175
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

مِن ألوانٍ معتمة۱، لَم أعرِف ما فيها، ثُمَّ قالَ لي أحمَدُ: اِحمِل هذا مَعَكَ، ولا تُخرِجهُ عَن يَدِكَ إلاّ بِحُجَّةٍ. قالَ: فَقَبَضتُ مِنهُ المالَ وَالتُخوتَ بِما فيها مِنَ الثِّيابِ.
فَلَمّا وَرَدتُ بَغدادَ لَم يَكُن لى هِمَّةٌ غَيرَ البَحثِ عَمَّن اُشيرَ إلَيهِ بِالنِّيابَةِ، فَقيلَ لي: إنَّ هاهُنا رَجُلاً يُعرَفُ بِالباقَطانِيِّ يَدَّعي بِالنِّيابَةِ، وآخَرُ يُعرَفُ بِإِسحاقَ الأَحمَرِ يَدّعي بِالنِّيابَةِ، وآخَرُ يُعرَفُ بِأَبي جَعفَرٍ العَمرِيِّ يَدَّعي بِالنِّيابَةِ.
قالَ: فَبَدَأتُ بِالباقَطانِيِّ، فَصِرتُ إلَيهِ، فَوَجَدتُهُ شَيخاً بَهِيّاً لَهُ مُروءَةٌ ظاهِرَةٌ، وفَرَسٌ عَرَبِيٌّ، وغِلمانٌ كَثيرٌ، ويَجتَمِعُ عِندَهُ النّاسُ يَتَناظَرونَ. قالَ: فَدَخَلتُ إلَيهِ، وسَلَّمتُ عَلَيهِ، فَرَحَّبَ وقَرَّبَ وبَرَّ وسَرَّ. قالَ: فَأَطَلتُ القُعودَ إلى أن خَرَجَ أكثَرُ النّاسِ، قالَ: فَسَأَلَني عَن حاجَتي، فَعَرَّفتُهُ أنّي رَجُلٌ مِن أهلِ الدّينَوَرِ، ومَعي شَيءٌ مِنَ المالِ، أحتاجُ أن اُسَلِّمَهُ. قالَ: فَقالَ لي: اِحمِلهُ. قالَ: فَقُلتُ: اُريدُ حُجَّةً.
قالَ: تَعودُ إلَيَّ في غَدٍ. قالَ: فَعُدتُ إلَيهِ مِنَ الغَدِ فَلَم يَأتِ بِحُجَّةٍ، وعُدتُ إلَيهِ فِي اليَومِ الثّالِثِ فَلَم يَأتِ بِحُجَّةٍ.
قالَ: فَصِرتُ إلى إسحاقَ الأَحمَرِ، فَوَجَدتُهُ شابّاً نَظيفاً، مَنزِلُهُ أكبَرُ مِن مَنزِلِ الباقَطانِيِّ، وفَرَسُهُ ولِباسُهُ ومُروءَتُهُ أسرى، وغِلمانُهُ أكثَرُ مِن غِلمانِهِ، ويَجتَمِعُ عِندَهُ مِنَ النّاسِ أكثَرُ مِمّا يَجتَمِعونَ عِندَ الباقَطانِيِّ. قالَ: فَدَخَلتُ وسَلَّمتُ، فَرَحَّبَ وقَرَّبَ، قالَ: فَصَبَرتُ إلى أن خَفَّ النّاسُ، قالَ: فَسَأَلَني عَن حاجَتي، فَقُلتُ لَهُ كَما قُلتُ لِلباقَطانِيِّ، وعُدتُ إلَيهِ بَعدَ ثَلاثَةِ أيّامٍ، فَلَم يَأتِ بِحُجَّةٍ.
قالَ: فَصِرتُ إلى أبي جَعفَرٍ العَمرِيِّ، فَوَجَدتُهُ شَيخاً مُتَواضِعاً، عَلَيهِ مُبَطَّنَةٌ۲ بَيضاءُ، قاعِدٌ عَلى لِبدٍ۳، في بَيتٍ صَغيرٍ، لَيسَ لَهُ غِلمانٌ، ولا لَهُ مِنَ المُروءَةِ وَالفَرَسِ

1.. في المصادر الاُخرى : «مُعكَمَةٍ» .

2.. المبطِّنة : ما يُنتطَق به ، وهي إزار له حجزة هامش المصدر .

