177
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

قالَ: فَوَسوَسَ لِيَ الشَّيطانُ أنَّ سَيِّدي۱ أعلَمُ بِهذا مِنّي، فَما زِلتُ أقرَأُ ذِكرَ صُرَّةٍ صُرَّةٍ۲ وذِكرَ صاحِبِها، حَتّى أتَيتُ عَلَيها عِندَ آخِرِها، ثُمَّ ذَكَرَ:
«قَد حَمَلَ مِن قَرميسينَ مِن عِندِ أحمَدَ بنِ الحَسَنِ المادَرائِيِّ۳ أخِي الصَّوّافِ كيساً فيهِ ألفُ دينارٍ وكَذا وكَذا تَختاً ثِياباً، مِنها ثَوبٌ فُلانِيٌّ، وثَوبٌ لَونُهُ كَذا» حَتّى نَسَبَ الثِّيابَ إلى آخِرِها بِأَنسابِها وأَلوانِها.
قالَ: فَحَمِدتُ اللّه‏َ وشَكَرتُهُ عَلى ما مَنَّ بِهِ عَلَيَّ مِن إزالَةِ الشَّكِّ عَن قَلبي، وأَمَرَ بِتَسليمِ جَميعِ ما حَمَلتُهُ إلى حَيثُ ما يَأمُرُني أبو جَعفَرٍ العَمرِيُّ. قالَ: فَانصَرَفتُ إلى بَغدادَ وصِرتُ إلى أبي جَعفَرٍ العَمرِيِّ. قالَ: وكانَ خُروجي وَانصِرافي في ثَلاثَةِ أيّامٍ. قالَ: فَلَمّا بَصُرَ بيَّ أبو جَعفَرٍ العَمرِيُّ قالَ لي: لِمَ لَم تَخرُج ؟ فَقُلتُ: يا سَيِّدي، مِن سُرَّ مَن رَأَى انصَرَفتُ.
قالَ: فَأَنَا اُحَدِّثُ أبا جَعفَرٍ بِهذا، إذ وَرَدَت رُقعَةٌ عَلى أبي جَعفَرٍ العَمرِيِّ مِن مَولانا (صَلَواتُ اللّه‏ِ عَلَيهِ)، ومَعَها دَرجٌ مِثلُ الدَّرجِ الَّذي كانَ مَعي، فيهِ ذِكرُ المالِ وَالثِّيابِ، وأَمَرَ أن يُسَلَّمَ جَميعُ ذلِكَ إلى أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ بنِ جَعفَرٍ القَطّانِ القُمِّيِّ، فَلَبِسَ أبو جَعفَرٍ العَمرِيُّ ثِيابَهُ، وقالَ لي: اِحمِل ما مَعَكَ إلى مَنزِلِ مُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ بنِ جَعفَرٍ القَطّانِ القُمِّيِّ.

1.. في بحار الأنوار : «فقلت : إنَّ سَيِّدي» .

2.. في بحار الأنوار : «ذِكرَهُ صُرَّةً صُرَّةً» .

3.. أحمد بن الحسن بن أبي الحسن (الحسين) المادرائيّ (المادرانيّ) كاتب اذكوتكين ، هو الذي أرسل كيسا فيه ألف دينار وثيابا مع أحمد بن محمّد الدينوريّ السرّاج إلى مولانا صاحب الزمان عليه‏السلام . وقيل هو الذي أظهر مذهب التشيّع بالريّ ، وأمرهم بكتابة فضائل أهل البيت عليهم‏السلام ، وذلك سنة ۲۷۵ ه ، وكان قبل هذا في خدمة صاحبه كوتكين بن تكين التركيّ . المادرانيّ النسبة إلى مادرانا ، والظاهر أنّه من أعمال البصرة (راجع : ص ۱۶۷ ح ۷۰۶ وص ۲۶۴ «رشيق» والكنى و الألقاب: ج ۳ ص ۱۳۰ ومستدركات علم رجال الحديث: ج ۱ ص ۲۸۲ الرقم ۸۲۵ والمحاسن : ج ۱ ص ۴۲ ـ ۴۴ / ترجمة المؤلّف والكامل في التاريخ : ج ۴ ص ۴۵۱) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
176

