ما نُقل عنهما من أقوال في الغيبة للطوسيّ۱ ووصف النجاشي لهما، يعكس أنّهما كانا في حوزة هذين العالمين الرجاليّين والمفهرسين الشيعيّين الكبيرين.
وهنا تستوقفنا ملاحظة، هي أنّ الكشّي ـ عالم الرجال الشيعي ـ نقل عدّة تواقيع فقط عن الإمام المهديّ عليهالسلام، في حين أنّه أورد كثيراً من التوقيعات لبقيّة الأئمّة ؛ ولعلّ السبب في ذلك هو القرب الزماني لصدور التوقيعات من عصر الكشّي وبُعده المكاني عنها، حيث إنّه عاش في أبعد بقاع الشرق الإسلاميّ، ووصول أخبار التوقيعات ـ التي صدر أغلبها في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع ـ يستغرق زمناً أكثر لتصبح في متناول يد الكشّي الذي توفّي في حدود منتصف القرن الرابع.
ويؤّد هذه الملاحظة ما مرّ من تاريخ وفيات المؤّفين الثلاثة: أحمد بن محمّد بن عيّاش، وأحمد بن محمّد بن نوح السيرافيّ، و هبة اللّه الكاتب، حيث عاش ثلاثتهم بالعراق في نهاية القرن الرابع.
كما يستوقفنا أنّ التوقيع الذي نقله الكشّي في لعن أحمد بن هلال العبرتائيّ، يحوم حوله الشكّ في صدروه عن الإمام العسكريّ عليهالسلام أم عن إمام العصر عليهالسلام ؟ على الرغم من أنّ قرائن أكثر تحفّ بالقول الثاني.۲
أمّا أهمّ مصادر توقيعات إمام العصر عليهالسلام، فكتابا كمال الدين للشيخ الصدوق والغيبة للشيخ الطوسيّ، وحيث خصّصا باباً مستقلاًّ بتوقيعات إمام العصر عليهالسلام، وذكرا أيضاً بعض التواقيع في سائر أبواب كتابيهما.
والمجلّد الأوّل من كتاب الكافي للكلينيّ الذي عاش في عصر الغيبة الصغرى وفي مراكز الحديث الأصليّة قم والريّ وبغداد، ونقل في كتابه المذكور توقيعات أكثر من