إلَى الخازِنِ، وقُلتُ لَهُ: اِدفَع هذِهِ الدَّنانيرَ في أوثَقِ مَكانٍ، ولا تُخرِجَنّ إلَيَّ في حالٍ مِنَ الأَحوالِ ولَوِ اشتَدَّتِ الحاجَةُ إلَيها. وسَلَّمتُ الفَرَسَ وَالنَّصلَ.
قالَ: فَأَنَا قاعِدٌ في مَجلِسي بِالرَّيِّ۱ اُبرِمُ الاُمورَ واُوفِي القَصَصَ وآمُرُ وأَنهى، إذ دَخَلَ أبُو الحَسَنِ الأَسَدِيُّ، وكانَ يَتَعاهَدُنِي الوَقتَ بَعدَ الوَقتِ، وكُنتُ أقضي حَوائِجَهُ، فَلَمّا طالَ جُلوسُهُ وعَلَيَّ بُؤسٌ كَثيرٌ، قُلتُ لَهُ: ما حاجَتُكَ ؟ قالَ: أحتاجُ مِنكَ إلى خَلوَةٍ. فَأَمَرتُ الخازِنَ أن يُهَيِّئَ لَنا مَكاناً مِنَ الخِزانَةِ، فَدَخَلنَا الخِزانَةَ، فَأَخرَجَ إلَيَّ رُقعَةً صَغيرَةً مِن مَولانا عليهالسلام فيها:
«يا أحمَدَ بنَ الحَسَنِ، الأَلفُ دينارٍ الَّتي لَنا عِندَكَ، ثَمَنُ النَّصلِ وَالفَرَسِ، سَلِّمها إلى أبِي الحَسَنِ الأَسَدِيِّ».۲
قالَ: فَخَرَرتُ للّهِِ عز و جل ساجِداً شاكِراً لِما مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وعَرَفتُ أنَّهُ خَليفَةُ اللّهِ حَقّاً ؛ لِأَنَّهُ لَم يَقِف عَلى هذا أحَدٌ غَيري، فَأَضَفتُ إلى ذلِكَ المالِ ثَلاثَةَ آلافِ دينارٍ اُخرى سُروراً بِما مَنَّ اللّهُ عَلَيَّ بِهذَا الأَمرِ.۳
۷۱۶.الكافي: عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ، قالَ: إنَّ الحَسَنَ بنَ النَّضرِ۴
1.. في بحار الأنوار : «بالذي» بدل «بالرَّيِّ» .
2.. المراد به محمّد بن جعفر الأسديّ الرازيّ ، وكان أحد الأبواب . قال الشيخ الطوسيّ في الغيبة : « وقد كان فيزمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، منهم أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ » راجع : ص ۴۶ ح ۶۸۰ الهامش ۱ .
3.. دلائل الإمامة : ص ۵۱۹ ح ۴۹۳ ، فرج المهموم : ص ۲۳۹ ـ ۲۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۰۰ ح ۱۹ .
4.. الحسن بن النضر القمّيّ ، من أجلّة إخواننا كما قاله الكشّيّ ، وحمل أموالاً بعد وفاة أبى محمّد العسكريّ عليهالسلام إلى الناحية المقدّسة ، وأعطاه الإمام ثوبين ، ومات في شهر رمضان . عدّه الصدوق ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليهالسلام ورآه (راجع: ص ۲۹۸ ح ۸۱۰ ورجال الطوسيّ: ص ۳۹۹ الرقم ۵۸۴۴ ورجال الكشّيّ: ج ۲ ص ۱۰۱۹۱۵ ورجال ابن داود: ص ۳۱۳ الرقم ۲۲ ومعجم رجال الحديث: ج ۶ ص ۱۶۱ الرقم ۳۱۸۰ وفيه : «لم يبعد اتّحاده مع أبو عون الأبرش كُنية و الشيخ من أصحاب مولانا الحسن العسكريّ عليهالسلام») .