التصدّي للانحراف والضلالة
بعد نقل ما تفوّه به الشلمغانيّ من كلام شنيع بين آل بسطام في ادّعاء الحلول والتناسخ، أمر الحسين بن روح باجتنابه وعدم الاكتراث لأقواله، ولكنّ الاتّباع الأعمى للشلمغانيّ من قبل أصحابه، وتظاهره بالاضطهاد، وانتهازيّته وتبريره لأقواله وأفعاله، حال دون ذلك الأمر، ليأخذ حيّزه العمليّ.
كما أدّى اعتقال الحسين بن روح في هذا الوقت إلى ازدياد جرأة الشلمغانيّ في الإفصاح عن ادّعاءاته ؛ ولهذا نشر الحسين بن روح من السجن توقيع الإمام عليهالسلام بشأن أعمال الشلمغانيّ. وذكر أبو عليّ بن همّام الذي كان الواسطة في نقل هذا التوقيع ونشره.
إنّ أبا القاسم راجع في ترك إظهاره فإنّه في يد القوم وحبسهم، فأُمر بإظهاره وأن لا يخشى ويأمَنَ، فتخلّص وخرج من الحبس بعد ذلك بمدةٍ يسيرَة.۱
فقد الشلمغانيّ اعتباره بعد انتشار هذا التوقيع، وغدا هدفاً للعن الشيعة، ثمّ طلب رؤة الحسين بن روح ودعاه للمباهلة، فلم يقبل الحسين بن روح بهذا الطلب، وأجابه بأنّ أيّ واحد منهما يموت قبل صاحبه فهو على باطل !
ربما جاء رفض الحسين بن روح للمباهلة بسبب أنّ القبول بها يُعدّ ضرباً من الشهرة والأهمّية للشلمغانيّ، وتقديم ذريعة للسلطة للتشدّد في معاملة وكيل الإمام، وإذا ما وفّق الحسين بن روح فسيتعرّض لمطاردة أوسع من قبل الحكومة.۲
من هذه المرحلة فما بعدها ذهب الشلمغانيّ إلى أبعد من النيابة، واعتمد أُسلوب توجيه الشتائم والإهانات۳، كما ادّعى أنّه هو من كتب توقيعات الإمام المهديّ عليهالسلام