179
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

إلَى الخازِنِ، وقُلتُ لَهُ: اِدفَع هذِهِ الدَّنانيرَ في أوثَقِ مَكانٍ، ولا تُخرِجَنّ إلَيَّ في حالٍ مِنَ الأَحوالِ ولَوِ اشتَدَّتِ الحاجَةُ إلَيها. وسَلَّمتُ الفَرَسَ وَالنَّصلَ.
قالَ: فَأَنَا قاعِدٌ في مَجلِسي بِالرَّيِّ۱ اُبرِمُ الاُمورَ واُوفِي القَصَصَ وآمُرُ وأَنهى، إذ دَخَلَ أبُو الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، وكانَ يَتَعاهَدُنِي الوَقتَ بَعدَ الوَقتِ، وكُنتُ أقضي حَوائِجَهُ، فَلَمّا طالَ جُلوسُهُ وعَلَيَّ بُؤسٌ كَثيرٌ، قُلتُ لَهُ: ما حاجَتُكَ ؟ قالَ: أحتاجُ مِنكَ إلى خَلوَةٍ. فَأَمَرتُ الخازِنَ أن يُهَيِّئَ لَنا مَكاناً مِنَ الخِزانَةِ، فَدَخَلنَا الخِزانَةَ، فَأَخرَجَ إلَيَّ رُقعَةً صَغيرَةً مِن مَولانا عليه‏السلام فيها:
«يا أحمَدَ بنَ الحَسَنِ، الأَلفُ دينارٍ الَّتي لَنا عِندَكَ، ثَمَنُ النَّصلِ وَالفَرَسِ، سَلِّمها إلى أبِي الحَسَنِ الأَسَدِيِّ».۲
قالَ: فَخَرَرتُ للّه‏ِِ عز و جل ساجِداً شاكِراً لِما مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وعَرَفتُ أنَّهُ خَليفَةُ اللّه‏ِ حَقّاً ؛ لِأَنَّهُ لَم يَقِف عَلى هذا أحَدٌ غَيري، فَأَضَفتُ إلى ذلِكَ المالِ ثَلاثَةَ آلافِ دينارٍ اُخرى سُروراً بِما مَنَّ اللّه‏ُ عَلَيَّ بِهذَا الأَمرِ.۳

۷۱۶.الكافي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ سَعدِ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ، قالَ: إنَّ الحَسَنَ بنَ النَّضرِ۴

1.. في بحار الأنوار : «بالذي» بدل «بالرَّيِّ» .

2.. المراد به محمّد بن جعفر الأسديّ الرازيّ ، وكان أحد الأبواب . قال الشيخ الطوسيّ في الغيبة : « وقد كان فيزمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، منهم أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ » راجع : ص ۴۶ ح ۶۸۰ الهامش ۱ .

3.. دلائل الإمامة : ص ۵۱۹ ح ۴۹۳ ، فرج المهموم : ص ۲۳۹ ـ ۲۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۰۰ ح ۱۹ .

4.. الحسن بن النضر القمّيّ ، من أجلّة إخواننا كما قاله الكشّيّ ، وحمل أموالاً بعد وفاة أبى محمّد العسكريّ عليه‏السلام إلى الناحية المقدّسة ، وأعطاه الإمام ثوبين ، ومات في شهر رمضان . عدّه الصدوق ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه‏السلام ورآه (راجع: ص ۲۹۸ ح ۸۱۰ ورجال الطوسيّ: ص ۳۹۹ الرقم ۵۸۴۴ ورجال الكشّيّ: ج ۲ ص ۱۰۱۹۱۵ ورجال ابن داود: ص ۳۱۳ الرقم ۲۲ ومعجم رجال الحديث: ج ۶ ص ۱۶۱ الرقم ۳۱۸۰ وفيه : «لم يبعد اتّحاده مع أبو عون الأبرش كُنية و الشيخ من أصحاب مولانا الحسن العسكريّ عليه‏السلام») .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
178

