159
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

الفصل الثالث: توقيعاتٌ تشيرُ إلى كرامات الإمامِ علیه السلام

۳ / ۱

اِستِجابَةُ دَعَواتِ الإمامِ علیه السلام

أ ـ اِستِجابَةُ دُعائِهِ عليه‏السلام لِلصَّدوقِ الأَوَّلِ

۶۹۶.كمال الدين: حَدَّثَنا أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأَسوَدُ رضى‏الله‏عنه، قالَ: سَأَلَني عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ موسَى بنِ بابَوَيهِ۱ رضى‏الله‏عنه بَعدَ مَوتِ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ العَمرِيِ رضى‏الله‏عنه، أن أسأَلَ أبَا القَاسِمِ الرّوحِيَّ أن يَسأَلَ مَولانا صاحِبَ الزَّمانِ عليه‏السلام، أن يَدعُوَ اللّه‏َ عز و جل أن يَرزُقَهُ وَلَدا ذَكَرا. قالَ: فَسَأَلتُهُ، فَأَنهى ذلِكَ ثُمَّ أخبَرَني بَعدَ ذلِكَ بِثَلاثَةِ أيّامٍ أنَّهُ قَد دَعا لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ وأَنَّهُ سَيولَدُ لَهُ وَلَدٌ مُبارَكٌ يَنفَعُ اللّه‏ُ بِهِ، وبَعدَهُ أولادٌ.
قالَ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأَسوَدُ رضى‏الله‏عنه: وسَأَلتُهُ في أمرِ نَفسي أن يَدعُوَ اللّه‏َ لي أن يَرزُقَني وَلَدا ذَكَرا، فَلَم يُجِبني إلَيهِ وقالَ: «لَيسَ إلى هذا سَبيلٌ».

1.. أبو الحسن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه القمّي ت ۳۲۹ ه ، والد الشيخ الصدوق؛ قال النجاشيّ : «... شيخ القمّيّين في عصره ومتقدّمهم وفقيههم ، وثقتهم ، له مكاتبه إلى الامام صاحب الأمر يسأله فيها الولد» (راجع : ج ۴ ص ۹۳ ح ۹۶۷ ورجال النجاشيّ : ج ۲ ص ۸۹ الرقم ۶۸۲ ورجال الطوسيّ : ص ۴۳۲ الرقم ۶۱۹۱) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
158

منظار علم الرجال والحديث، فهي تناظر مثيلاتها من الأحاديث، حازت نوعاً من الاهتمام والاستدلال بها، واستشهد بها أحياناً لتأييد موضوع معيّن، ونعلم أنّ عمل الفقهاء وعنايتهم يُعدّ دليلاً إجماليّاً على اعتبار أحاديث ليس لها النصاب اللاّزم للاستناد الفقهيّ بسند رجاليّ، وكما لاحظنا ورد مضمون كثير من هذه التوقيعات في نصوص أُخرى إمّا عيناً أو إجمالاً.

ومن جهة أُخرى، توفّر مراجعة الأحاديث وأقوال الفقهاء إزالة بعض الغموض الأوّليّ الذي يعترض الفهم الصحيح للأجوبة، كما أنّ نوع تلك الأجوبة منسجمة مع الأدلّة الأُخرى، أو على الأقلّ لاتتعارض معها ومع القواعد، نعم، وقليل منها لم يكن مؤّلاً لاستناد الفقهاء أو بعضهم، وهذا طبيعيّ نظراً إلى شرائط طرح الأسئلة والأجوبة وقيود المكاتبات من حيث وضوحها، بنحوٍ تُعدّ فيه المكاتبة بحدّ ذاتها حائلاً نسبيّاً على رأي عدّة فقهاء في إيصال ما ترمي إليه، ومن ثمّ في التمسّك بظاهرها، وهذا لايختصّ بالتوقيعات المشار إليها، مثلما عكس الإمام الخمينيّ هذه الملاحظة العامّة عند استناده إلى أحدها.۱

ومن هنا فإنّ ما نقله الشيخ الطوسيّ عن أبي نصر هبة اللّه‏ بن محمّد في شأن النائب الثاني محمّد بن عثمان العَمريّ من أنّه كان يُجيب عن أسئلته بأجوبة عجيبة۲، فإذا قصد أنّ أجوبته غير منسجمة مع النصوص والقواعد، فينبغي القول إنّ الأمر ليس كذلك، على الأقلّ بما يتعلّق بالمسائل الفقهيّة وما بقي من التوقيعات، وأمّا إذا كان في بقيّة الموارد، فهذا أيضاً ممّا يمكن بحثه، ولكن لا يُظنّ قبول الأجوبة المتعارضة مع الأُصول والمعايير.

ونظراً لما نقله أبو نصر من مطالب في مدح عثمان بن سعيد، فيُحتمل أنّ تعبيره يأتي في سياق تأكيد اتّصاله بإمام العصر عليه‏السلام وعدم إصداره للتوقيع من عنده، الأمر الذي أثار أسئلة بعضهم متأثّرين بالإعلام المغرض وترويج الشبهات ولا سيّما في الماضي.

1.. كتاب الخلل في الصلاة: ص ۱۹۸.

2.. راجع: ج ۲ ص ۳۷۲ ح ۶۲۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12462
صفحه از 458
پرینت  ارسال به