19
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

يلاحظ هذا التصريح في جملة من توقيعات الإمام المهديّ عليه‏السلام ۱

وقد عرف خطَّ الإمام وختمَه المؤيّد لمحتوى النصّ السفراءُ الذين يستلمون التوقيع وكذلك بعض وكلاء الإمام المهديّ عليه‏السلام الآخرين وخَبَروه جيّدا، خصوصا السفيران الأوّل والثاني۲ ؛ وذلك لطول أمد سفارتهما التي صدرت خلالها أغلب التواقيع، ولهذا لايتسرّب الشكّ في إمكانيّة جعل الجواب وإلصاق نسبته بإمام العصر عليه‏السلام.

إضافة إلى أنّ كتابة عديد من التواقيع فيما بين أسطر الرسالة نفسها أو تحتها أو خلفها، وإرجاع الرسالة عن طريق سفراء الإمام الخاصّين إلى صاحبها، سيشعره بثقة واطمئنان بصحّتها. ويوجد دليل آخر على كون خطوط التواقيع معتبرة، هو خبر الشيخ الطوسي نقلاً عن هبة اللّه‏ الكاتب (كان حيّا في ۴۰۰ه) سبط أبي جعفر محمّد بن عثمان العَمري السفير الثاني لإمام العصر عليه‏السلام، حيث جاء فيه:

كانَت توقيعات صاحِبِ الأمرِ عليه‏السلام تَخرُجُ عَلى يَدَى عُثمانِ بنِ سَعيدٍ وَ ابنِهِ أبى جعفرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ، إلى شيعَتِهِ وَ خَواصِّ أبيهِ أبى مُحَمَّدٍ عليه‏السلام بِالأمرِ وَ النَّهىِ وَ الأجوِبَةِ عَمّا يَسأَلُ الشّيعَةُ عَنهُ إذَا احتاجَت إلَى السُّؤالِ فيهِ، بِالخَطِّ الَّذى كانَ يَخرُجُ فى حَياةِ الحَسَنِ عليه‏السلام.۳

وسواء عنت هذه العبارة أنّ خطّ إمام العصر عليه‏السلام يشابه تماماً خطّ والده، أم كون الخطّين بقلم كاتب خاصّ، فهي مدعاة للثقة والطمأنينة في عدم كتابة شخص آخر للجواب، وليس فيها دسّ ووضع.

ونظراً لوجود خطّ الإمام العسكريّ عليه‏السلام في ما لدى ابن بابويه۴ من رسائل الصفّار ـ وهو

1.. راجع: ص ۳۰ ح ۶۶۳ الغيبة للطوسيّ و ص ۴۰ (النهي عن التوقيت) و ص ۲۰۹ (جواب مسائل إسحاق بنيعقوب).

2.. راجع: ص ۴۰ ح ۶۷۱، وفيها: «سمعت محمّد بن عثمان العَمريّ ـ قدّس اللّه‏ روحه ـ يقول: خرج توقيع بخطّ أعرفه».

3.. راجع: ج ۲ ص ۳۶۲ ح ۶۱۲ .

4.. راجع: كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۱ ص ۱۴۲ و ج ۲ ص ۱۵۴ و ج ۳ ص ۶۸ و ج ۴ ص ۲۰۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
18

المؤّفين السابقين.

ثمّ المصادر الحديثية المتأخّرة، نظير الاحتجاج ومعادن الحكمة وبحار الأنوار.

وبعدها الكتب المعاصرة التي أُلّفت عن الإمام المهديّ عليه‏السلام أو ما صدر عنه وعن الأئمّة من كتابات، مثل: المجلّد السابع من مكاتيب الأئمّة لآية اللّه‏ أحمدي الميانجيّ، والأخبار المفصّلة والدقيقة عن التوقيعات التي نقل كثير منها الشيخ آغا بزرگ الطهرانيّ والسيّد مهدي پور.۱

وذكر السيّد جبّاري كتباً أُخرى، مثل: كلمة الإمام المهديّ عليه‏السلام للسيّد حسن الشيرازيّ، وإلزام الناصب لعليّ اليزديّ الحائريّ، وتوقيعات مقدّسة لجعفر الوجدانيّ، ومجموعه سخنان وتوقيعها وأدعية حضرت بقيّة اللّه‏ عليه‏السلام (بالفارسيّة) لخادمي الشيرازيّ.۲

كما بحث السيّد محمّد جواد الشبيريّ بنحوٍ خاصٍّ بعض التوقيعات ومفادها في المدخل «توقيع ۳» من كتاب دانش‏نامه جهان إسلام (بالفارسيّة).۳

خطّ التوقيعات

التوقيع بمعناه الأصليّ هو الإجابة التحريريّة عن سؤل أو طلب، سواء كتب هذا الجواب الشخص الذي وجّه إليه ما ذُكر، أو أمر كتّابه بتدوينه ثمّ يؤّده بإمضائه وعلامته وختمه. وقد اشتملت بعض كتابات وتوقيعات الأئمّة عليهم‏السلام على تصريح بأنّ الإمام عليه‏السلام كتبه بخطّه۴، كما

1.. للحصول على فهرست هذه الكتب راجع: الذريعة: ج ۴ ص ۵۰۰ وكتاب‏نامه حضرت مهدي عليه‏السلام بالفارسيّة : ج ۱ص۲۳۷ و ج ۲ ص ۵۷۷ و ۸۱۴.

2.. سازمان وكالت ونقش آن در عصر أئمّة بالفارسيّة: ص ۳۰۸.

3.. دانش‏نامه جهان إسلام بالفارسيّة: ج ۸ ص ۵۷۷.

4.. راجع: الأجوبة التحريرية للأئمّة: الرضا والهادي والعسكريّ عليهم‏السلام في الكافي: ج ۱ ص ۹۶ و۱۰۲ و۱۰۳ وراجع أيضا : الكافي: ج ۱ ص ۱۰۷و ۵۱۰ ودانش‏نامه جهان إسلام بالفارسيّة: ج ۸ ص ۵۷۷ «توقيع ۳».

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12366
صفحه از 458
پرینت  ارسال به