عَلَيكَ هذَا الأَمرُ ! فَقُلتُ: أعجَبُ مِنهُ، قالَ: مِثلُ أيِّ شَيءٍ ؟ فَقُلتُ: لِأَ نَّهُ سِرٌّ لَم يَعلَمهُ إلاَّ اللّهُ تَعالى وغَيري فَقَد أخبَرَني بِهِ، فَقالَ: أتَشُكُّ في أمرِ النّاحِيَةِ ؟ أخبِرنِي الآنَ ما هُوَ ؟ فَأَخبَرتُهُ فَعَجِبَ مِنهُ.
ثُمَّ قَضى أن عُدنا إلَى الكوفَةِ، فَدَخَلتُ داري، وكانَت اُمُّ أبِي العَبّاسِ مُغاضِبَةً لي في مَنزِلِ أهلِها، فَجاءَت إلَيَّ فَاستَرضَتني وَاعتَذَرَت ووافَقَتني ولَم تُخالِفني حَتّى فَرَّقَ المَوتُ بَينَنا.۱
۷۳۰.الغيبة للطوسي: أخبَرَني جَماعَةٌ، عَن أبي غالِبٍ أحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ الزُّرارِيِّ، قالَ: جَرى بَيني وبَينَ والِدَةِ أبِي العَبّاسِ ـ يَعنِي ابنَهُ ـ مِنَ الخُصومَةِ وَالشَّرِّ أمرٌ عَظيمٌ ما لا يَكادُ أن يَتَّفِقَ، وتَتابَعَ ذلِكَ وكَثُرَ إلى أن ضَجِرتُ بِهِ، وكَتَبتُ عَلى يَدِ أبي جَعفَرٍ أسأَلُ الدُّعاءَ، فَأَبطَأَ عَنِّي الجَوابُ مُدَّةً، ثُمَّ لَقِيَني أبو جَعفَرٍ فَقالَ: قَد وَرَدَ جَوابُ مَسأَلَتِكَ، فَجِئتُهُ فَأَخرَجَ إلَيَّ مَدرَجا فَلَم يَزَل يُدرِجُهُ إلى أن أراني فَصلاً مِنهُ فيهِ: «وأَمَّا الزَّوجُ وَالزَّوجَةُ فَأَصلَحَ اللّهُ بَينَهُما». فَلَم تَزَل عَلى حالِ الاِستِقامَةِ ولَم يَجرِ بَينَنا بَعدَ ذلِكَ شَيءٌ مِمّا كانَ يَجري، وقَد كُنتُ أتَعَمَّدُ ما يُسخِطُها فَلا يَجري (فيهِ) مِنها شَيءٌ. هذا مَعنى لَفظِ أبي غالِبٍ رضىاللهعنه أو قَريبٌ مِنهُ.
قالَ ابنُ نوحٍ: وكانَ عِندي أنَّهُ كَتَبَ عَلى يَدِ أبي جَعفَرِ بنِ أبِي العَزاقِرِ ـ قَبلَ تَغَيُّرِهِ وخُروجِ لَعنِهِ ـ عَلى ما حَكاهُ ابنُ عَيّاشٍ، إلى أن حَدَّثَني بَعضُ مَن (سَمِعَ ذلِكَ مَعي) أنَّهُ إنَّما عَنى أبا جَعفَرٍ الزجوزجيَ رضىاللهعنه، وأَنَّ الكِتابَ إنَّما كانَ مِنَ الكوفَةِ، وذلِكَ أنَّ أبا غالِبٍ قالَ لَنا: كُنّا نَلقى أبَا القاسِمِ الحُسَينَ بنَ روحٍ رضىاللهعنه قَبلَ أن يُفضَى۲ الأَمرُ إلَيهِ، صِرنا نَلقى أبا جَعفَرِ بنِ الشَّلمَغانِيِّ ولا نَلقاهُ.