191
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

عَلَيكَ هذَا الأَمرُ ! فَقُلتُ: أعجَبُ مِنهُ، قالَ: مِثلُ أيِّ شَيءٍ ؟ فَقُلتُ: لِأَ نَّهُ سِرٌّ لَم يَعلَمهُ إلاَّ اللّه‏ُ تَعالى وغَيري فَقَد أخبَرَني بِهِ، فَقالَ: أتَشُكُّ في أمرِ النّاحِيَةِ ؟ أخبِرنِي الآنَ ما هُوَ ؟ فَأَخبَرتُهُ فَعَجِبَ مِنهُ.
ثُمَّ قَضى أن عُدنا إلَى الكوفَةِ، فَدَخَلتُ داري، وكانَت اُمُّ أبِي العَبّاسِ مُغاضِبَةً لي في مَنزِلِ أهلِها، فَجاءَت إلَيَّ فَاستَرضَتني وَاعتَذَرَت ووافَقَتني ولَم تُخالِفني حَتّى فَرَّقَ المَوتُ بَينَنا.۱

۷۳۰.الغيبة للطوسي: أخبَرَني جَماعَةٌ، عَن أبي غالِبٍ أحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الزُّرارِيِّ، قالَ: جَرى بَيني وبَينَ والِدَةِ أبِي العَبّاسِ ـ يَعنِي ابنَهُ ـ مِنَ الخُصومَةِ وَالشَّرِّ أمرٌ عَظيمٌ ما لا يَكادُ أن يَتَّفِقَ، وتَتابَعَ ذلِكَ وكَثُرَ إلى أن ضَجِرتُ بِهِ، وكَتَبتُ عَلى يَدِ أبي جَعفَرٍ أسأَلُ الدُّعاءَ، فَأَبطَأَ عَنِّي الجَوابُ مُدَّةً، ثُمَّ لَقِيَني أبو جَعفَرٍ فَقالَ: قَد وَرَدَ جَوابُ مَسأَلَتِكَ، فَجِئتُهُ فَأَخرَجَ إلَيَّ مَدرَجا فَلَم يَزَل يُدرِجُهُ إلى أن أراني فَصلاً مِنهُ فيهِ: «وأَمَّا الزَّوجُ وَالزَّوجَةُ فَأَصلَحَ اللّه‏ُ بَينَهُما». فَلَم تَزَل عَلى حالِ الاِستِقامَةِ ولَم يَجرِ بَينَنا بَعدَ ذلِكَ شَيءٌ مِمّا كانَ يَجري، وقَد كُنتُ أتَعَمَّدُ ما يُسخِطُها فَلا يَجري (فيهِ) مِنها شَيءٌ. هذا مَعنى لَفظِ أبي غالِبٍ رضى‏الله‏عنه أو قَريبٌ مِنهُ.
قالَ ابنُ نوحٍ: وكانَ عِندي أنَّهُ كَتَبَ عَلى يَدِ أبي جَعفَرِ بنِ أبِي العَزاقِرِ ـ قَبلَ تَغَيُّرِهِ وخُروجِ لَعنِهِ ـ عَلى ما حَكاهُ ابنُ عَيّاشٍ، إلى أن حَدَّثَني بَعضُ مَن (سَمِعَ ذلِكَ مَعي) أنَّهُ إنَّما عَنى أبا جَعفَرٍ الزجوزجيَ رضى‏الله‏عنه، وأَنَّ الكِتابَ إنَّما كانَ مِنَ الكوفَةِ، وذلِكَ أنَّ أبا غالِبٍ قالَ لَنا: كُنّا نَلقى أبَا القاسِمِ الحُسَينَ بنَ روحٍ رضى‏الله‏عنه قَبلَ أن يُفضَى۲ الأَمرُ إلَيهِ، صِرنا نَلقى أبا جَعفَرِ بنِ الشَّلمَغانِيِّ ولا نَلقاهُ.

1.. الغيبة للطوسي : ص ۳۰۲ ح ۲۵۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۲۰ ح ۴۲ .

