69
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۵ ـ الأحاديث التي تشير إلى توافق اسم الإمام المهديّ مع اسم النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اشتملت أحاديث كثيرة على الإشارة إلى التشابه في الاسم بين الإمام المهديّ عليه‏السلام والرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، لكنّها لم تذكر اسمه مع إمكانية ذلك، وصدرت تلك الأحاديث عن أكثر الأئمّة المعصومين عليهم‏السلام لتعرّف الإمام المهديّ بهذا النحو:

اسمُهُ اسمي.۱

۶ ـ الأحاديث التي ذكر فيها اسم الإمام المهديّ: وقفت حيال كلّ المجاميع الحديثيّة السابقة كثير من الروايات المصرّحة باسمه، وتخالف هذه المجموعة الواسعة نسبيّاً الأحاديث السالفة وتعارضها عمليّاً. وأوردت بعض النصوص اسم الإمام المهديّ عليه‏السلام مقطّعاً (م ح م د)، ولعلّه من عمل الرواة۲

استعراض المجاميع الستّة ومناقشتها

تتعارض المجموعة التي نهت عن ذكر اسم الإمام المهديّ عليه‏السلام إلى مدّة معيّنة تستمرّ إلى زمان ظهوره، مع المجاميع التي ذكرت اسم الإمام.

والمجموعة الثالثة اعتبرت سبب عدم النطق باسمه هو الخوف والتقيّة؛ ولأنّ بيان العلّة يؤّي إلى تعميم الحكم وتخصيصه، فبناء عليه يمكن ذكر اسم الإمام إذا انتفت التقيّة ولم يلحق ضرر به أو بالشيعة، ولكن يجب اجتناب ذكر اسمه وحتّى ألقابه وكنيته والإشارة الخاصّة به وبسائر الأئمّة عليهم‏السلام أيضاً في أجواء القمع والرعب وتوقّع الأذى.

وتأسيساً عليه لايختصّ هذا الحديث باسمه وحده، إذ يشمل جميع الأسماء والكنى والألقاب، ولكن هذه الحرمة قائمة فقط في مساحة زمانيّة ومكانيّة يحدق بها الخوف والتقيّة. وتختلف هذه المجموعة مع المجموعة الناهية عن تسميته إلى زمان الظهور.

1.. راجع: ص۵۱ (سمّي النبيّ وكنيّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله).

2.. راجع: ص ۵۷ م ح م د وص۵۸ و ۶۵ (تذييل).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
68

المخصّص بالإمام المهديّ عليه‏السلام يستمرّ إلى زمن ظهوره.

ولهذه الأحاديث النتيجة ذاتها في روايات المجموعة الأُولى، ولكنّ التصريح بنهاية هذا الحكم في زمان الظهور تمنحه دلالة أقوى وأكثر من الإطلاق. قال الإمام الجواد عليه‏السلام في وصف الإمام المهديّ عليه‏السلام:

لا يُكَنّى و لا يُسَمّى حَتّى يُظهِرَ أمرَهُ، فَيَملَؤها عَدلاً كَما مُلِئَت جَوراً.۱

وقال الإمام الكاظم عليه‏السلام:

ولا يَحِلُّ لَهُم تَسمِيَتُهُ حَتّى يُظهِرَهُ اللّه‏ُ۲. عز و جل

۳ ـ النهي عند التقيّة: ترى هذه المجموعة من الأحاديث أنّ المنع من ذكر اسم الإمام المهديّ عليه‏السلام هو بسبب التقيّة، وقالوا: إنّ النطق باسمه يؤّي إلى ملاحقة الحكّام، ويعقبه وقوع ضرر ومفسدة:

إن دَلَلتَهُم عَلَى الاِسمِ أذاعوهُ، وإن عَرَفُوا المَكانَ دَلّوا عَلَيهِ.۳

ومنعت أحاديث أُخرى ذكر اسمه في جماعة من الناس، مثل:

مَن سَمّاني في مَجمَعٍ مِنَ النّاسِ بِاسمي، فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّه‏ِ.۴

ويمكن أن يقصد ب «الناس» هنا جمهور الناس غير الشيعة.

۴ ـ النهي عن ذكر اسمه العلم: جاء النهي صريحاً عن ذكر اسم العلم الأصليّ للإمام عليه‏السلام في بعض الأحاديث، وسكتت عن سائر أسمائه وألقابه وكناه، فمثلاً حين سُئل الإمام الصادق عليه‏السلام: هل المهديّ من وُلدِك؟ أجاب:

الخامِسُ مِن وُلدِ السّابِعِ، يَغيبُ عَنكُم شَخصُهُ، وَلا يَحِلُّ لَكُم تَسمِيَتُهُ.۵

1.. راجع: ص ۶۲ ح ۳۹۱.

2.. راجع: ص ۶۴ ح ۳۹۴.

3.. راجع: ص ۶۵ ح ۳۹۷.

4.. راجع: ص ۶۵ ح ۳۹۶.

5.. راجع: ص ۶۴ ح۳۹۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14271
صفحه از 518
پرینت  ارسال به