ما وَجَدَتُ لِغَيرِهِ. قالَ: فَسَلَّمتُ، فَرَدَّ جَوابي وأَدناني، وبَسَطَ مِنّي۱، ثُمَّ سَأَلَني عَن حالي، فَعَرَّفتُهُ أنّي وافَيتُ مِنَ الجَبَلِ، وحَمَلتُ مالاً. قالَ: فَقالَ: إن أحبَبتَ أن يَصِلَ هذَا الشَّيءُ إلى مَن يَجِبُ أن يَصِلَ إلَيهِ، يَجِبُ أن تَخرُجَ إلى سُرَّ مَن رَأى، وتَسأَلَ دارَ ابنِ الرِّضا، وعَن فُلانِ بنِ فُلانٍ الوَكيلِ ـ وكانَت دارُ ابنِ الرِّضا عامِرَةً بِأَهلِها ـ فَإِنَّكَ تَجِدُ هُناكَ ما تُريدُ.
قالَ: فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ، ومَضَيتُ نَحوَ سُرَّ مَن رَأى، وصِرتُ إلى دارِ ابنِ الرِّضا، وسَأَلتُ عَنِ الوَكيلِ، فَذَكَرَ البَوّابُ أنَّهُ مُشتَغِلٌ فِي الدّارِ، وأَنَّهُ يَخرُجُ آنِفاً، فَقَعَدتُ عَلَى البابِ أنتَظِرُ خُروجَهُ، فَخَرَجَ بَعدَ ساعَةٍ، فَقُمتُ وسَلَّمتُ عَلَيهِ، وأَخَذَ بِيَدي إلى بَيتٍ كانَ لَهُ، وسَأَلَني عَن حالي، وعَمّا وَرَدتُ لَهُ، فَعَرَّفتُهُ أنّي حَمَلتُ شَيئاً مِنَ المالِ مِن ناحِيَةِ الجَبَلِ، وأَحتاجُ أن اُسَلِّمَهُ بِحُجَّةٍ. قالَ: فَقالَ: نَعَم. ثُمَّ قَدَّمَ إلَيَّ طَعاماً، وقالَ لي: تَغَدَّ بِهذا وَاستَرِح، فَإِنَّكَ تَعِبٌ، وإنَّ بَينَنا وبَينَ صَلاةِ الاُولى ساعَةً، فَإِنّي أحمِلُ إلَيكَ ما تُريدُ.
قالَ: فَأَكَلتُ ونِمتُ، فَلَمّا كانَ وَقتُ الصَّلاةِ نَهَضتُ وصَلَّيتُ، وذَهَبتُ إلَى المَشرَعَةِ، فَاغتَسَلتُ وَانصَرَفتُ إلى بَيتِ الرَّجُلِ، ومَكَثتُ إلى أن مَضى مِنَ اللَّيلِ رُبُعُهُ، فَجاءَني ومَعَهُ دَرجٌ فيهِ:
«بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ. وافى أحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ، وحَمَلَ سِتَّةَ عَشَرَ ألفَ دينارٍ، وفي كَذا وكَذا صُرَّةً، فيها صُرَّةُ فُلانِ بنِ فُلانٍ كَذا وكَذا ديناراً، وصُرَّةُ فُلانِ بنِ فُلانٍ كَذا وكَذا ديناراً ـ إلى أن عَدَّ الصُّرَرَ كُلَّها ـ وصُرَّةُ فُلانِ بنِ فُلانِ الذَّرّاعِ سِتَّةَ عَشَرَ ديناراً».

1.. البَسط : نقيض القَبض ، بَسَطَه يبسُطه بَسطا فانبَسَط لسان العرب : ج ۷ ص ۲۵۹ «بسط» . والمراد هنا أنّه أزال منه الاحتشام وعوامل الخجل .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12677
صفحه از 458
پرینت  ارسال به