117
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

حديثه السيّد ابن طاووس ؛ والذي ذُكر فيه صريحا بأنّ الإمام عليه‏السلام شُغل بإقامة هذه الصلاة في يوم الجمعة عند طلوع الشمس، يعدّ مؤيّدا لذلك على أقلّ التقادير.۱

وهذا التوقيع على خلاف الأحايث الأُخرى في قنوت صلاة جعفر الطيّار عليه‏السلام، إذ اعتبر الإتيان بالقنوت الثاني بعد الركوع ؛ ولهذا صرّح بعض الفقهاء بأن لا قائل له، ولم يعملوا به۲، ولكنّ بعض آخر منهم جعلوه منسجماً مع أحاديث أُخرى بالحمل على التخيير والرخصة في التأخير.۳

۳۴. الأولويّة في إعطاء الصدقة (ح ۶۹۰ / ۲۶)

اتّفق الفقهاء على رجحان دفع الزكاة والصدقات إلى الأقارب وفقاً لما ورد من الأحاديث، ولا شكّ في ذلك۴، كما نقل الشيخ الصدوق جملة «لا صَدَقَةَ وذو رَحِمٍ مُحتاجٌ»۵ على أنّها من أقوال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بنحوٍ قاطع.

وتضمّن كلام الفقهاء ترجيح ملاكات أُخرى، مثل، الجيران والأفضل في الدين والعلم ؛ استناداً إلى بعض الأحاديث.۶

وعلى الرغم من أفضليّة دفع الصدقة للأقارب، فالسؤل في هذا التوقيع عن شخص

1.. راجع: جمال الأُسبوع: ص ۲۸۵.

2.. الحدائق الناضرة: ج ۱۰ ص ۵۰۲، مستند الشيعة: ج ۶ ص ۳۷۴، موسوعة الإمام الخوئيّ : ج ۱۹ ص ۳۵۶، مهذّب الأحكام: ج ۹ ص ۱۱۶.

3.. تراجع عدّة مصادر، منها: وسائل الشيعة: ج ۸ ص ۵۶ وكشف اللثام: ج ۳ ص ۲۸۶ والنجعة في شرح اللمعة: ج ۳ص ۱۱۷.

4.. تراجع عدّة مصادر، منها: شرائع الإسلام: ج ۱ ص ۱۶۱ ومدارك الأحكام: ج ۵ ص ۳۵۶ وجواهر الكلام: ج ۱۵ ص ۵۴۲.

5.. كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۴ ص ۳۸۱ ح ۵۸۲۸.

6.. تراجع عدّة مصادر، منها: المعتبر: ج ۲ ص ۶۱۶ وتذكرة الفقهاء: ج ۵ ص ۴۰۰ ـ ۴۰۱.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
116

وجعفر الطيّار عليهم‏السلام هو يوم الجمعة۱، ونقل الوحيد البهبهانيّ هذا التوقيع وأشار إلى أنّ البناء على ذلك عند الفقهاء.۲

وما تكشف عنه عبارة العلاّمة الحلّيّ واضح، فأصل الفضيلة أداؤا في يوم الجمعة، لا في بداية النهار. ونقل السيّد محمّدجواد العامليّ عن البهبهانيّ أنّ التوافق الفقهيّ مع أصل فضيلة يوم الجمعة۳، في حين أنّ ملاحظة كلامه تعرب عن توافق الفقهاء مع فضيلة بداية يوم الجمعة الواردة في التوقيع ؛ لأنّه بعد أن بيّنَ مؤكّدا أن لا وقت خاصّ بصلاة جعفر عليه‏السلام، أشار إلى هذا التوقيع وإلى عمل الإمام الكاظم عليه‏السلام، ثمّ ذكر أنّ بناء الفقهاء على ذلك.

وقال الفاضل الهنديّ أيضاً أنّه لم يعثر على دليل يستند إليه قول العلاّمة الحلّي سوى هذا التوقيع الشريف۴. واحتمل الشيخ محمّد حسن النجفيّ أنّ دليل العلاّمة هو التوقيع أيضاً۵. ولكنّ قول الشيخ الطوسيّ في مصباح المتهجّد يبيّن بجلاء استحباب صلاة جعفر عليه‏السلام في يوم الجمعة ؛ لأنّه أوردها في عداد صلوات يُستحبّ أداؤا يوم الجمعة، ورُغّب فيها، وهذا القول يكشف عن وجود حديث أو أحاديث ترغّب في أدائها باليوم المذكور.۶

وأشرنا إلى أنّه إضافة إلى هذا التوقيع ـ الذي استند إليه بعض الفقهاء في الحكم المذكور، وكذلك في الأوقات المكروهة للنافلة۷ ـ فالظاهر أنّ عمل الإمام الكاظم عليه‏السلام الذي نقل

1.. قواعد الأحكام: ج ۱ ص ۲۹۸.

2.. مصابيح الظلام: ج ۴ ص ۴۱.

3.. مفتاح الكرامة: ج ۹ ص ۲۳۸.

4.. كشف اللثام: ج ۴ ص ۴۰۷.

5.. جواهر الكلام: ج ۱۲ ص ۲۰۶.

6.. جاء في تحقيق الطبعة الحديثة من مفتاح الكرامة ج ۹ ص ۲۳۸ الهامش ۴ أنّه بالرغم من نسبة السيّدمحمّدجواد العامليّ والفاضل الهنديّ لأفضليّة إقامة صلاة جعفر الطيّار عليه‏السلام في يوم الجمعة إلى مصباح المتهجّد، إلاّ أنّه لم يعثر عليها في المصدر الأخير، واعتُبر ذلك علامة على اختلاف نسخ الكتاب، في حين أنّهم لم يلتفتوا ـ على الظاهر ـ إلى العنوان الأصلي الذي أدرج الشيخ الطوسي صلاة جعفر الطيّار عليه‏السلام تحته، وهو «الصلوات المستحبّ فعلها في هذا اليوم المرغّب فيها» راجع: مصباح المتهجّد: ج ۱ ص ۲۹۰.

7.. تراجع عدّة مصادر، منها: رسائل الفيض الكاشانيّ: ج ۲ الرسالة ۲ ص ۴۰ وكشف اللّثام: ج ۴ ص ۴۰۷ و ج ۳ ص ۹۲ والحدائق الناضرة: ج ۱۰ ص ۵۰۱ و ۵۰۸ ومفتاح الكرامة: ج ۵ ص ۱۷۷ ومفتاح الكرامة الطبعة القديمة: ج ۲ ص ۵۱ ومستند الشيعة: ج ۶ ص ۳۷۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12454
صفحه از 458
پرینت  ارسال به