197
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

قافِلَةٌ لِليَمانِيّينَ فَأَرَدتُ الخُروجَ مَعَها، فَكَتَبتُ ألتَمِسُ الإِذنَ في ذلِكَ، فَخَرَجَ: «لا تَخرُج مَعَهُم، فَلَيسَ لَكَ فِي الخُروجِ مَعَهُم خِيَرَةٌ، وأَقِم بِالكوفَةِ».
قالَ: وأَقَمتُ وخَرَجَتِ القافِلَةُ، فَخَرَجَت عَلَيهِم حَنظَلَةُ۱ فَاجتاحَتهُم.۲
وكَتَبتُ أستَأذِنُ في رُكوبِ الماءِ، فَلَم يَأذَن لي، فَسَأَلتُ عَنِ المَراكِبِ الَّتي خَرَجَت في تِلكَ السَّنَةِ فِي البَحرِ فَما سَلِمَ مِنها مَركَبٌ ؛ خَرَجَ عَلَيها قَومٌ مِنَ الهِندِ يُقالُ لَهُم البَوارِحُ۳، فَقَطَعوا عَلَيها.
قالَ: وزُرتُ العَسكَرَ، فَأَتَيتُ الدَّربَ۴ مَعَ المَغيبِ، ولَم اُكَلِّم أحَداً ولَم أتَعَرَّف إلى أحَدٍ، وأَنَا اُصَلّي فِي المَسجِدِ بَعدَ فَراغي مِنَ الزِّيارَةِ، إذا بِخادِمٍ۵ قَد جاءَني فَقالَ لي: قُم، فَقُلتُ لَهُ: إذَن إلى أينَ ؟ فَقالَ لي: إلَى المَنزِلِ، قُلتُ: ومَن أنَا ؟ لَعَلَّكَ اُرسِلتَ إلى غَيري ؟ فَقالَ: لا، ما اُرسِلتُ إلاّ إلَيكَ، أنتَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ رَسولُ جَعفَرِ بنِ إبراهيمَ۶. فَمَرَّ بي حَتّى أنزَلَني في بَيتِ الحُسَينِ بنِ أحمَدَ، ثُمَّ سارَّهُ، فَلَم أدرِ ما قالَ لَهُ، حَتّى آتاني جَميعَ ما أحتاجُ إلَيهِ. وجَلَستُ عِندَهُ ثَلاثَةَ أيّامٍ، وَاستَأذَنتُهُ فِي الزِّيارَةِ مِن داخِلٍ، فَأَذِنَ لي فَزُرتُ لَيلاً.۷

1.. قبيلة من بني تميم يُقال لهم : « حنظلة الأكرمون » ، وأبوهم حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم .

2.. الاجتياح ـ بالجيم ثمّ الحاء ـ : الإهلاك والاستئصال القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۱۹ «جوح» .

3.. البوارح ، وفي بعض المصادر : البوارج ، و كأنّ البوارج هنا معرّب بواره : طائفة من لصوص الهند مرآة العقول :ج ۶ ص۱۸۳ .

4.. كأنّ المراد هنا باب دار العسكريّين عليهماالسلام التي دُفنا فيها، أو الشبّاك المفتوحة إلى الخارج من البيت الذي دُفنا عليهماالسلامفيه، و على التقديرين كانت زيارته من وراء الشباك و لم يدخل الدار مرآة العقول: ج۶ ص۱۸۳ .

5.. لعلّه أراد بالزيارة زيارة الصاحب عليه‏السلام من خارج داره بتبليغ السلام من غير إشعارٍ ، كما يدلّ عليه قوله : «من داخل» في آخر الحديث الوافي: ج ۳ ص ۸۷۲ .

6.. في كمال الدين : أنت عليّ بن محمّد رسول جعفر بن إبراهيم اليمانيّ .

