231
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

شهر كذا من سنة كذا على حائك من جيرانه من الغزل منّاً وربع منّ، فأتت على ذلك مدّةٌ وفي انتهائها قُيِّضَ لذلك الغزل سارقٌ، فأخبر به الحائك صاحبه، فكذّبه واستردّ منه بدل ذلك منّاً ونصف منّ غزلاً أدقّ ممّا كان دفعه إليه، واتّخذ من ذلك ثوباً كان هذا الدّينار مع القراضة ثمنه.
فلمّا فتح رأس الصرّة صادف رقعةً في وسط الدنانير باسم من أخبر عنه وبمقدارها على حسب ما قال، واستخرج الدّينار والقراضة بتلك العلامة.
ثمّ أخرج صرّةً اخرى، فقال الغلام: هذه لفلان بن فلان من محلّة كذا بقمّ، تشتمل على خمسين ديناراً لا يحلّ لنا لمسها. قال: وكيف ذاك ؟ قال: لِأنّها مِن ثمنِ حِنطة حاف صاحبها على أكّاره في المقاسمة، وذلك أنّه قبض حصّته منها بكيل واف، وكان ما حصّ الأكّار بكيل بخس.
فقال مولانا: صدقت يا بنيّ. ثمّ قال: يا أحمد بن إسحاق، احملها بأجمعها لتردّها أو توصي بردّها على أربابها، فلا حاجة لنا في شيء منها، وائتنا بثوب العجوز، قال أحمد: وكان ذلك الثّوب في حقيبة لي فنسيته....
قال سعدٌ: ثمّ قام مولانا الحسن بن عليّ الهادي عليه‏السلام للصّلاة مع الغلام، فانصرفت عنهما وطلبت أثر أحمد بن إسحاق، فاستقبلني باكياً، فقلت: ما أبطأك وأبكاك؟ قال: قد فقدت الثّوب الّذي سألني مولاي إحضاره، قلت: لا عليك فأخبره. فدخل عليه مسرعاً، وانصرف من عنده متبسّماً وهو يصلّي على محمّد وآل محمّد، فقلت: ما الخبر ؟
قال: وجدت الثّوب مبسوطاً تحت قدمي مولانا يصلّي عليه.
قال سعدٌ: فحمدنا اللّه‏ تعالى على ذلك، وجعلنا نختلف بعد ذلك اليوم إلى منزل


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
230

رمّانةٌ ذهبيّةٌ تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركّبة عليها، قد كان أهداها إليه بعض رؤاء أهل البصرة، وبيده قلمٌ إذا أراد أن يسطر به على البياض شيئاً قبض الغلام على أصابعه، فكان مولانا يدحرج الرّمّانة بين يديه ويشغله بردّها ؛ كي لا يصدّه عن كتابة ما أراد، فسلّمنا عليه، فألطف في الجواب وأومأ إلينا بالجلوس.
فلمّا فرغ من كتابة البياض الّذي كان بيده أخرج أحمد بن إسحاق جرابه من طيّ كسائه فوضعه بين يديه، فنظر الهادي عليه‏السلام ۱ إلى الغلام وقال له: يا بنيّ، فضّ الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك.
فقال: يا مولاي أيجوز أن أمدّ يداً طاهرةً إلى هدايا نجسة وأموال رجسة قد شيب أحلّها بأحرمها ؟ !
فقال مولاي: يابن إسحاق، استخرج ما في الجراب ليميّز ما بين الحلال والحرام منها.
فأوّل صرّة بدأ أحمد بإخراجها قال الغلام: هذه لفلان بن فلان من محلّة كذا بقمّ، تشتمل على اثنين وستّين ديناراً، فيها من ثمن حجيرة باعها صاحبها وكانت إرثاً له عن أبيه خمسةٌ وأربعون ديناراً، ومن أثمان تسعة أثواب أربعة عشر ديناراً، وفيها من اجرة الحوانيت ثلاثة دنانير.
فقال مولانا: صدقت يا بنيّ، دلّ الرّجل على الحرام منها. فقال عليه‏السلام: فتّش عن دينار رازيّ السّكّة تأريخه سنة كذا، قد انطمس من نصف إحدى صفحتيه نقشه، وقراضة آمليّة وزنها ربع دينار، والعلّة في تحريمها أنّ صاحب هذا الصرّة وزن في

1.. كما هو ظاهرٌ من نهاية هذا المتن فإنّ لقب «الهادي» كان يطلق أيضاً على الإمام العسكريّ عليه‏السلام ، أو لعلّ العبارة هنا كانت «ابن الهادي» فصحّفت وفي دلائل الإمامة والثاقب : «أبو محمّد» بدل «الهادي» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12492
صفحه از 458
پرینت  ارسال به