217
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

بِالأَعمالِ، وَاللّه‏ُ مُوَفِّقُكَ لِذلِكَ بِرَحمَتِهِ.
فَلتَكُن ـ حَرَسَكَ اللّه‏ُ بِعَينِهِ الَّتي لا تَنامُ ـ أن تُقابِلَ لِذلِكَ فِتنَةً تُبسِلُ۱ نُفوسَ قَومٍ حَرَثَت باطِلاً لاِستِرهابِ المُبطِلينَ، ويَبتَهِجُ لِدَمارِهَا المُؤمِنونَ، ويَحزَنُ لِذلِكَ المُجرِمونَ، وآيَةُ حَرَكَتِنا مِن هذِهِ اللَّوثَةِ حادِثَةٌ بِالحَرَمِ المُعَظَّمِ مِن رِجسِ مُنافِقٍ مُذَمَّمٍ، مُستَحَلٍّ لِلدَّمِ المُحَرَّمِ، يَعمِدُ بِكَيدِهِ أهلَ الإِيمانِ، ولا يَبلُغُ بِذلِكَ غَرَضَهُ مِنَ الظُّلمِ لَهُم وَالعُدوانِ، لِأَ نَّنا مِن وَراءِ حِفظِهِم بِالدُّعاءِ الَّذي لا يُحجَبُ عَن مَلِكِ الأَرضِ وَالسَّماءِ، فَليَطمَئِنَّ بِذلِكَ مِن أولِيائِنَا القُلوبُ، وَليَثِقوا بِالكِفايَةِ مِنهُ، وإن راعَتهُم بِهِمُ الخُطوبُ، وَالعاقِبَةُ بِجَميلِ صُنعِ اللّه‏ِ سُبحانَهُ تَكونُ حَميدَةً لَهُم مَا اجتَنَبُوا المَنهِيَّ عَنهُ مِنَ الذُّنوبِ.
ونَحنُ نَعهَدُ إلَيكَ أيُّهَا الوَلِيُّ المُخلِصُ المُجاهِدُ فينَا الظّالِمينَ، أيَّدَكَ اللّه‏ُ بِنَصرِهِ الَّذي أيَّدَ بِهِ السّلَفَ مِن أولِيائِنَا الصّالِحينَ، أنَّهُ مَنِ اتَّقى رَبَّهُ مِن إخوانِكَ فِي الدّينِ، وأَخرَجَ مِمّا عَلَيهِ إلى مُستَحِقّيهِ، كانَ آمِنا مِنَ الفِتنَةِ المُطِلَّةِ، ومِحَنِهَا المُظلِمَةِ المُضِلَّةِ۲، ومَن بَخِلَ مِنهُم بِما أعارَهُ اللّه‏ُ مِن نِعمَتِهِ عَلى مَن أمَرَهُ بِصِلَتِهِ، فَإِنَّهُ يَكونُ خاسِرا بِذلِكَ لاُِولاهُ وآخِرَتِهِ.
ولَو أنَّ أشياعَنا ـ وَفَّقَهُمُ اللّه‏ُ لِطاعَتِهِ ـ عَلَى اجتِماعٍ مِنَ القُلوبِ فِي الوَفاءِ بِالعَهدِ عَلَيهِم، لَما تَأَخَّرَ عَنهُمُ اليُمنُ بِلِقائِنا، ولَتَعَجَّلَت لَهُمُ السَّعادَةُ بِمُشاهَدَتِنا عَلى حَقِّ المَعرِفَةِ وصِدقِها مِنهُم بِنا، فَما يَحبِسُنا عَنهُم إلاّ ما يَتَّصِلُ بِنا مِمّا نَكرَهُهُ ولا نُؤثِرُهُ مِنهُم، وَاللّه‏ُ المُستَعانُ وهُوَ حَسبُنا ونِعمَ الوَكيلُ، وصَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنَا البَشيرِ النَّذيرِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ وسَلَّمَ».

