173
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

قالَ: هذِهِ الرُّقعَةُ اقرَأها. فَقَرَأتُها، فَإِذا فيها:
«بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، يَابنَ أبي رَوحٍ، أودَعَتكَ حايلُ بِنتُ الدَّيرانِيِّ كيساً فيهِ ألفُ دِرهَمٍ بِزَعمِكَ، وهُوَ خِلافُ ما تَظُنُّ، وقَد أدَّيتَ فيهِ الأَمانَةَ ولَم تَفتَحِ الكيسَ ولَم تَدرِ ما فيهِ، وإنَّما فيهِ ألفُ دِرهَمٍ وخَمسونَ ديناراً صِحاحاً، ومَعَكَ قُرطانِ زَعَمَتِ المَرأَةُ أنَّها تُساوي عَشَرَةَ دَنانيرَ صُدِّقَت مَعَ الفَصَّينِ اللَّذَينِ فيهِما، وفيهِما ثَلاثُ حَبّاتِ لُؤُؤ شِراؤها بِعَشَرَةِ دَنانيرَ، وهِيَ تُساوي أكثَرَ، فَادفَعهُما إلى جارِيَتِنا فُلانَةَ، فَإِنّا قَد وَهَبناهُما لَها، وصِر إلى بَغدادَ وَادفَعِ المالَ إلى حاجِزٍ، وخُذ مِنهُ ما يُعطيكَ لِنَفَقَتِكَ إلى مَنزِلِكَ.
فَأَمَّا العَشَرَةُ الدَّنانيرِ الَّتي زَعَمَت أنَّ اُمَّهَا استَقرَضَتها في عُرسِها وهِيَ لا تَدري مَن صاحِبُها ولا تَعلَمُ لِمَن هِيَ، هِيَ لِكُلثومٍ بِنتِ أحمَدَ، وهِيَ ناصِبِيَّةٌ، فَتَحَرَّجَت أن تُعطِيَها، فَإِن أحَبَّت أن تَقسِمَها في أخَواتِها فَاستَأذَنَتنا في ذلِكَ، فَلتُفَرِّقها في ضُعَفاءِ أخَواتِها.
ولا تَعودَنَّ يَابنَ أبي رَوحٍ إلَى القَولِ بِجَعفَرٍ وَالمِحنَةِ لَهُ، وَارجِع إلى مَنزِلِكَ، فَإِنَّ عَدُوَّكَ قَد ماتَ وقَد أورَثَكَ اللّه‏ُ۱ أهلَهُ ومالَهُ».
فَرَجَعتُ إلى بَغدادَ، وناوَلتُ الكيسَ حاجِزاً، فَوَزَنَهُ فَإِذا فيهِ ألفُ دِرهَمٍ صِحاحٍ وخَمسونَ ديناراً، فَناوَلَني ثَلاثينَ ديناراً، وقالَ: اُمِرَنا بِدَفعِها إلَيكَ لِتُنفِقَها. فَأَخَذتُها وَانصَرَفتُ إلَى المَوضِعِ الَّذي نَزَلتُ فيهِ، فَإِذا أنَا بِفَيجٍ۲ قَد جاءَني مِنَ المَنزِلِ يُخبِرُني بِأَنَّ حَموي قَد ماتَ، وأَنَّ أهلي أمَروني بِالاِنصِرافِ إلَيهِم، فَرَجَعتُ فَإِذا هُوَ قَد ماتَ،

1.. وفي بحار الأنوار : «فإنّ عمّك قد مات ، وقد رزقك اللّه‏» بدل «فإنّ عدوّك قد مات ، وقد أورثك اللّه‏ ».

2.. المُسرع في مشيه ، الذي يحمل الأخبار من بلدٍ إلى بلد ، والجمع فُيوج ، وهو فارسيّ معرّب النهاية : ج ۳ ص ۴۸۳ «فيج» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
172

اُودِعَكَ أمانَةً وأَجعَلَها في رَقَبَتِكَ تُؤَدّيها وتَقومُ بِها.
فَقُلتُ: أفعَلُ إن شاءَ اللّه‏ُ.
فَقالَت: هذِهِ دَراهِمُ في هذَا الكيسِ المَختومِ، لا تَحُلَّهُ ولا تَنظُر ما فيهِ حَتّى تُؤَدِّيَهُ إلى مَن يُخبِرُكَ بِما فيهِ، وهذا قُرطي يُساوي عَشَرَةَ دَنانيرَ، وفيهِ ثَلاثُ لُؤلُؤاتٍ تُساوي عَشَرَةَ دَنانيرَ، ولي إلى صاحِبِ الزَّمانِ عليه‏السلام حاجَةٌ اُريدُ أن يُخبِرَني بِها قَبلَ أن أسأَلَهُ عَنها. فَقُلتُ: ومَا الحاجَةُ ؟ قالَت: عَشَرَةُ دَنانيرَ استَقرَضَتها اُمّي في عُرسي، ولا أدري مِمَّنِ استَقرَضَتها، ولا أدري إلى مَن أدفَعُها، فَإِن أخبَرَكَ بِها فَادفَعها إلى مَن يَأمُرُكَ بِهِ.
قالَ: وكُنتُ أقولُ بِجَعفَرِ بنِ عَلِيٍّ، فَقُلتُ: هذِهِ المِحنَةُ بَيني وبَينَ جَعفَرٍ.
فَحَمَلتُ المالَ وخَرَجتُ حَتّى دَخَلتُ بَغدادَ، فَأَتَيتُ حاجِزَ بنَ يَزيدَ الوَشّاءَ، فَسَلَّمتُ عَلَيهِ وجَلَستُ.
فَقالَ: ألَكَ حاجَةٌ ؟
فَقُلتُ: هذا مالٌ دُفِعَ إلَيَّ لِأَدفَعَهُ إلَيكَ، أخبِرني كَم هُوَ ومَن دَفَعَهُ إلَيَّ ؟ فَإِن أخبَرتَني دَفَعتُهُ إلَيكَ. قالَ: لَم اُؤمَر بِأَخذِهِ، وهذِهِ رُقعَةٌ جاءَتني بِأَمرِكَ. فَإِذا فيها:
«لا تَقبَل مِن أحمَدَ بنِ أبي رَوحٍ، وتَوَجَّه بِهِ إلَينا، إلى سُرَّ مَن رَأى».
فَقُلتُ: لا إلهَ إلاَّ اللّه‏ُ، هذا أجَلُّ شَيءٍ أرَدتُهُ. فَخَرَجتُ بِهِ ووافَيتُ سُرَّ مَن رَأى، فَقُلتُ: أبدَأُ بِجَعفَرٍ، ثُمَّ تَفَكَّرتُ وقُلتُ: أبدَأُ بِهِم، فَإِن كانَتِ المِحنَةُ مِن عِندِهِم وإلاّ مَضَيتُ إلى جَعفَرٍ.
فَدَنَوتُ مِن بابِ دارِ أبي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، فَخَرَجَ إلَيَّ خادِمٌ فَقالَ: أنتَ أحمَدُ بنُ أبي رَوحٍ ؟ قُلتُ: نَعَم.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12703
صفحه از 458
پرینت  ارسال به