11
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

تلك الرسائل ذاتها وأحياناً بنحوٍ مستقلّ.۱

ونقل الشيخ الصدوق والشيخ الطوسيّ عدّة توقيعات ترجع إلى عصر الغيبة، كُتب بعضها في أيّام سفارة النائب الثاني محمّد بن عثمان العَمريّ، وبعضها الآخر في زمن سفارة النائب الثالث أبي القاسم حسين بن روح النوبختيّ.۲

ويوجد ما يقرب من مئة توقيع استناداً إلى وثائق الكتب المشهورة والقديمة، وبخاصّة الكافي والغيبة للطوسيّ وكمال الدين۳، صدر أغلبها في الدورة الطويلة للسفيرين الثاني والثالث، وهو يبدو طبيعيّاً نظراً لقصر دورة السفيرين الأوّل والرابع۴. وقلّ صدور التواقيع أو قلّ تناقلها في أعوام حكومة المقتدر العبّاسيّ الصارمة، وقد اعتُقل فيها الشيخ حسين بن روح مدّة.

وعلى كلّ حال، فتاريخ التواقيع التي يُعلم عدد كبير منها، يُسفر عن وفرة صدورها في عصر الغيبة الصغرى، أمّا في زمن الغيبة الكبرى فلم يُذكر منها سوى توقيعين وُجّها إلى الشيخ المفيد (ت۴۱۳ه) في آخر أيّامه۵، وواجهتهما شكوك في صحّة نسبتهما.۶

تصنيف التوقيعات موضوعيّاً

يمكن تقسيم محتويات رسائل إمام العصر عليه‏السلام ـ التي ستأتي نصوصها في هذا الفصل ـ إلى

1.. ذكر الخصيبيّ هذه الكتابات حيناً بكلمة «توقيع» وحيناً بدونها، وتشمل السنوات ۲۶۰ ـ ۲۷۳ ه راجع: الهدايةالكبرى: ص ۳۶۹ و۳۷۱ و ۳۷۳.

2.. راجع: كمال الدين: ص ۵۰۵ والغيبة للطوسيّ: ص ۲۷۳ ـ ۲۸۰ و ۳۱۵ ـ ۳۱۶ و ۳۶۷ والاحتجاج: ج ۲ ص۵۳۵وما بعدها.

3.. ورد ۴۹ توقيعاً ودعاء واحد في كمال الدين: ص ۴۸۲، و۴۳ توقيعاً ورواية في الغيبة للطوسيّ، نقل الشيخ الصدوق اثني عشر منها.

4.. ذُكرت قرابة مئة نصّ أيضاً في هذه الموسوعة، ولكن بعضها مكرّر، وبعض آخر تمّ تقطيعه، وثالث متشابه مع بعضه، فبلغ عددها التقريبي ثمانين نصّاً في نهاية المطاف.

5.. راجع: ص ۲۱۳ (الفصل الرابع / ما نُسب من التوقيع من الناحية المقدّسة إلى الشيخ المفيد في الغيبة الصغرى) .

6.. راجع: ص ۲۱۸ (الفصل الرابع / ملاحظة).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
10

أوّل أثر مكتوب عن الأئمّة أُطلق عليه التوقيع كتبه الإمام موسى الكاظم عليه‏السلام بخطّه المبارك، وذلك استجابةً لطلبٍ تحريريّ متعلّق بخال الحسن بن عليّ الوشّاء الذي أراد من الإمام عليه‏السلام أن يدعو اللّه‏ ليرزقه ولداً، فنقل الراوي جواب الإمام بهذا النحو:

فَوَقَّعَ فِي الكِتابِ:

قَد قَضَى اللّه‏ُ تَبارَك وتَعالى حاجَتَكَ، وسَمِّهِ مُحَمَّداً.۱

وأشارت روايات أُخرى إلى توقيعات الإمام الرضا عليه‏السلام ۲، كما وصلتنا بعض الكتابات المؤّخة عن الإمام الجواد عليه‏السلام.۳

وبموازاة تشديد الحصار على الأئمّة عليهم‏السلام واتّساع رقعة المجتمع الشيعيّ، ازدادت مراسلات وتوقيعات الإمامين الهادي والعسكريّ عليهماالسلام ۴، وهي تشمل ـ كما سنذكره عن توقيعات الإمام المهديّ عليه‏السلام ـ أجوبة للأسئلة الفقهيّة والعقائديّة، والطلبات، والأدعية، وتنصيب الوكلاء، ولعن بعض الضالّين.۵

توقيعات الإمام المهديّ عليه‏السلام

استمرّ اتّصال الشيعة بالإمام المهديّ عليه‏السلام بعد الإمام الحادي عشر عليه‏السلام بالنهج السابق كما هو متوقّع، فبعد شروع إمامة الحجّة بن الحسن عليه‏السلام عيّن أوّل نائبين له: عثمان بن سعيد العَمريّ ثمّ ابنه محمّدا، وتولّيا أيصال أسئلة وعرائض الشيعة إليه، وإرجاع أجوبته إلى أصحابها في

1.. قرب الإسناد: ص ۳۳۲ ح ۱۲۳۱.

2.. الكافي: ج ۳ ص ۵ ح ۱، وفيه: «فوقّع عليه‏السلام بخطّ في كتابي»، تهذيب الأحكام: ج ۱ ص ۲۴۴ ح ۷۰۵.

3.. ذكر السيّد محمّد جواد الشبيريّ في دانش‏نامه جهان إسلام بالفارسيّة: ج ۸ ص ۵۷۸ «توقيع ۳» التوقيعاتالمؤّخة للإمام الجواد عليه‏السلام.

4.. للاطّلاع على توقيعات الإمام الهادي عليه‏السلام راجع: كتاب من لا يحضره الفقيه: ج ۴ ص ۱۹۵ و۲۱۸ وتهذيب الأحكام: ج ۳ ص ۲۱۶ و۲۳۱ و ج ۴ ص ۱۶ و ... .

5.. راجع: دانش‏نامه جهان إسلام بالفارسيّة: ج ۸ ص ۵۷۷ «توقيع ۳» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11929
صفحه از 458
پرینت  ارسال به