1.. أبسَلَهُ : أسلمه للهلكة القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۳۵ «بسل» .

2.. في المصدر «المظلّة» ، والتصويب من بحار الأنوار .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
216

مَن تَسكُنُ إلَيهِ، وأَوصِ جَماعَتَهُم بِالعَمَلِ عَلَيهِ إن شاءَ اللّه‏ُ، وصَلَّى اللّه‏ُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ».۱

۷۵۴.الاحتجاج: وَرَدَ عَلَيهِ۲ كِتابٌ آخَرُ مِن قِبَلِهِ صَلَواتُ اللّه‏ِ عَلَيهِ، يَومَ الخَميسِ الثّالِثَ وَالعِشرينَ مِن ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ اثنَتَي عَشرَةَ وأَربَعِمِئَةٍ. نُسخَتُهُ:
«بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، سَلامُ اللّه‏ِ عَلَيكَ أيُّهَا النّاصِرُ لِلحَقِّ، الدّاعي إلَيهِ بِكَلِمَةِ الصِّدقِ، فَإِنّا نَحمَدُ اللّه‏َ إلَيكَ الَّذي لا إله إِلاّ هُوَ، إلهَنا وإلهَ آبائِنَا الأَوَّلينَ، ونَسأَ لُهُ الصَّلاةَ عَلى نَبِيِّنا وسَيِّدِنا ومَولانا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وعَلى أهلِ بَيتِهِ الطّاهِرينَ.
وبَعدُ، فَقَد كُنّا نَظَرنا مُناجاتَكَ عَصَمَكَ اللّه‏ُ بِالسَّبَبِ الَّذي وَهَبَهُ اللّه‏ُ لَكَ مِن أولِيائِهِ، وحَرَسَكَ بِهِ مِن كَيدِ أعدائِهِ، وشَفَّعَنا ذلِكَ الآنَ۳ مِن مُستَقَرٍّ لَنا يُنصَبُ في شِمراخٍ۴، مِن بَهماءَ۵ صِرنا إلَيهِ آنِفا مِن غَماليلَ۶، ألجَأَنا إلَيهِ السَّباريتُ۷ مِنَ الإِيمانِ، ويوشِكُ أن يَكونَ هُبوطُنا إلى صَحصَحٍ۸ مِن غَيرِ بُعدٍ مِنَ الدَّهرِ ولا تَطاوُلٍ مِنَ الزَّمانِ، ويَأتيكَ نَبَأٌ مِنّا بِما يَتَجَدَّدُ لَنا مِن حالٍ، فَتَعرِفُ بِذلِكَ ما نَعتَمِدُهُ مِنَ الزُّلفَةِ إِلَينا

1.. الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۹۶ ح ۳۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۷۴ ح ۷ .

2.. أي : على الشيخ المفيد .

3.. قال المجلسيّ قدس‏سره : في العبارة تصحيف ، ولعلّه كان هكذا «وشفعنا لك الآن» أي لنجح حاجتك التي طلبت بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۷۸ .

4.. قال المجلسيّ قدس‏سره : «من مستقرّ لنا» أي مخيّم ينصب لنا في رأس جبل بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۷۸. والشِّمراخُ : رأس الجبل (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۷۶ «شمرخ») .

5.. البهماء : المجهولة التي لا تعرف (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۵۸ «بهم») .

6.. الغُملولُ : الوادي ذو الشجر ، وكلّ مجتمع أظلم وتراكم من شجر أو غمام أو ظلمة القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۶ «غمل» .

7.. قال المجلسيّ قدس‏سره : السباريت : جمع السبروت بالضمّ ؛ وهو القفر لا نبات فيه ، والفقير ، ولعلّ الأخير أنسب بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۷۸ .

8.. الصحصح : ما استوى من الأرض القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۳ «صحح» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12503
صفحه از 458
پرینت  ارسال به