فقام مغضبا۱ ليخرج، فقال: لا يخرجنّ أحدٌ، فلم يخرج منّا أحدٌ، إلى أن كان بعد ساعة فصاح عليهالسلام بعثمان، فقام على قدميه، فقال: اخبركم بما جئتم ؟ قالوا: نعم يابن رسول اللّه، قال: جئتم تسأ لونّي عن الحجّة من بعدي. قالوا: نعم. فإذا غلامٌ كأ نّه قطع قمر، أشبه النّاس بأبي محمّد عليهالسلام، فقال: هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، ألا وإنّكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتّى يتمّ له عمرٌ، فاقبلوا من عثمان ما يقوله، وانتهوا إلى أمره، واقبلوا قوله، فهو خليفة إمامكم والأمر إليه.۲
۷۷۴.الشيخ الصدوق: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضىاللهعنه، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ، قال: حدّثني معاوية بن حكيم۳ ومحمّد بن أيّوب بن نوح۴ ومحمّد بن عثمان العمريّ رضىاللهعنه۵، قالوا:
عرض علينا أبو محمّد الحسن بن عليّ عليهالسلام ـ ونحن في منزله، وكنّا أربعين رجلاً ـ فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا.
1.. يحتمل أن يكون امتعاضه كان بسبب كون السؤال في غير محلّه ؛ إذ سأل من دون مقدّمة ، وامتنع الإمام عليهالسلامعن الجواب . أو أنّ هناك علّة اُخرى اللّه أعلم بها . على أيّ حال ، لا يمكن النصّ أن يسبّب خدشة ولو طفيفة لشخصيّة ووجاهة ومقام عثمان بن سعيد ، كما نشاهد في آخر الحديث .
2.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۵۷ ح ۳۱۹ بسند صحيح ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۴۶ .
3.. إنّ ذكر معاوية بن حكيم في من رآه غير صحيح ؛ لأنّه من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهمالسلام ، ولم يذكروه فيأصحاب العسكريّ عليهالسلام حتّى يمكنه الرؤة ، بل إنّ سعد بن عبد اللّه ومحمّد بن حسن الصفّار يرويان عنه ، و هما من أصحاب العسكريّ عليهالسلام ، فالصحيح أنّ ابنه محمّد رآه عليهالسلام كما في إعلام الورى راجع : الحديث السابق .
4.. ذكرنا في عنوان الحسن بن أيّوب بن نوح وقوع التصحيف في هذه الرواية ، والصحيح فيها «الحسن» لا «محمّد» ، وذكرنا شواهد التصحيف والمحتملات فيها في ترجمته ، فلم يثبت رؤته للحجّة عليهالسلام راجع : الحديث السابق .
5.. النائب الثاني .