يعقوب، وأساس الكلام يقع فيه هو، إذ لم يأت شيء عنه في أُمّهات المصادر الرجاليّة۱، ولكن مع ذلك حازت الأقسام الفقهيّة لهذا التوقيع أكبر حجم من الاستناد إليها في المصادر الفقهيّة المتأخّرة قياساً بغيره من التوقيعات الفقهيّة، ممّا يكشف عن ثقة فقهائنا الإجماليّة به، على الرغم من عدم معرفة إسحاق وعدم ذكر نصوص الأسئلة.
هذا الوثوق هو أمر جدير بالاهتمام ومناسب تماماً وأساس للاطمئنان العقلائي بصحّة سند هذا التوقيع المهمّ ؛ نظراً إلى ما أُنجز من بحوث تستقصي إيجاد الثقة في معرفة اعتبار سنده خلال السنين الأخيرة.
والنقطة المحوريّة لهذه البحوث هي ضرورة الاهتمام بمنزلة الشيخ الكلينيّ، وعظمة التوقيعات من جهة تعلّقها بإمام العصر عليهالسلام، وصدورها لبعض خواصّ الشيعة، واشتمالها على خطّ الإمام عليهالسلام، ووجود الكلينيّ في بغداد إبّان عهد الغيبة الصغرى.
فكان بإمكان الكلينيّ البحث والتدقيق في ادّعاء مكاتبة إسحاق بن يعقوب مع الإمام عليهالسلام والحصول على الجواب.
فبغضّ النظر عن مضمون التوقيع، فإنّ قبول مثل هذا الادّعاء الخالي من الدليل والصادر من شخص مجهول، ثمّ نَقلُه وروايته لأُناس من قبيل ابن قولويه وأبي غالب الزراريّ، ليس أمرا يمكن قبوله بسهولة في شخص مثل ثقة الإسلام الكلينيّ، وهذا يكشف عن أنّ الكلينيّ إمّا كان يعرف إسحاق بن يعقوب عن كثب ـ وبخاصّة إذا صحّ احتمال كونه أخاه ـ أو حصل له اطمئنان بثقته وصدقه، وهذا المقدار يكفينا للوثوق بالسند والاعتماد عليه، إضافة إلى استناد الفقهاء إليه وعملهم به على نطاق واسع.۲