215
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

أنافَت عَلَيكُم، يَهلِكُ فيها مَن حُمَّ۱ أجَلُهُ، ويُحمى عَنها مَن أدرَكَ أمَلَهُ، وهِيَ أمارَةٌ لاُِزوفِ۲ حَرَكَتِنا ومُباثَّتِكُم بِأَمرِنا ونَهيِنا، وَاللّه‏ُ مُتِمُّ نورِهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ.
اِعتَصِموا بِالتَّقِيَّةِ، مِن شَبِّ نارِ الجاهِلِيَّةِ، يَحشُشُها عَصَبٌ اُمَوِيَّةٌ، يَهولُ بِها فِرقَةً مَهدِيَّةً، أنَا زَعيمٌ بِنَجاةِ مَن لَم يَرُم (مِنكُم) فيهَا المَواطِنَ الخَفِيَّةَ، وسَلَكَ فِي الظَّعنِ منهَا السُّبُلَ المَرضِيَّةَ.
إذا حَلَّ جُمادَى الاُولى مِن سَنَتِكُم هذِهِ فَاعتَبِروا بِما يَحدُثُ فيهِ، وَاستَيقِظوا مِن رَقدَتِكُم لِما يَكونُ فِي الَّذي يَليهِ. سَتَظهَرُ لَكُم مِنَ السَّماءِ آيَةٌ جَلِيَّةٌ، ومِنَ الأَرضِ مِثلُها بِالسَّوِيَّةِ، ويَحدُثُ في أرضِ المَشرِقِ ما يُحزِنُ ويُقلِقُ، ويَغلِبُ مِن بَعدُ عَلَى العِراقِ طَوائِفُ عَنِ الإِسلامِ مُرّاقٌ، تَضيقُ بِسوءِ فِعالِهِم عَلى أهلِهِ الأَرزاقُ، ثُمَّ تَنفَرِجُ الغُمَّةُ مِن بَعدُ بِبَوارِ طاغوتٍ مِنَ الأَشرارِ، ثُمَّ يُسَرُّ بِهَلاكِهِ المُتَّقونَ الأَخيارُ، ويَتَّفِقُ لِمُريدِي الحَجِّ مِنَ الآفاقِ ما يُؤَمِّلونَهُ مِنهُ عَلى تَوفيرٍ عَلَيهِ مِنهُم وَاتِّفاقٍ، ولَنا في تَيسيرِ حَجِّهِم عَلَى الاِختِيارِ مِنهُم وَالوِفاقِ شَأنٌ يَظهَرُ عَلى نِظامٍ وَاتِّساقٍ.
فَليَعمَل كُلُّ امرِئٍ مِنكُم بِما يَقرُبُ بِهِ مِن مَحَبَّتِنا، وَليَتَجَنَّب ما يُدنيهِ مِن كَراهَتِنا وسَخَطِنا، فَإِنَّ أمرَنا بَغتَةٌ فَجأَةٌ حينَ لا تَنفَعُهُ تَوبَةٌ ولا يُنجيهِ مِن عِقابِنا نَدَمٌ عَلى حَوبَةٍ۳. وَاللّه‏ُ يُلهِمُكُمُ الرُّشدَ، ويَلطُفُ لَكُم فِي التَّوفيقِ بِرَحمَتِهِ».
نُسخَةُ التَّوقيعِ بِاليَدِ العُليا عَلى صاحِبِهَا السَّلامُ: «هذا كِتابُنا إلَيكَ أيُّهَا الأَخُ الوَلِيُّ، وَالمُخلِصُ في وُدِّنَا الصَّفِيُّ، وَالنّاصِرُ لَنَا الوَفِيُّ، حَرَسَكَ اللّه‏ُ بِعَينِهِ الَّتي لا تَنامُ، فَاحتَفِظ بِهِ، ولا تُظهِر عَلى خَطِّنَا الَّذي سَطَرناهُ بِما لَهُ ضَمِنّاهُ أحَدا، وأَدِّ ما فيهِ إلى

1.. حَمَّ : قَرُبَ ودنا المصباح المنير : ص ۱۵۲ «حمم» .

2.. أزِفَ : دنا وقَرُبَ المصباح المنير : ص ۱۳ «أزف» .

