أساس ضلاله هو البحث عن الرئاسة، فطرح في كلّ مرحلة ادّعاءات جديدة وأكثر خطورة رام بها إبراز ذاته وبيان تعاظم قدرته، كما أنّ شتمه لمنظومة الوكالة وحسين بن روح ينبع من حقده وحسده، ولكنّه واجه الهزيمة في جميع المراحل.
الشلمغانيّ وكتاب «التكليف»
تتأتّى خطورة انحراف الشلمغانيّ من شهرته كأحد كتّاب الشيعة المقتدرين، فعُرف كتابه التكليف في ذلك الوقت بأنّه كتاب رسميّ وشائع للشيعة تضمّه منازل كثير منهم، غير أنّ ضلاله والإعلام المغالي لمؤّديه، بعثا على تقليل الثقة بعقائد الشيعة، ولكنّ الظاهر أنّ تأليف الكتاب المذكور وتوزيعه تمّ في الأعوام السابقة لضلاله، وقد أيّد حسين بن روح كثيراً من مطالبه.۱
أثار انتشار كتاب التكليف ـ مع ضلال الشلمغانيّ ولعنه ـ قلق واضطراب الشيعة، فوصف تلك الحالة عبد اللّه الكوفيّ خادم الحسين بن روح، وذكر أنّ الشيخ أبا القاسم سُئل عن الموقف حيال كتب الشلمغانيّ، وقيل له: ماذا نفعل بكتبه وبيوتنا مملوءة منها؟ فقال الشيخ أبو القاسم بأنّه يقول ما قاله الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ ـ سلام اللّه عليهما معاً ـ في جواب سؤل مشابه عن كتب بني فضّال، حيث سألوه: ماذا نفعل بكتبهم وبيوتنا ممتلئة منها؟ فقال الإمام عليه سلام الله:
خُذوا ما رَوَوا وذَروا ما رَأَوا.۲
هذه المشكلة حُلّت حينما أعاد الحسين بن روح قراءة كتاب التكليف وحكم بصحّة أغلب رواياته والأحكام الواردة فيه.
استند بعض الباحثين إلى ما وصل من أخبار كتاب التكليف وقارنها بنصوص