73
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وبناء عليه تشمل روايات النهي عن التسمية الاسم الأصليّ للإمام عليه‏السلام فقط، ولا تضمّ بقيّة الألقاب والكنى. وواضح أنّه تُمنع الإشارة إلى الإمام المهديّ عليه‏السلام وبقيّة الأئمّة عليهم‏السلام والأشخاص بأيّ نوع من اللفظ والفعل عند الخوف وتوقّع الضرر والمفسدة، ولا تختصّ هذه الحرمة باسم الإمام المهديّ عليه‏السلام بل تشمل جميع الموارد.

ثانياً: التدقيق في الأقوال

أهمّ موقف هو ما اتّخذه الشيخ الحرّ العامليّ والمحدّث النوريّ، ولم يُطرح هذا الموضوع بنحو ملفت للنظر بين القدماء من علماء الشيعة، وبناء عليه لايصحّ إدّعاء الإجماع في مثل هذه الموارد.

ومن جانب آخر يبدو أنّ منهج من تطرّق لهذا الموضوع هو عدم التعّرض كثيراً لبحوث السند ودقّتها، وإيلاء أهمّية أكبر للبحوث الدلالية والجمع بين الروايات.

والتأمّل في الأحاديث الناهية يزيح الستار عن أنّ الفهم العرفيّ والعقلائيّ من حرمة التسمية توافق الرأي الأوّل في وجوب الإخفاء مادام الخوف قائماً والضرورة تقتضي ذلك، ولايختصّ هذا التعليل بالاسم فقط، ويشمل جميع الألقاب والإشارات والأوصاف.

ووفقاً لهذا المبدأ حازت الأحاديث الناهية عن ذكر اسم الإمام عليه‏السلام قبل ولادته وجهة تعليميّة توضّح ضرورة الإخفاء، فتعليم الناس وعموم الشيعة يقتضي شرح هذا المطلب بنحوٍ عام وشامل؛ لكيلا ينطق أحد باسم الإمام عليه‏السلام على مسمعٍ من الملأ.

والمقصود من الخوف والتقيّة في هذه الأحاديث لايعني الخوف من إلحاق الضرر بالإمام عليه‏السلام ؛ لأنّ جميع الشيعة واثقين من أنّ كيان الإمام محفوظ من أيّ أذىً، وإنّما التقيّة


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
72

بحيث يشمل العلم و الكنية واللقب؛ لأنّ كلّ اسم ولقب وكنية يتسبّب في معرفة المسمّى يُطلق عليه مفردة «الاسم».

والآن يُطرح السؤل الآتي: إلى أيّ من ذينك الاستعمالين تُشير أحاديث النهي عن التسمية: «لا يُسَمَّى اسمُهُ»۱؟

الظاهر أنّ أغلب الأحاديث منعت الإشارة إلى الاسم الخاصّ للإمام عليه‏السلام، فقد جاء لقبه المشهور: «المهديّ» في كثير من النصوص، ولكنّها أحجمت عن ذكر اسمه، كما في واحد من أشهر الأحاديث النبويّة الواردة في المصادر الروائيّة المعتبرة للشيعة وأهل السنّة، وهو:

المَهدِيُّ مِن وُلدِي، اسمُهُ اسمي.۲

وذكرت بعض النصوص أيضاً وصفاً مشهوراً، مثل «الحجّة من آل محمّد» بدلاً من اسم الإمام عليه‏السلام، كما في:

صاحِبُ هذَا الأَمرِ، لا يُسَمّيهِ بِاسمِهِ إلا كافِرٌ.۳

سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا عليه‏السلام يَقولُ ـ وسُئِلَ عَنِ القائِمِ فَقالَ ـ: لا يُرى جِسمُهُ، ولا يُسَمَّى اسمُهُ.۴

وذكرت بعض الأحاديث الإمام العسكريّ عليه‏السلام بكنية «أبو محمّد»۵ ولكنّها لم تذكر اسم الإمام عليه‏السلام.۶

1.. راجع: ص ۶۲ ح۳۹۰ .

2.. راجع: ص ۵۲ ح ۳۶۹ .

3.. راجع: ص ۶۲ ح۳۸۹ .

4.. راجع: ص ۶۲ ح۳۹۰ .

5.. راجع: ص ۴۶ (الفصل الثاني / التهنئة بولادته عليه‏السلام) .

6.. جاء في حديث لعبد اللّه‏ بن جعفر الحميريّ : «فَقُلتُ لَهُ [لأبي عمرو النائب الثاني]: أنتَ رَأَيتَ الخَلَفَ مِن بَعدِ أبي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام؟ فَقالَ: إي وَاللّه‏ِ، ورَقَبَتُهُ مِثلُ ذا ـ وأَومَأَ بِيَدِهِ ـ فَقُلتُ لَهُ: فَبَقِيَت واحِدَةٌ، فَقالَ لي: هاتِ، قُلتُ: فَالاسمُ؟ قالَ: مُحَرَّمٌ عَلَيكُم أن تَسأَلوا عَن ذلِكَ، ولا أقولُ هذا مِن عِندي، فَلَيسَ لي أن أُحَلِّلَ ولا أُحَرِّمَ، ولكِن عَنهُ عليه‏السلام، فَإِنَّ الأَمرَ عِندَ السُّلطانِ أنَّ أبا مُحَمَّدٍ مَضى ولَم يُخلِف وَلَداً» راجع: ص ۶۳ ح ۳۹۲.
«فَقيلَ لَهُ [للإمام الصادق عليه‏السلام]: يَابنَ رَسولِ اللّه‏ِ، فَمَنِ المَهدِيُّ عليه‏السلام مِن وُلدِكَ؟ قالَ: الخامِسُ مِن وُلدِ السّابعِ، يَغيبُ عَنكُم شَخصُهُ، ولا يَحِلُّ لَكُم تَسمِيَتُهُ» راجع: ص ۶۳ ح ۳۹۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14134
صفحه از 518
پرینت  ارسال به