153
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

۶۱. أحكام توقيع إسحاق بن يعقوب۱

وهو من التوقيعات المشهورة كثيراً بين الفقهاء المتأخّرين ؛ لاشتماله على عدّة أحكام شرعيّة، وقد نقله الشيخ الصدوق والشيخ الطوسيّ كلّ منهما بسنده عن الشيخ محمّد بن يعقوب الكلينيّ مؤّف كتاب الكافي، وكتبا أنّه رواه عن إسحاق بن يعقوب الذي قال: «سألت محمّد بن عثمان العَمريّ رضي اللّه‏ عنه أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ، فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب العصر عليه‏السلام».۲

نقله الطبرسيّ أيضاً دون أن يذكر اسم الشيخ الصدوق أو الشيخ الطوسيّ، عن الكلينيّ، عن إسحاق بن يعقوب۳، ومعلوم أنّ مصدره ذينك المصدرين.

وإذ لم نستطع الوثوق التامّ بسند الشيخ الصدوق عن الكلينيّ أيضا، فإنّه لا يوجد أيّ ترديد في صحّة وعلوّ سند الشيخ الطوسيّ عن الكلينيّ۴، وبناءً عليه لو ضعّف بعض الفقهاء مثل السيّد عليّ الطباطبائيّ سند التوقيع بقوله: «اشتمل على عدّة رواة مجهولين»۵، فواضح أنّهم يقصدون رواية الشيخ الصدوق التي ذكرها الشيخ الحرّ العامليّ وحدها۶، ولم يشاهد رواية الشيخ الطوسيّ التي ذكرها في كتاب غير فقهيّ، والتي تشتمل على مجهول واحد فقط.

وعلى أيّ حال، فليس هناك من شَكّ في الاعتبار الكامل لسند التوقيع إلى إسحاق بن

1.. ورد توقيع إسحاق بن يعقوب في آخر فصل: ص ۲۰۹ الفصل الرابع / جواب مسائل إسحاق بن يعقوب، ولأنّهيحتوي على عدّة مقاطع فقهيّة مهمّة، فيجدر الاهتمام به في تكملة هذا البحث .

2.. كمال الدين: ج ۲ ص ۴۸۳، الغيبة للطوسيّ: ص ۲۹۰.

3.. الاحتجاج: ج ۲ ص ۴۶۹.

4.. علوّ سند الشيخ الطوسيّ يأتي من نقله للتوقيع عن عدّة طرق موثوقة عن الكلينيّ، حيث قال: « أخبرني جماعة عن جعفر بن محمّد بن قولويه وأبي غالب الزراريّ وغيرهما، عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ، عن إسحاق بن يعقوب».

5.. رياض المسائل: ج ۵ ص ۲۷۵.

6.. وسائل الشيعة: ج ۲۷ ص ۱۴۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
152

۶۰. وقت الوداع لشهر رمضان (ح ۶۹۵ / ۸)

جاء هذا السؤل عن وداع شهر رمضان وأداء الآداب المتعلّقة به ـ وأغلبها أدعيته ـ وهو: هل وقته في آخر ليلة من الشهر، أم نهاية اليوم الأخير من الشهر حينما يُرى هلال شوال؟ هذا السؤل اعتبره محمّد بن عبد اللّه‏ الحميريّ موضع خلاف، ودفعه للاستفسار عن موضوعه.

والسؤل الثاني: لو احتمل شخص عدم اكتمال أيّام الشهر الثلاثين، هل يمكنه جعل التسعة والعشرين يوماً هي الملاك؟

هذا السؤل لم يستفهم عنه الحميريّ، ولكنّ الإمام عليه‏السلام أجاب عنه وقال:

... فَإن خافَ أن يَنقُصَ الشَّهرَ جَعَلَهُ في لَيلَتَينِ.۱

ولم يأتِ في الكتب الفقهيّة الاستدلاليّة استحباب وداع شهر رمضان في آخر ليلة، وهو ما أشار إليه هذا التوقيع الشريف، وكذلك وداعه في آخر جمعة، وهو ما جاء في حديث آخر عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وجمعهما معاً الشيخ الحرّ العامليّ في باب خاصّ۲، ولم يُذكر هذا التوقيع في الكتب المشار إليها، بل ذُكر فقط في المصادر الحديثيّة، في قسم الدعاء وآداب شهر رمضان.۳

وعلى أيّ حال، فقد استند السيّد ابن طاووس إلى هذا التوقيع في كتابه الإقبال۴، وأفتى وفقاً له الشيخ هادي كاشف الغطاء۵

1.. وسائل الشيعة : ج ۱۰ ص ۳۶۴ ح ۱۳۶۱۶ .

2.. المصدر السابق: ج ۱۰ ص ۳۶۴ ـ ۳۶۵.

3.. راجع: تهذيب الأحكام: ج ۳ ص ۱۲۲ ـ ۱۲۷ ومصباح المتهجّد: ج ۲ ص ۶۳۶ ـ ۶۴۸ والبلد الأمين: ص ۲۳۲والمصباح للكفعميّ: ص ۶۳۴ .

4.. الإقبال: ج ۱ ص ۴۲۱.

5.. هدى المتّقين: ص ۶۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12035
صفحه از 458
پرینت  ارسال به