قالَ: فَحَمَلتُ المالَ وَالثِّيابَ إلى مَنزِلِ مُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ بنِ جَعفَرٍ القَطّانِ۱، وسَلَّمتُها، وخَرَجتُ إلَى الحَجِّ. فَلَمَّا انصَرَفتُ إلَى الدّينَوَرِ اجتَمَعَ عِندِي النّاسُ، فَأَخرَجتُ الدَّرجَ الَّذي أخرَجَهُ وَكيلُ مَولانا ـ صَلَواتُ اللّه‏ِ عَلَيهِ ـ إلَيَّ، وقَرَأتُهُ عَلَى القَومِ، فَلَمّا سَمِعَ ذِكرَ الصُّرَّةِ بِاسمِ الذَّرّاعِ سَقَطَ مغَشِيّاً عَلَيهِ، فَما زِلنا نُعَلِّلُهُ حَتّى أفاقَ، فَلَمّا أفاقَ سَجَدَ شُكرا للّه‏ِِ عز و جل، وقالَ: الحَمدُ للّه‏ِِ الَّذي مَنَّ عَلَينا بِالهِدايَةِ، الآنَ عَلِمتُ أنَّ الأَرضَ لا تَخلو مِن حُجَّةٍ، هذِهِ الصُّرَّةُ دَفَعَها ـ وَاللّه‏ِ ـ إلَيَّ هذَا الذَّرّاعُ، ولَم يَقِف عَلى ذلِكَ إلاَّ اللّه‏ُ عز و جل.
قالَ: فَخَرَجتُ ولَقيتُ بَعدَ ذلِكَ بِدَهرٍ أبَا الحَسَنِ المادَرائِيَّ، وعَرَّفتُهُ الخَبَرَ، وقَرَأتُ عَلَيهِ الدَّرجَ، قالَ: يا سُبحانَ اللّه‏ِ ! ما شَكَكَتُ في شَيءٍ فَلا تَشُكَّنَّ في أنَّ اللّه‏َ عز و جل لا يُخلي أرضَهُ مِن حُجَّةٍ.
اعلَم أنَّهُ لَمّا غَزا إذكُوتَكِينُ يَزيدَ بنَ عَبدِ اللّه‏ِ بِسُهرَوَردَ۲، وظَفِرَ بِبِلادِهِ وَاحتَوى عَلى خِزانَتِهِ، صارَ إلَيَّ رَجُلٌ، وذَكَرَ أنَّ يَزيدَ بنَ عَبدِ اللّه‏ِ جَعَلَ الفَرَسَ الفُلانِيَّ وَالسَّيفَ الفُلانِيَّ في بابِ مولانا عليه‏السلام، قالَ: فَجَعَلتُ أنقُلُ خَزائِنَ يَزيدَ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ إلى إذكُوتَكِين أوَّلاً فَأَوَّلاً، وكُنتُ اُدافِعُ بِالفَرَسِ وَالسَّيفِ إلى أن لَم يَبقَ شَيءٌ غَيرُهُما، وكُنتُ أرجو أن اُخَلِّصَ ذلِكَ لِمَولانا عليه‏السلام. فَلَمَّا اشتَدَّ مُطالَبَةُ إذكوتَكينَ إيّايَ ولَم يُمكِنني مُدافَعَتُهُ، جَعَلتُ فِي السَّيفِ وَالفَرَسِ في نَفسي ألفَ دينارٍ، ووَزَنتُها ودَفَعتُها

1.. أبو جعفر محمّد بن أحمد بن جعفر القمّيّ العطّار أو القطان ، وكيله عليه‏السلام ، ومن أصحاب العسكريّ عليه‏السلام ، أدرك أبا الحسن عليه‏السلام (راجع : رجال الطوسيّ: ص ۴۰۲ الرقم ۵۸۹۹ ورجال الكشّيّ: ص ۸۱۵ الرقم ۱۰۱۹ وخلاصة الأقوال : ص ۱۴۳ الرقم ۲۸ ورجال ابن داود: ص ۱۶۱ الرقم ۱۲۸۷ ومستدركات علم رجال الحديث : ج ۶ ص ۴۰۸ الرقم ۱۲۴۵۵) .

2.. سهرورد : بلدة قريبة من زنجان بالجبال معجم البلدان : ج ۳ ص ۲۸۹ وراجع القصّة في تاريخ الطبريّ : ج ۹ ص ۵۴۹ وج ۱۰ ص ۱۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12655
صفحه از 458
پرینت  ارسال به