3.. اللِّبد : ضرب من البسط (اُنظر : لسان العرب : ج ۳ ص ۳۸۶ «لبد») .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
174

ووَرِثتُ مِنهُ ثَلاثَةَ آلافِ دينارٍ ومِئَةَ ألفِ دِرهَمٍ. وفي ذلِكَ أيضاً عِدَّةُ آياتٍ.۱

۷۱۵.دلائل الإمامة: حَدَّثَني أبُو المُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّه‏ِ، قالَ: أخبَرَنا أبو بَكرٍ مُحَمَّدُ بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ المُقرِئُ، قالَ: حَدَّثَنا أبُو العَبّاسِ مُحَمَّدُ بنُ سابورَ، قالَ: حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَيَوانٍ السَّرّاجُ القاسِمُ، قالَ: حَدَّثَني أحمَدُ بنُ [مُحَمَّدٍ] الدّينَوَرِيُّ السَّرّاجُ المُكَنّى بِأَبِي العَبّاسِ المُلَقَّبُ بِأستارَه۲، قالَ:
اِنصَرَفتُ مِن أردَبيلَ إلَى الدّينَوَرِ۳ اُريدُ الحَجَّ، وذلِكَ بَعدَ مُضِيِّ أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام بِسَنَةٍ أو سَنَتَينِ، وكانَ النّاسُ في حَيرَةٍ، فَاستَبشَرَ أهلُ الدّينَوَرِ بِمُوافاتي، وَاجتَمَعَ الشّيعَةُ عِندي، فَقالوا: قَدِ اجتَمَعَ عِندَنا سِتَّةَ عَشَرَ ألفَ دينارٍ مِن مالِ المَوالي، ونَحتاجُ أن تَحمِلَها مَعَكَ، وتُسَلِّمَها بِحَيثُ يَجِبُ تَسليمُها. قالَ: فَقُلتُ: يا قومُ، هذِهِ حَيرَةٌ، ولا نَعرِفُ البابَ في هذَا الوَقتِ. قالَ: فَقالوا: إنَّمَا اختَرناكَ لِحَملِ هذَا المالِ لِما نَعرِفُ مِن ثِقَتِكَ وكَرَمِكَ، فَاحمِلهُ عَلى ألاّ تُخرِجَهُ مِن يَدَيكَ إلاّ بِحُجَّةٍ.
قالَ: فَحُمِلَ إلَيَّ ذلِكَ المالُ في صُرَرٍ بِاسمِ رَجُلٍ رَجُلٍ، فَحَمَلتُ ذلِكَ المالَ وخَرَجتُ، فَلَمّا وافَيتُ قَرميسينَ۴، وكانَ أحمَدُ بنُ الحَسَنِ مُقيماً بِها، فَصِرتُ إلَيهِ مُسَلِّماً، فَلَمّا لَقِيَنِي استَبشَرَ بي، ثُمَّ أعطاني ألفَ دينارٍ في كيسٍ، وتُخوتَ ثِيابٍ

1.. الثاقب في المناقب : ص۵۹۴ ح ۵۳۷ ، الخرائج و الجرائح : ج ۲ ص ۷۰۱ ح ۱۷ ، إثبات الهداة : ج ۷ ص ۳۴۹ح ۱۲۶ ، مدينة المعاجز : ج ۸ ص ۱۷۰ ح ۲۷۷۰ ، فرج المهموم : ص ۲۵۷ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۹۵ .

2.. أبو العبّاس أحمد بن محمّد الدينوريّ السرّاج ، يلقّب بأستونه او بأستاره. وعدّه الشيخ في رجاله فيمن لم يروِعن الأئمّة عليهم‏السلام ، وتشرّف بألطاف الحجّة المنتظر عليه‏السلام ، ائتمنه الشيعة على ستّة عشر ألف دينار مع أشياء كثيرة فأدّى الأمانة إلى من أمره الحجّة عليه‏السلام راجع : رجال الطوسيّ: ص ۴۰۷ الرقم ۵۹۲۲ ومستدركات علم رجال الحديث : ج ۱ ص ۳۱۳ الرقم ۹۶۱ و ص ۴۳۶ الرقم ۱۵۴۰ .

3.. دينَور مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين «كرمانشاه» معجم البلدان : ج ۲ ص ۵۴۵ .

4.. بلد معروف ، وهو تعريب كرمانشاه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12693
صفحه از 458
پرینت  ارسال به