أقوالاً ونقاشات كثيرة بين فقهائنا في كيفيّة الجمع بينها، فكتب السيّد محمّد جواد العامليّ عرضاً مفصّلاً لبعض آرائهم.۱
وما دفع محمّد بن عبد اللّه الحميريّ للسؤل هو الغموض حيال بعض الأحاديث التي تبدو بظاهرٍ غير منسجم، فبأيّها ينبغي العمل، أو كيف يجب الجمع بينها؟ فوقّع الإمام عليهالسلام:
الثَّوابُ فِي السُّوَرِ عَلى ما قَد رُوِيَ، وإذا تَرَكَ سورَةً مِمّا فيهَا الثَّوابُ وقَرَأَ «قُلٔهُوَ اللّهُ أحَدٌ» و «إنّا أنْزَلْناهُ» لِفَضلِهِما، أُعطِيَ ثَوابَ ما قَرَأَ وثَوابَ السُّوَرِ التَّي تَرَكَ، ويَجوزُ أن يَقرَأَ غَيرَ هاتَينِ السّورَتَينِ وتَكونُ صَلاتُهُ تامَّةً، ولكِنَّهُ يَكونُ قَد تَرَكَ الأفضَلَ.۲
نال هذا التوقيع اهتمام الفقهاء واستدلالهم به مع وجود أحاديث مشابهة، ومن بينهم المحقّق الأردبيليّ، حيث استند إليه ووضّح ملاحظة الشيخ الصدوق في أنّ فلسفة استحباب قراءة سورة القدر في الركعة الأُولى هي أنّها سورة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وأهل البيت عليهمالسلام، واستحباب سورة التوحيد في الركعة الثانية بسبب أنّ الدعاء بعد قراءتها مستجاب ؛ إذ يُقرأ القنوت بعدها في الركعة المذكورة.۳
واستند إلى هذا التوقيع عدّة فقهاء أيضاً، منهم: الفاضل السبزواريّ، والفاضل الهنديّ، والمحدّث البحرانيّ، والشيخ موسى كاشف الغطاء، والمحقّق النراقيّ، والشيخ الأنصاريّ، وآقا رضا الهمدانيّ، والسيّد محسن الحكيم، والسيّد عبد الأعلى السبزواريّ.۴
1.. راجع: مفتاح الكرامة: ج ۷ ص ۲۳۹ ـ ۲۵۹.
2.. وسائل الشيعة : ج ۶ ص ۷۹ ح ۷۳۹۹ .
3.. مجمع الفائدة والبرهان: ج ۲ ص ۲۴۲.
4.. ذخيرة المعاد: ج ۲ ص ۲۷۹، كشف اللثام: ج ۴ ص ۵۵، الحدائق الناضرة: ج ۸ ص ۱۸۰، منية الراغب: ص ۲۵۶،مستند الشيعة: ج ۵ ص ۱۸۱، كتاب الصلاة: ج ۱ ص ۴۳۰، مصباح الفقيه: ج ۱۲ ص ۳۰۰، مستمسك العروة الوثقى: ج ۶ ص ۲۸۳، مهذّب الأحكام: ج ۶ ص ۳۶۷ .