7.. الكافي : ج ۱ ص ۵۱۹ ح ۱۲ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۳۵۸ ، كمال الدين : ص ۴۹۱ ح ۱۴ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ص ۱۱۳۰ ح ۴۸۰ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۴۵۲ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۲۴۶ ح ۴ ـ ۵ كلّها نحوه مع اختلاف يسير ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۹۷ ح ۱۲ و ص ۳۲۹ ح ۵۳ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
196

شَديدَةً، وقُلتُ في نَفسي: كَفَرتُ بِرَدّي عَلى مَولايَ. وكَتَبتُ رُقعَةً أعتَذِرُ مِن فِعلي وأَبوءُ بِالإِثمِ وأَستَغفِرُ مِن ذلِكَ، وأَنفَذتُها، وقُمتُ أتَمَسَّحُ.
فَأَنَا في ذلِكَ اُفَكِّرُ في نَفسي وأَقولُ: إن رُدَّت عَلَيَّ الدَّنانيرُ لَم أحلُل صِرارَها ولَم اُحدِث فيها حَتّى أحمِلَها إلى أبي، فَإِنَّهُ أعلَمُ مِنّي ؛ لِيَعمَلَ فيها بِما شاءَ. فَخَرَجَ إلَى الرَّسولِ الَّذي حَمَلَ إلَيَّ الصُّرَّةَ: «أسَأتَ إذ لَم تُعلِمِ الرَّجُلَ إنّا رُبَّما فَعَلنا ذلِكَ بِمَوالينا، ورُبَّما سَأَلونا ذلِكَ يَتَبَرَّكونَ بِهِ». وخَرَجَ إلَيَّ: «أخطَأتَ في رَدِّكَ بِرَّنا، فَإِذَا استَغفَرتَ اللّه‏َ فَاللّه‏ُ يَغفِرُ لَكَ، فَأَمّا إذا كانَت عَزيمَتُكَ وعَقدُ نِيَّتِكَ ألاّ تُحدِثَ فيها حَدَثاً ولا تُنفِقَها في طَريقِكَ، فَقَد صَرَفناها عَنكَ، فَأَمَّا الثَّوبُ فَلا بُدَّ مِنهُ لِتُحرِمَ فيهِ».
قالَ: وكَتَبتُ في مَعنَيَينِ، أرَدتُ أن أكتُبَ فِي الثّالِثِ وَامتَنَعتُ مِنهُ ؛ مَخافَةَ أن يَكرَهَ ذلِكَ، فَوَرَدَ جَوابُ المَعنَيَينِ وَالثّالِثِ ـ الَّذي طَوَيتُ ـ مُفَسَّراً، وَالحَمدُ للّه‏ِِ.
قالَ: وكُنتُ وافَقتُ جَعفَرَ بنَ إبراهيمَ النَّيسابورِيَّ بِنَيسابورَ عَلى أن أركَبَ مَعَهُ واُزامِلَهُ، فَلَمّا وافَيتُ بَغدادَ بَدا لي فَاستَقَلتُهُ وذَهَبتُ أطلُبُ عَديلاً، فَلَقِيَنِي ابنُ الوَجناءِ بَعدَ أن كُنتُ صِرتُ إلَيهِ وسَأَلتُهُ أن يَكتَرِيَ لي، فَوَجَدتُهُ كارِهاً، فَقالَ لي: أنَا في طَلَبِكَ، وقَد قيلَ لي۱: إنَّهُ يَصحَبُكَ فَأَحسِن مُعاشَرَتَهُ وَاطلُب لَهُ عَديلاً وَاكتَرِ لَهُ.۲

۷۳۷.الكافي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ اليَمانِيِّ۳، قالَ: كُنتُ بِبَغدادَ، فَتَهَيَّأَت

1.. القائل هو الصاحب عليه‏السلام أو بعض خدمه أو سفرائه مرآة العقول : ج ۶ ص ۱۸۹ .

2.. الكافي : ج ۱ ص ۵۲۰ ح ۱۳ وراجع الإرشاد : ج ۲ ص ۳۵۹ وكمال الدين : ص ۴۹۱ وكشف الغمّة : ج ۲ ص۴۵۲والصراط المستقيم : ج ۲ ص ۲۴۶ ح ۶ وبحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۰۹ ح ۲۸ .

3.. أبو الحسن عليّ بن الحسين اليمانيّ ، لم نجده في المصادر الرجاليّة ولا الروائيّة غير هذا ، وفي كمال الدين والخرائج والجرائح : عليّ بن محمّد الشمشاطيّ ، رسول جعفر بن إبراهيم اليمانيّ راجع: ص ۲۹۹ ح ۸۱۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12686
صفحه از 458
پرینت  ارسال به