فَلا تُجالِس أهلَ مَقالَتِهِم، فَإِنّي مِنهُم بَريءٌ، وآبائي عليهمالسلام مِنهُم بِراءٌ.
وأَمَّا المُتَلَبِّسونَ بِأَموالِنا، فَمَنِ استَحَلَّ مِنها شَيئا فَأَكَلَهُ فَإِنَّما يَأكُلُ النّيرانَ.
وأَمَّا الخُمُسُ فَقَد اُبيحَ لِشيعَتِنا، وجُعِلوا مِنهُ في حِلٍّ إلى وَقتِ ظُهورِ أمرِنا ؛ لِتَطيبَ وِلادَتُهُم ولا تَخبُثَ.۱
وأَمّا نَدامَةُ قَومٍ قَد شَكّوا في دينِ اللّهِ عز و جل عَلى ما وَصَلونا بِهِ، فَقَد أقَلنا مَنِ استَقالَ ولا حاجَةَ في صِلَةِ الشّاكّينَ.
وأَمّا عِلَّةُ ما وَقَعَ مِنَ الغَيبَةِ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْٔلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ»۲، إنَّهُ لَم يَكُن لِأَحَدٍ مِن آبائي عليهمالسلام إلاّ وقَد وَقَعَت في عُنُقِهِ بَيعَةٌ لِطاغِيَةِ زَمانِهِ، وإنّي أخرُجُ حينَ أخرُجُ ولا بَيعَةَ لِأَحَدٍ مِنَ الطَّواغيتِ في عُنُقي.
وأَمّا وَجهُ الاِنتِفاعِ بي في غَيبَتي فَكَالاِنتِفاعِ بِالشَّمسِ إذا غَيَّبَتها عَنِ الأَبصارِ السَّحابُ، وإنّي لَأَمانٌ لِأَهلِ الأَرضِ كَما أنَّ النُّجومَ أمانٌ لِأَهلِ السَّماءِ، فَأَغلِقوا بابَ السُّؤلِ عَمّا لا يَعنيكُم، ولا تَتَكَلَّفوا عِلمَ ما قَد كُفيتُم، وأَكثِرُوا الدُّعاءَ بِتَعجيلِ الفَرَجِ، فَإِنَّ ذلِكَ فَرَجُكُم. وَالسَّلامُ عَلَيكَ يا إسحاقَ بنَ يَعقوبَ وعَلى مَنِ اتَّبَعَ الهُدى».۳
1.. من الضروريّ الرجوع إلى المصادر الفقهيّة لإيضاح هذا الموضوع و أنّه هل المقصود من إباحة الخمس فيعصر الغيبة الإباحة المطلقة، أم الإباحة في بعض أموال الإمام المهديّ عليهالسلام ... .
2.. المائدة : ۱۰۱ .
3.. كمال الدين : ص ۴۸۳ ح ۴ ، الغيبة للطوسي : ص ۲۹۰ ح ۲۴۷ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۴۲ ، إعلام الورى : ج ۲ص ۲۷۰ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ ص ۱۱۱۳ ح ۳۰ ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۳۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۸۰ ح ۱۰ .