497
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

أساس ضلاله هو البحث عن الرئاسة، فطرح في كلّ مرحلة ادّعاءات جديدة وأكثر خطورة رام بها إبراز ذاته وبيان تعاظم قدرته، كما أنّ شتمه لمنظومة الوكالة وحسين بن روح ينبع من حقده وحسده، ولكنّه واجه الهزيمة في جميع المراحل.

الشلمغانيّ وكتاب «التكليف»

تتأتّى خطورة انحراف الشلمغانيّ من شهرته كأحد كتّاب الشيعة المقتدرين، فعُرف كتابه التكليف في ذلك الوقت بأنّه كتاب رسميّ وشائع للشيعة تضمّه منازل كثير منهم، غير أنّ ضلاله والإعلام المغالي لمؤّديه، بعثا على تقليل الثقة بعقائد الشيعة، ولكنّ الظاهر أنّ تأليف الكتاب المذكور وتوزيعه تمّ في الأعوام السابقة لضلاله، وقد أيّد حسين بن روح كثيراً من مطالبه.۱

أثار انتشار كتاب التكليف ـ مع ضلال الشلمغانيّ ولعنه ـ قلق واضطراب الشيعة، فوصف تلك الحالة عبد اللّه‏ الكوفيّ خادم الحسين بن روح، وذكر أنّ الشيخ أبا القاسم سُئل عن الموقف حيال كتب الشلمغانيّ، وقيل له: ماذا نفعل بكتبه وبيوتنا مملوءة منها؟ فقال الشيخ أبو القاسم بأنّه يقول ما قاله الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ ـ سلام اللّه‏ عليهما معاً ـ في جواب سؤل مشابه عن كتب بني فضّال، حيث سألوه: ماذا نفعل بكتبهم وبيوتنا ممتلئة منها؟ فقال الإمام عليه سلام الله:

خُذوا ما رَوَوا وذَروا ما رَأَوا.۲

هذه المشكلة حُلّت حينما أعاد الحسين بن روح قراءة كتاب التكليف وحكم بصحّة أغلب رواياته والأحكام الواردة فيه.

استند بعض الباحثين إلى ما وصل من أخبار كتاب التكليف وقارنها بنصوص

1.. الغيبة للطوسي: ص ۳۸۹ ح ۳۵۴.

2.. راجع: ص ۳۸۴ ح ۶۳۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
496

ونسبها إليه، ولكنّ الإمام عليه‏السلام كذّبه في توقيع صدر عنه.۱

ويلوح أنّ الشلمغانيّ في هذا الزمن فقد أيّ أمل لاسترجاع منزلته بين الشيعة كوكيل لإمام الزمان عليه‏السلام، ولهذا سعى إلى هدم أركان الثقة الجماهيريّة بمنظومة الوكالة.

نهاية الشلمغانيّ

تسبّب عدم اكتراث الشيعة بادّعاء وكالة الشلمغانيّ۲ إلى اتّخاذه ادّعاءات جديدة لاستقطاب المؤّدين له، فأنشأ أواصر علاقة مع بعض وزراء النظام العبّاسيّ الحاكم۳، وادّعى رسميّاً التناسخ والحلول۴، وأباح المحرّمات، وقد جرّأه على هذه الأفعال حماية الوزراء وأصحاب السلطة له.۵

ولمّا عُزل ابن فرات من الوزارة اضطرّ إلى الهرب إلى الموصل والتجائه إلى الدولة الحمدانيّة.۶ ويبدو أنّه في هذه السنين كلّما تعاطفت معه الدولة يقدم إلى البلاط العبّاسيّ في بغداد وينشر فيها عقائده التي تبنّاها أيضاً أشخاص حكوميّون غير ملتزمين من غير الشيعة.۷ وأخيراً أُلقي القبض عليه في أيّام وزارة ابن مُقلة وحُكم عليه بالإعدام سنة ۳۲۳ ه.۸

ونظرة فاحصة في زيغ الشلمغانيّ وادّعاءاته الخاصّة في كلّ مرحلة، تكشف أنّ

1.. راجع: ج ۳ ص ۷۳ ح ۶۹۵ الغيبة للطوسي.

2.. الغيبة للطوسي : ص ۳۹۲ ح ۳۶۱.

3.. الكامل في التاريخ: ج ۵ ص ۱۶۶.

4.. المصدر السابق.

5.. اللباب في تهذيب الأنساب: ج ۲ ص ۲۰۶.

6.. الكامل في التاريخ: ج ۵ ص ۱۶۵.

7.. المصدر السابق.

8.. راجع: ج ۳ ص ۳۹ ح ۶۶۹، الغيبة للطوسي: ص ۴۰۶ ح ۳۷۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14266
صفحه از 518
پرینت  ارسال به