3.. الحَوْبَةُ : الخطيئة المصباح المنير : ص ۱۵۵ «حاب» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
214

بِالحِجازِ، نُسخَتُهُ:
«لِلأَخِ السَّديدِ وَالوَلِيِّ الرَّشيدِ الشَّيخِ المُفيدِ، أبي عَبدِ اللّه‏ِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النُّعمانِ أدامَ اللّه‏ُ إعزازَهُ، مِن مُستَودَعِ العَهدِ المَأخوذِ عَلَى العِبادِ:
بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ: سَلامٌ عَلَيكَ أيُّهَا الوَلِيُّ المُخلِصُ فِي الدّينِ، المَخصوصُ فينا بِاليَقينِ، فَإِنّا نَحمَدُ إلَيكَ اللّه‏َ الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ، ونَسأَ لُهُ الصَّلاةَ عَلى سَيِّدِنا ومَولانا ونَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ، ونُعلِمُكَ ـ أدامَ اللّه‏ُ تَوفيقَكَ لِنُصرَةِ الحَقِّ، وأَجزَلَ مَثوبَتَكَ عَلى نُطقِكَ عَنّا بِالصِّدقِ ـ: أنَّهُ قَد اُذِنَ لَنا في تَشريفِكَ بِالمُكاتَبَةِ، وتَكليفِكَ فيها بِما تُؤَدّيهِ عَنّا إلى مَوالينا قِبَلَكَ، أعَزَّهُمُ اللّه‏ُ بِطاعَتِهِ، وكَفاهُمُ المُهِمَّ بِرِعايَتِهِ لَهُم وحِراسَتِهِ، فَقِف أيَّدَكَ اللّه‏ُ بِعَونِهِ عَلى أعدائِهِ المارِقينَ عَن دينِهِ عَلى ما نَذكُرُهُ، وَاعمَل في تَأدِيَتِهِ إلى مَن تَسكُنُ إلَيهِ بِما نَرسُمُهُ إن شاءَ اللّه‏ُ تَعالى.
نَحنُ وإن كُنّا ثاوِينَ۱ بِمَكانِنَا النّائي عَن مَساكِنِ الظّالِمينَ، حَسَبَ الَّذي أراناهُ اللّه‏ُ تَعالى لَنا مِنَ الصَّلاحِ ولِشيعَتِنَا المُؤمِنينَ في ذلِكَ ما دامَت دَولَةُ الدُّنيا لِلفاسِقينَ، فَإِنّا نُحيطُ عِلما بِأَنبائِكُم، ولا يَعزُبُ۲ عَنّا شَيءٌ مِن أخبارِكُم، ومَعرِفَتُنا بِالإِذلالِ الَّذي أصابَكُم مُذ جَنَحَ كَثيرٌ مِنكُم إلى ما كانَ السَّلَفُ الصّالِحُ عَنهُ شاسِعا، ونَبَذُوا العَهدَ المَأخوذَ مِنهُم وَراءَ ظُهورِهِم كَأَنَّهُم لا يَعلَمونَ.
إنّا غَيرُ مُهمِلينَ لِمُراعاتِكُم، ولا ناسِينَ لِذِكرِكُم، ولَولا ذلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَأواءُ۳ وَاصطَلَمَكُمُ۴ الأَعداءُ، فَاتَّقُوا اللّه‏َ جَلَّ جَلالُهُ، وظاهِرونا عَلَى انتِياشِكُم۵ مِن فِتنَةٍ قَد

1.. ثوى بالمكان : إذا أقام فيه النهاية : ج ۱ ص ۲۳۰ «ثوا» .

2.. عَزَبَ يَعزُبُ : إذا أبعَدَ النهاية : ج ۳ ص ۲۲۷ «عزب» .

3.. اللَأْواءُ : الشِّدَّةُ وضيق المعيشة النهاية : ج ۴ ص ۲۲۱ «لأواء» .

4.. الاصطلامُ : افتعال من الصلم : وهو القطع النهاية : ج ۳ ص ۴۹ «صلم» .

5.. التناوشُ : التناولُ ، والانتياش مثله الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۲۴ «نوش» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12734
صفحه از 458
پرینت  ارسال به