إلَيهِ اُعلِمُهُ، فَكَتَبَ إلَيَّ:
«طالِبهُم وَاستَقضِ عَلَيهِم».
فَقَضّانِي النّاسُ إلاّ رَجُلٌ واحِدٌ كانَت عَلَيهِ سَفتَجَةٌ بِأَربَعِمِئَةِ دينارٍ، فَجِئتُ إلَيهِ اُطالِبُهُ فَماطَلَني وَاستَخَفَّ بِيَ ابنُهُ وسَفِهَ عَلَيَّ، فَشَكَوتُ إلى أبيهِ، فَقالَ: وكانَ ماذا ؟ فَقَبَضتُ عَلى لِحيَتِهِ وأَخَذتُ بِرِجلِهِ وسَحَبتُهُ إلى وَسَطِ الدّارِ، ورَكَلتُهُ رَكلاً كَثيراً، فَخَرَجَ ابنُهُ يَستَغيثُ بِأَهلِ بَغدادَ ويَقولُ: قُمِّيٌّ رافِضِيٌّ قَد قَتَلَ والِدي. فَاجتَمَعَ عَلَيَّ مِنهُمُ الخَلقُ، فَرَكِبتُ دابَّتي وقُلتُ: أحسَنتُم يا أهلَ بَغدادَ ! تَميلونَ مَعَ الظّالِمِ عَلَى الغَريبِ المَظلومِ ؟ أنَا رَجُلٌ مِن أهلِ هَمَدانَ مِن أهلِ السُّنَّةِ، وهذا يَنسِبُني إلى أهلِ قُمَّ وَالرَّفضِ لِيَذهَبَ بِحَقّي ومالي.
قالَ: فَمالوا عَلَيهِ وأَرادوا أن يَدخُلوا عَلى حانوتِهِ حَتّى سَكَّنتُهُم، وطَلَبَ إلَيَّ صاحِبُ السَّفتَجَةِ وحَلَفَ بِالطَّلاقِ أن يُوَفِّيَني مالي، حَتّى أخرَجتُهُم عَنهُ.۱
۴ / ۳
ما نسب من التوقيع من الناحية المقدّسة إلى الشيخ المفيد في الغيبة الكبرى
۷۵۳.الاحتجاج: ذِكرُ كِتابٍ وَرَدَ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ ـ حَرَسَهَا اللّهُ ورَعاها ـ في أيّامٍ بَقِيَت مِن صَفَرٍ، سَنَةَ عَشرٍ وأَربَعِمِئَةٍ عَلَى الشَّيخِ المُفيدِ أبي عَبدِ اللّهِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النُّعمانِ قَدَّسَ اللّهُ روحَهُ ونَوَّرَ ضَريحَهُ، ذَكَرَ موصِلُهُ أنَّهُ يَحمِلُهُ مِن ناحِيَةٍ مُتَّصِلَةٍ