يلاحظ هذا التصريح في جملة من توقيعات الإمام المهديّ عليهالسلام ۱
وقد عرف خطَّ الإمام وختمَه المؤيّد لمحتوى النصّ السفراءُ الذين يستلمون التوقيع وكذلك بعض وكلاء الإمام المهديّ عليهالسلام الآخرين وخَبَروه جيّدا، خصوصا السفيران الأوّل والثاني۲ ؛ وذلك لطول أمد سفارتهما التي صدرت خلالها أغلب التواقيع، ولهذا لايتسرّب الشكّ في إمكانيّة جعل الجواب وإلصاق نسبته بإمام العصر عليهالسلام.
إضافة إلى أنّ كتابة عديد من التواقيع فيما بين أسطر الرسالة نفسها أو تحتها أو خلفها، وإرجاع الرسالة عن طريق سفراء الإمام الخاصّين إلى صاحبها، سيشعره بثقة واطمئنان بصحّتها. ويوجد دليل آخر على كون خطوط التواقيع معتبرة، هو خبر الشيخ الطوسي نقلاً عن هبة اللّه الكاتب (كان حيّا في ۴۰۰ه) سبط أبي جعفر محمّد بن عثمان العَمري السفير الثاني لإمام العصر عليهالسلام، حيث جاء فيه:
كانَت توقيعات صاحِبِ الأمرِ عليهالسلام تَخرُجُ عَلى يَدَى عُثمانِ بنِ سَعيدٍ وَ ابنِهِ أبى جعفرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ، إلى شيعَتِهِ وَ خَواصِّ أبيهِ أبى مُحَمَّدٍ عليهالسلام بِالأمرِ وَ النَّهىِ وَ الأجوِبَةِ عَمّا يَسأَلُ الشّيعَةُ عَنهُ إذَا احتاجَت إلَى السُّؤالِ فيهِ، بِالخَطِّ الَّذى كانَ يَخرُجُ فى حَياةِ الحَسَنِ عليهالسلام.۳
وسواء عنت هذه العبارة أنّ خطّ إمام العصر عليهالسلام يشابه تماماً خطّ والده، أم كون الخطّين بقلم كاتب خاصّ، فهي مدعاة للثقة والطمأنينة في عدم كتابة شخص آخر للجواب، وليس فيها دسّ ووضع.
ونظراً لوجود خطّ الإمام العسكريّ عليهالسلام في ما لدى ابن بابويه۴ من رسائل الصفّار ـ وهو
1.. راجع: ص ۳۰ ح ۶۶۳ الغيبة للطوسيّ و ص ۴۰ (النهي عن التوقيت) و ص ۲۰۹ (جواب مسائل إسحاق بنيعقوب).
2.. راجع: ص ۴۰ ح ۶۷۱، وفيها: «سمعت محمّد بن عثمان العَمريّ ـ قدّس اللّه روحه ـ يقول: خرج توقيع بخطّ أعرفه».
3.. راجع: ج ۲ ص ۳۶۲ ح ۶۱۲ .
4.. راجع: كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۱ ص ۱۴۲ و ج ۲ ص ۱۵۴ و ج ۳ ص ۶۸ و ج ۴ ص ۲۰۳.