقول: تريدون منّا أن نعلم الغيب ؟!
قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان (وفلان)، وهميانٌ فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطليّةٌ. فدفعوا إليه الكتب والمال، وقالوا: الّذي وجّه بك لِأخذِ ذلِك هو الإمام.
فدخل جعفر بن عليّ على المعتمد وكشف له ذلك، فوجّه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية، فطالبوها بالصّبيّ فأنكرته، وادّعت حبلاً بها لتغطّي حال الصبيّ، فسلّمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد اللّه‏ بن يحيى بن خاقان۲ فجأةً وخروج صاحب الزّنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية، فخرجت عن أيديهم.۳

1.. اربدّ وجهه : أي تغيّر إلى الغبرة النهاية : ج ۲ ص ۱۸۳ «ربد» .

2.. الوزير ، استوزره المتوكّل والمعتمد ، واستمرّ في الوزارة إلى أن توفّي سنة ۲۶۳ه تاريخ دمشق : ج ۳۸ ص ۱۴۳ و ۱۴۸ الرقم ۴۵۰۲ ، الأعلام للزركليّ : ج ۴ ص ۱۹۸ .

3.. كمال الدين : ص ۴۷۵ ح ۲۵ ، الثاقب في المناقب : ص ۶۰۷ ح ۵۵۴ ، الخرائج والجرائح : ج ۳ ص ۱۱۰۱ ح ۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۶۷ ح ۵۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12521
صفحه از 458
پرینت  ارسال به