المتأخّرين لم يروا هذا التوقيع، وظنّوا أنّه قول بلا برهان.۱
واعتبره فقهاء آخرون ـ ومنهم الفاضل الهنديّ والوحيد البهبهانيّ ـ شاهداً على مسح القدمين معاً في آن واحد۲. وجاءت فتوى السيّد محمّد كاظم اليزدي وأغلب كتّاب الحواشي على العروة الوثقى مطابقة لمفاد هذا التوقيع.۳
۳۹. السهو في تَعداد تسبيحات فاطمة الزهراء عليهاالسلام (ح ۶۹۰ / ۳۲)
على الرغم من كون هذا السؤل والجواب عن السهو والنسيان في تَعداد تسبيحات فاطمة الزهراء عليهاالسلام، إلاّ أنّ ظاهره يتحدّث عن ترتيب يخالف الترتيب المشهور ؛ لمجيء جملة «سبحان اللّه» بعد «الحمد للّه»، وهو ما وقع في أحاديث أُخرى أيضاً، ثمّ تأتي «الحمد للّه» في النهاية، كما ورد في حديث التسبيح «سبحان اللّه» أوّلاً، والتكبير «اللّه أكبر» أخيراً۴، في حين أشارت أحاديث أُخرى إلى الترتيب المتعارف.
واعتبر الشيخ الحرّ العامليّ أنّ طريقة الشيعة هي الترتيب المعروف، واهتمّ بالمواءمة بين الأحاديث عبر الإشارة إلى ملاحظة لغويّة هي أنّ واو العطف لا تدلّ على الترتيب وتفيد مجرّد الجمع۵، كما ذكر احتمالات أُخرى بشأن أحاديث استحباب تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام عند النوم، منها: ضرورة التقيّة وجواز التخيير.۶
وهنا نوضّح أمراً، هو أنّ العلاّمة الحلّيّ أشار أيضاً إلى عدم الاختلاف في أصل حكم الاستحباب في تسبيح فاطمة عليهاالسلام بين المسلمين۷، ولكنّ الاختلاف في الترتيب والكيفيّة
1.. المصدر السابق: ج ۲ ص ۳۶۰.
2.. كشف اللثام: ج ۱ ص ۵۵۳، مصابيح الظلام: ج ۳ ص ۳۳۷.
3.. العروة الوثقى: ج ۱ ص ۳۶۶.
4.. وسائل الشيعة: ج ۶ ص ۴۴۵ ح ۳ و ص ۴۴۶ ح ۲ ـ ۳.
5.. المصدر السابق: ج ۶ ص ۴۴۵.
6.. المصدر السابق: ج ۶ ص ۴۴۶.
7.. منتهى المطلب: ج ۵ ص ۲۴۱.