أوّل أثر مكتوب عن الأئمّة أُطلق عليه التوقيع كتبه الإمام موسى الكاظم عليهالسلام بخطّه المبارك، وذلك استجابةً لطلبٍ تحريريّ متعلّق بخال الحسن بن عليّ الوشّاء الذي أراد من الإمام عليهالسلام أن يدعو اللّه ليرزقه ولداً، فنقل الراوي جواب الإمام بهذا النحو:
فَوَقَّعَ فِي الكِتابِ:
قَد قَضَى اللّهُ تَبارَك وتَعالى حاجَتَكَ، وسَمِّهِ مُحَمَّداً.۱
وأشارت روايات أُخرى إلى توقيعات الإمام الرضا عليهالسلام ۲، كما وصلتنا بعض الكتابات المؤّخة عن الإمام الجواد عليهالسلام.۳
وبموازاة تشديد الحصار على الأئمّة عليهمالسلام واتّساع رقعة المجتمع الشيعيّ، ازدادت مراسلات وتوقيعات الإمامين الهادي والعسكريّ عليهماالسلام ۴، وهي تشمل ـ كما سنذكره عن توقيعات الإمام المهديّ عليهالسلام ـ أجوبة للأسئلة الفقهيّة والعقائديّة، والطلبات، والأدعية، وتنصيب الوكلاء، ولعن بعض الضالّين.۵
توقيعات الإمام المهديّ عليهالسلام
استمرّ اتّصال الشيعة بالإمام المهديّ عليهالسلام بعد الإمام الحادي عشر عليهالسلام بالنهج السابق كما هو متوقّع، فبعد شروع إمامة الحجّة بن الحسن عليهالسلام عيّن أوّل نائبين له: عثمان بن سعيد العَمريّ ثمّ ابنه محمّدا، وتولّيا أيصال أسئلة وعرائض الشيعة إليه، وإرجاع أجوبته إلى أصحابها في
1.. قرب الإسناد: ص ۳۳۲ ح ۱۲۳۱.
2.. الكافي: ج ۳ ص ۵ ح ۱، وفيه: «فوقّع عليهالسلام بخطّ في كتابي»، تهذيب الأحكام: ج ۱ ص ۲۴۴ ح ۷۰۵.
3.. ذكر السيّد محمّد جواد الشبيريّ في دانشنامه جهان إسلام بالفارسيّة: ج ۸ ص ۵۷۸ «توقيع ۳» التوقيعاتالمؤّخة للإمام الجواد عليهالسلام.
4.. للاطّلاع على توقيعات الإمام الهادي عليهالسلام راجع: كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۴ ص ۱۹۵ و۲۱۸ وتهذيب الأحكام: ج ۳ ص ۲۱۶ و۲۳۱ و ج ۴ ص ۱۶ و ... .
5.. راجع: دانشنامه جهان إسلام بالفارسيّة: ج ۸ ص ۵۷۷ «توقيع ۳» .