499
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وخدع الناس بمزاعم باطلة في السنوات الأخيرة، حيث تتزايد أعدادهم يوماً بعد آخر، واتّسعت نشاطاتهم في إيران والعراق ولبنان وسورية، وسنذكر في هذه العجالة بعضاً من مدّعي الوكالة في الفترة المعاصرة.

برزت في العراق خلال السنوات الأخيرة حركات تدّعي اقتراب ظهور الإمام الحجّة عليه‏السلام، فبعد زوال الضغوط القاسية القاهرة التي فرضها النظام البعثي الحاكم طوال ثلاثين عاماً، وتوفّر الحرّية لعمل الشيعة، واستعدادهم لقبول أيّ قول يبشّر بوضع أفضل، بعد كلّ ذلك ظهرت حركات تدّعي قرب الظهور أو نيابة الإمام المهديّ عليه‏السلام على أنّهم جنود الإمام، مثل «جيش المهديّ» و«أنصار المهديّ»، أو طرحوا ادّعاءات أكثر، مثل: أحمد الحسن والسيّد محمود الحسنيّ.

وذكر الشيخ على الكورانيّ أنّ هذه الحركات قد اختفت حتّى شعبان ۱۴۳۳ ه، ولم يبق منها سوى حركتي أحمد كويطع وأحمد الحسن المرسومي۱.۲

وفيما يلي نقدّم عرضاً إجمالياً لبعض تلك الحركات:

۱. حركة جند السماء وضياء الكرعاوي

ظهرت حركة دينيّة عسكريّة اشتهرت بجند السماء في ضواحي النجف سنة ۲۰۰۶ م، تولّى قيادتها أحمد كاظم الكرعاوي البصريّ (ضياء الكرعاويّ) وسامر أبو قمره (كاظم عبد الزهرة). وقيل: إنّ الكرعاويّ سمّى نفسه عليّ بن أبي طالب، وأطلقت عليه جماعته اسم المهديّ المنتظر، كما قيل بأنّه ينتسب إلى قبيلة الأكرع المنتشرة في ضواحي الحلّة.

تخرّج في أكاديمية الفنون الجميلة بمدينة بغداد، وتعلّم العزف على بعض الآلات

1.. هو فاضل عبد الحسين المرسومي الذي ادّعى أنّه الإمام الربّاني.

2.. راجع: دجّال البصرة: ص ۷۶.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
498

الكتاب المشهور بـ فقه الرضا عليه‏السلام، فاستنتج أنّ الكتاب الأخير هو كتاب التكليف للشلمغاني نفسه.۱

الشلمغانيّ من منظار علماء الرجال

من الواضح أنّ علماء الرجال لم يوثّقوا الشلمغانيّ بسبب التهم الموجّهة إليه في سنوات حياته الأخيرة، فاعتبره الشيخ الطوسيّ مغالياً في كتاب الرجال۲، وقال عنه في كتاب الفهرست بأنّه خلّف كتباً وروايات، وكان مستقيم الطريقة ثمّ تغيّر وسُمعت منه أقوال قبيحة، وله من الكتب التي ألّفها في أيّام استقامته: كتاب التكليف.۳

وضعّفه العلاّمة الحلّي وابن داود۴، وواضح أنّ هذا التضعيف يشير إلى المدّة الأخيرة من حياته.

ومع وجود النصّ الذي نقلناه عن خادم الحسين بن روح الذي بيّن وجهَ الاعتماد على روايات الشلمغانيّ، إلاّ أن السيّد الخوئيّ لم يوثّقه ولم يرَ روايته معتبرة ؛ وذلك بسبب كون الخادم المشار إليه مجهول الحال.۵

۴ / ۳

الدجّالون المتأخّرون

من المناسب في نهاية هذا الفصل تقديم إشارة قصيرة عمّن ادّعى النيابة والوكالة

1.. قاموس الرجال: ج ۹ ص ۴۴۸. والظاهر أنّ أصل هذا الرأي للسيّد حسن الصدر رحمه‏الله راجع مقال «تحقيقي پيرامون كتاب فقه الرضا عليه‏السلام»، مجلّة مشكوة بالفارسيّة: الرقم ۷۲ و ۷۳.

2.. رجال الطوسي: ص ۴۴۸ الرقم ۶۳۶۴.

3.. الفهرست للطوسي: ص ۲۲۴ الرقم ۶۲۷.

4.. خلاصة الأقوال: ص ۳۹۹، رجال ابن داود: ص ۲۷۴.

5.. راجع: معجم رجال الحديث: ج ۱۸ ص ۵۴.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14044
صفحه از 518
پرینت  ارسال به