17
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

ما نُقل عنهما من أقوال في الغيبة للطوسيّ۱ ووصف النجاشي لهما، يعكس أنّهما كانا في حوزة هذين العالمين الرجاليّين والمفهرسين الشيعيّين الكبيرين.

وهنا تستوقفنا ملاحظة، هي أنّ الكشّي ـ عالم الرجال الشيعي ـ نقل عدّة تواقيع فقط عن الإمام المهديّ عليه‏السلام، في حين أنّه أورد كثيراً من التوقيعات لبقيّة الأئمّة ؛ ولعلّ السبب في ذلك هو القرب الزماني لصدور التوقيعات من عصر الكشّي وبُعده المكاني عنها، حيث إنّه عاش في أبعد بقاع الشرق الإسلاميّ، ووصول أخبار التوقيعات ـ التي صدر أغلبها في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع ـ يستغرق زمناً أكثر لتصبح في متناول يد الكشّي الذي توفّي في حدود منتصف القرن الرابع.

ويؤّد هذه الملاحظة ما مرّ من تاريخ وفيات المؤّفين الثلاثة: أحمد بن محمّد بن عيّاش، وأحمد بن محمّد بن نوح السيرافيّ، و هبة اللّه‏ الكاتب، حيث عاش ثلاثتهم بالعراق في نهاية القرن الرابع.

كما يستوقفنا أنّ التوقيع الذي نقله الكشّي في لعن أحمد بن هلال العبرتائيّ، يحوم حوله الشكّ في صدروه عن الإمام العسكريّ عليه‏السلام أم عن إمام العصر عليه‏السلام ؟ على الرغم من أنّ قرائن أكثر تحفّ بالقول الثاني.۲

أمّا أهمّ مصادر توقيعات إمام العصر عليه‏السلام، فكتابا كمال الدين للشيخ الصدوق والغيبة للشيخ الطوسيّ، وحيث خصّصا باباً مستقلاًّ بتوقيعات إمام العصر عليه‏السلام، وذكرا أيضاً بعض التواقيع في سائر أبواب كتابيهما.

والمجلّد الأوّل من كتاب الكافي للكلينيّ الذي عاش في عصر الغيبة الصغرى وفي مراكز الحديث الأصليّة قم والريّ وبغداد، ونقل في كتابه المذكور توقيعات أكثر من

1.. راجع: ج ۲ ص ۳۶۲ ح ۶۱۲ و ص ۳۶۸ ح ۶۱۸ و ص ۳۷۲ ح ۶۲۴.

2.. راجع: قاموس الرجال: ج ۱ ص ۶۷۱ الرقم ۶۱۷ ورجال الكشّي: ج ۲ ص ۸۱۶ الرقم ۱۰۲۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
16

مصادر التوقيعات

سعى بعض المحدّثين إلى جمع التواقيع بعد صدورها ونشرها، منهم: مؤّف غزير الانتاج هو عبد اللّه‏ بن جعفر الحميريّ ؛ من كبار القمّيّين في النصف الثاني للقرن الثالث، ومن علماء الغيبة الصغرى، حيث ألّف أربعة كتب في هذا المجال، أحدها خاصّ بتوقيعات إمام العصر عليه‏السلام باسم قرب الإسناد إلى صاحب الأمر.۱

وكتب محمّد بن عيسى بن عبيد كتاباً لم يصلنا باسم: التوقيعات۲، ولكنّ الذهن يقصيه عن كونه توقيعات إمام العصر عليه‏السلام ؛ لأنّه من رواة الإمام الجواد عليه‏السلام (ت۲۲۰ه)، ويُستبعد أن يبقى حيّاً إلى نهاية القرن الثالث، أو مشغولاً بالتأليف على أقلّ الاحتمالات.

ويطبّق الاستدلال نفسه على عبد اللّه‏ بن الصلت الذي ذكروا له كتاباً باسم التواقيع۳ ؛ لأنّه من أصحاب الإمام الرضا عليه‏السلام (ت۲۰۳ه)۴، ويُستبعد احتمال بقائه حيّاً إلى القرن الثالث.

ومن مصادر توقيعات إمام العصر عليه‏السلام الكتب المؤّفة عن وكلائه وسفرائه، مثل: أخبار الوكلاء الأربعة، تأليف أحمد بن محمّد بن عيّاش (ت۴۰۱ه)۵، وكتاب أحمد بن محمّد بن نوح السيرافيّ الذي يحمل الاسم نفسه۶، وكتاب هبة اللّه‏ الكاتب عن أخبار أبي عمرو العَمريّ وأبي جعفر العَمريّ الوكيلان الأوّل والثاني للإمام۷، ولم يصلنا أيّ منهما، إلاّ أنّ

1.. رجال النجاشيّ : ج ۲ ص ۱۸ الرقم ۵۷۱.

2.. المصدر السابق : ج ۲ ص ۲۱۸ الرقم ۸۹۷.

3.. كتاب‏خانه ابن طاووس بالفارسية : ص ۵۷۶ الرقم ۶۲۰.

4.. رجال النجاشيّ : ج ۲ ص ۱۳ الرقم ۵۶۲.

5.. المصدر السابق: ج ۱ ص ۲۲۵ الرقم ۲۰۵ ، الفهرست للطوسيّ: ص ۷۹ الرقم ۹۹. وذكره الشيخ الطوسيّ باسم أخبار وكلاء الأئمّة الأربعة، وعدّه مختصراً.

6.. ورد اسم الكتاب في الفهرست للطوسي: ص ۸۴ الرقم ۱۱۷ باسم أخبار الأبواب، وذكر النجاشي مؤّفه في رجاله ج ۲ ص ۲۲۶ الرقم ۲۰۷ باسم أحمد بن عليّ بن عبّاس بن نوح السيرافيّ .

7.. رجال النجاشيّ : ج ۲ ص ۴۰۸ الرقم ۱۱۸۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12362
صفحه از 458
پرینت  ارسال به