235
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

۱ / ۱۵

إبراهيمُ بنُ مُحمّدٍ النّيسابوريُ۱

۷۷۱.الشيخ الحرّ العامليّ۲: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن فارس النّيسابوريُ، قال: لمّا همّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي، وهو رجلٌ شديدٌ وكان مولعا بقتل الشيعة، فاخبرت بذلك وغلب عليّ خوفٌ عظيمٌ، فودّعت أهلي وأحبّائي، وتوجّهت إلى دار أبي محمّد عليه‏السلام لاِودّعه وكنت أردت الهرب، فلمّا دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه، كان وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر، فتحيّرت من نوره وضيائه، وكاد أن أنسى ما كنت فيه من الخوف والهرب.
فقال: يا إبراهيم، لا تهرب ؛ فإنّ اللّه‏ تبارك وتعالى سيكفيك شرّه. فازداد تحيّري، فقلت لِأبي محمّد عليه‏السلام: يا سيّدي ـ جعلني اللّه‏ فداك ـ من هو وقد أخبرني بما كان في ضميري؟ ! فقال: هو ابني وخليفتي من بعدي، وهو الّذي يغيب غيبةً طويلةً، ويظهر بعد امتلاء الأرض جورا وظلما، فيملؤها قسطا وعدلاً.
فسألته عن اسمه، فقال: هو سميّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وكنيّه، ولا يحلّ لِأحد أن يسمّيه أو يكنّيه بِكنيتِهِ، إلى أن يظهِر اللّه‏ دولته وسلطنته، فاكتم يا إبراهيم ما رأيت وسمعت منّا اليوم، إلاّ عن أهله. فصلّيت عليهما وآبائهما، وخرجت مستظهرا۳ بفضل اللّه‏

1.. إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوريّ ، كان من أصحاب الهادي والعسكريّ عليهماالسلام . سأل الشيخ الكشّي عنالعيّاشي عنه ، فأجاب : فهو في نفسه لابأس به ، ولكن بعض من يروي هو عنه ؛ أي الإشكال في بعض أساتيده . لذا عدّه العلاّمة الحلّيّ وابن داود في القسم الأوّل من كتابيهما . والشيخ موسى الزنجانيّ قال : إنّه حسن كالصحيح راجع : رجال الطوسيّ : ص ۳۸۳ الرقم ۵۶۴۰ وص ۳۹۷ الرقم ۵۸۲۶ ورجال البرقيّ : ص ۶۰ و ص ۱۸ الرقم ۳۲ ورجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۱۲ الرقم ۱۰۱۴ وخلاصة الأقوال : ص ۷ الرقم ۲۵ ورجال ابن داود : ص ۳۳ الرقم ۳۲ والجامع في الرجال : ج ۱ ص ۶۵ .

2.. راجع : ص ۳۴۵ ح ۸۴۰ الهامش ۴ .

3.. استظهر به : أي استعان ( لسان العرب : ج ۴ ص ۵۲۵ « ظهر » ) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
234

فسلّمت و جلست إلى باب عليه سترٌ مرخىً، فجاءت الرّيح فكشفت طرفه، فإذا أنا بفتىً كأ نّه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها، فقال لي: يا كامل بن إبراهيم! فاقشعررت من ذلك والهمت أن قلت: لبّيك يا سيّدي، فقال: جئت إلى وليّ اللّه‏ وحجّته وبابه تسأ له: هل يدخل الجنّة إلاّ من عرف معرفتك وقال بمقالتك ؟ فقلت: إي واللّه‏! قال: إذن واللّه‏ يقلّ داخلها، واللّه‏ إنّه ليدخلها قومٌ يقال لهم الحقّيّة، قلت: يا سيّدي ومن هم ؟ قال: قومٌ من حبّهم لعليّ عليه‏السلام يحلفون بحقّه ولا يدرون ما حقّه وفضله.
ثمّ سكت صلوات اللّه‏ عليه عنّي ساعةً، ثمّ قال: وجئت تسأ له عن مقالة المفوّضة، كذبوا، بل قلوبنا أوعيةٌ لمشيّة اللّه‏، فإذا شاء شئنا، واللّه‏ يقول: «وَ مَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ»۱.
ثمّ رجع السّتر إلى حالته فلم أستطع كشفه، فنظر إليّ أبو محمّد عليه‏السلام متبسّماً فقال: يا كامل، ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك الحجّة من بعدي؟ فقمت وخرجت ولم اعاينه بعد ذلك.
قال أبو نعيم: فلقيت كاملاً فسألته عن هذا الحديث فحدّثني به.
وروى هذا الخبر أحمد بن عليّ الرازيّ، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن عبد اللّه‏ بن عائذ الرازيّ، عن الحسن بن وجناء النصيبيّ، قال: سمعت أبا نعيم محمّد بن أحمد الأنصاريّ، وذكر مثله.۲

1.. الإنسان : ۳۰ ، التكوير : ۲۹ .

2.. الغيبة للطوسيّ : ص ۲۴۶ ح ۲۱۶ ، دلائل الإمامة : ص ۵۰۵ ح ۴۹۱ ، الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۴۵۸ ح ۴ ،كشف الغمّة : ج ۳ ص ۲۸۹ نحوه ، منتخب الأنوار المضيئة : ص ۲۵۳ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۳۳۶ ح ۱۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12455
صفحه از 458
پرینت  ارسال به