إضافة إلى أنّ سنن أبي داود وحده جاء بالزيادة المذكورة من بين الصحاح الستّة، في حين أنّ أصل هذا الحديث لم يرد في صحيح البخاريّ وصحيح مسلم وسنن الترمذيّ وسنن النسائيّ وسنن ابن ماجة، ولم تنقله الكتب الحديثيّة القديمة والمعتبرة لأهل السنّة؛ نظير الموطّأ لمالك ومسند ابن حنبل. ولقد أصاب الكنجيّ الشافعيّ حيث قال:
والقول الفصل في ذلك أنّ الإمام أحمد مع ضبطه وإتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدّة مواضع: «واسمه اسمي».۱
۲ ـ من المحتمل كثيراً أنّ هذه الزيادة ظهرت عند خروج بني العبّاس وبني الحسن في بداية القرن الثاني الهجريّ، حيث بايعوا محمّد بن عبد اللّه المحض لتبرير خروجهم، واحتاجوا إلى ابتداع اتّجاه خاصّ له من أجل الترويج لمعتقداتهم ونشرها، وتوافق اسم أبيه مع اسم والد الرسول صلىاللهعليهوآله يضع بين أيديهم نصلاً إعلاميّاً حادّاً؛ ليقرنوا ثورته على بني أُميّة بثورة الإمام المهديّ عليهالسلام ويستفيدوا من الفرصة المتاحة أمثل استفادة.۲
وبعد أن استلم العبّاسيّون السلطة قرعوا نفس طبول إعلامهم من أجل محمّد بن عبد اللّه المنصور ووصفوه بالمهديّ، ويبدو أنّ خبر «واسم أبيه اسم أبي» اشتهر من ذلك الوقت.۳