2.. في الطبعة المعتمدة : «يقضي» ، والتصويب من النسخ الاُخرى .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
190

ومُهِمّاتِهِم.
فَقالَ لي صاحِبي: هَل لَكَ أن تَلقى أبا جَعفَرٍ وتُحدِثَ بِهِ عَهدا، فَإِنَّهُ المَنصوبُ اليَومَ لِهذِهِ الطّائِفَةِ، فَإِنّي اُريدُ أن أسأَلَهُ شَيئا مِنَ الدُّعاءِ يَكتُبُ بِهِ إلَى النّاحِيَةِ. قالَ: فَقُلتُ لَهُ: نَعَم. فَدَخَلنا إلَيهِ فَرَأَينا عِندَهُ جَماعَةً مِن أصحابِنا فَسَلَّمنا عَلَيهِ وجَلَسنا، فَأَقبَلَ عَلى صاحِبي فَقالَ: مَن هذَا الفَتى مَعَكَ ؟ فَقالَ لَهُ: رَجُلٌ مِن آلِ زُرارَةَ بنِ أعيَنَ، فَأَقبَلَ عَلَيَّ فَقالَ: مِن أيِّ زُرارَةَ أنتَ ؟ فَقُلتُ: يا سَيِّدي، أنَا مِن وُلدِ بُكَيرِ بنِ أعيَنَ أخي زُرارَةَ، فَقالَ: أهلُ بَيتٍ جَليلٍ عَظيمِ القَدرِ في هذَا الأَمرِ، فَأَقبَلَ عَلَيهِ صاحِبي، فَقالَ لَهُ: يا سَيِّدَنا، اُريدُ المُكاتَبَةَ في شَيءٍ مِنَ الدُّعاءِ، فَقالَ: نَعَم.
قالَ: فَلَمّا سَمِعتُ هذَا اعتَقَدتُ أن أسأَلَ أنَا أيضا مِثلَ ذلِكَ، وكُنتُ اعتَقَدتُ في نَفسي ما لَم اُبدِهِ لِأَحَدٍ مِن خَلقِ اللّه‏ِ حالَ والِدَةِ أبِي العَبّاسِ ابني، وكانَت كَثيرَةَ الخِلافِ وَالغَضَبِ عَلَيَّ، وكانَت مِنّي بِمَنزِلَةٍ، فَقُلتُ في نَفسي: أسأَلُ الدُّعاءَ لي في أمرٍ قَد أهَمَّني ولا اُسَمّيهِ، فَقُلتُ: أطالَ اللّه‏ُ بَقاءَ سَيِّدِنا وأَنَا أسأَلُ حاجَةً، قالَ: وما هِيَ ؟ قُلتُ: الدُّعاءُ لي بِالفَرَجِ مِن أمرٍ قَد أهَمَّني، قالَ: فَأَخَذَ دَرجا بَينَ يَدَيهِ كانَ أثبَتَ فيهِ حاجَةَ الرَّجُلِ، فَكَتَبَ: وَالزُّرارِيُّ يَسأَلُ الدُّعاءَ لَهُ في أمرٍ قَد أهَمَّهُ، قالَ: ثُمَّ طَواهُ. فَقُمنا وَانصَرَفنا.
فَلَمّا كانَ بَعدَ أيّامٍ قالَ لي صاحِبي: ألا نَعودُ إلى أبي جَعفَرٍ فَنَسأَلَهُ عَن حَوائِجِنَا الَّتي كُنّا سَأَلناهُ ؟ فَمَضَيتُ مَعَهُ ودَخَلنا عَلَيهِ، فَحينَ جَلَسنا عِندَهُ أخرَجَ الدَّرجَ، وفيهِ مَسائِلُ كَثيرَةٌ قَد اُجيبَ في تَضاعيفِها، فَأَقبَلَ عَلى صاحِبي فَقَرَأَ عَلَيهِ جَوابَ ما سَأَلَ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَيَّ وهُوَ يَقرَأُ فَقالَ: «وأَمَّا الزُّرارِيُّ وحالُ الزَّوجِ وَالزَّوجَةِ فَأَصلَحَ اللّه‏ُ ذاتَ بَينِهِما». قالَ فَوَرَدَ عَلَيَّ أمرٌ عَظيمٌ، وقُمنا فَانصَرَفتُ، فَقالَ لي: قَد وَرَدَ

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12718
صفحه از 458
پرینت  ارسال به