81
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۳ / ۴

ألقابُهُ وأَوصافُهُ

«اللقب» في اللغة العربيّة بمعنى صفة من صفات الإنسان فيها مدح أو ذم، يشتهر به الشخص ويُعرف به.۱

وبناءً على ذلك، لا يمكن اعتبار كلّ صفة لقبا. ولا بدّ من التنبيه إلى أنّ اللقب يكتسب أحيانا شهرةً في تعريف الشخص تجعله أكثر استعمالاً ممّا عليه اسمه الأصلي.

وفي ضوء ما سبق ذكره من تعريف اللقب، يتّضح أنّ كثيرا ممّا جاء في بعض المصادر كألقاب للإمام المهديّ عليه‏السلام، لا يُطلق عليها ألقاب اصطلاحا، وإنّما هي صفات له عليه‏السلام.

أقسام ألقابه عليه‏السلام

يمكن تقسيم ألقاب الإمام المهديّ إلى عدّة مجموعات، كما يلي:

المجموعة الاُولى: الألقاب المشتركة مع سائر الأئمّة، مثل: الحجّة، وحجة اللّه‏، وصاحب الأمر، وصاحب الزمان، وخليفة اللّه‏.

المجموعة الثانية: الألقاب الخاصّة بالإمام المهديّ عليه‏السلام حصرا، مثل: خاتم الأئمّة، وبقيّة اللّه‏، والغائب، والقائم، والمنتظر.

المجموعة الثالثة: الألقاب التي تشير إلى البيئة السياسيّة والأمنيّة في عصر الغيبة الصغرى، وإلى الحكّام الظلمة في ذلك العصر، الذين وصلت إليهم أخبار ظهوره وكانوا يحاولون العثورَ عليه ـ بأيّ طريقة ممكنة ـ وقتلَه ؛ مثلما فعلوا بالأئمّة من

1.. الشافية في شرح الكافية : ج ۲ ص ۲۴۰ . كتب الشيخ الرضيّ حول اللقب : «اللقب أشهر من الاسم ؛ لأنّ فيه العَلَميّة مع شيء آخر من معنى النعت . فلو اُتي به أوّلاً لأغنى عن الاسم . وهو إمّا يفيد المدح أو الذم ؛ إذا ذات الشيء أو اللقب أشهر من الاسم» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
80

المهديّ عليه‏السلام، ومن أيّ تاريخ بدأ ذلك؟

لم تعثر البحوثُ المُنجَزة على أثرٍ لاستخدام هذه الكنية للإمام المهديّ عليه‏السلام حتّى القرن الحادي عشر الهجريّ، ولكن نقل العلاّمة محمّد باقر المجلسيّ عن أبيه حكاية عن شخص اسمه الأمير إسحاق الأسترآبادي، حيث ضلّ في طريق مكّة، وبعد أن ردّد جملة «يا صالح، يا أبا صالح، أرشدوني إلى الطريق»، وجد شخصاً ساعده وأوصله إلى مكّة سريعاً، فكان استنتاجه الخاصّ أنّ هذا الشخص هو الإمام المهديّ عليه‏السلام، بيد أنّه لم يأتِ بدليل على هذا الأمر.۱

كما نقل المحدّث النوريّ حكايات مشابهة في كتاب جنّة المأوى، ثمّ صرّح هو نفسه بأنّها لاتدلّ على أنّ ذلك الشخص الدليل هو الإمام المهديّ عليه‏السلام.۲

وتأسيساً على ذلك لم نجد حتّى الآن دليلاً على أنّ «أبا صالح» كنية مخصّصة بالإمام المهديّ عليه‏السلام، وسبب شيوعه من القرن الحادي عشر وما بعده حكايات منقولة لاتنهض بالدليل.

1.. راجع: ج ۳ ص ۳۴۳ (القسم السادس / الفصل الثالث / أمير إسحاق الأسترآبادي).

2.. جنّة المأوى: ص ۲۹۳ ـ ۳۰۰.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14453
صفحه از 518
پرینت  ارسال به