487
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

مختلفة ومتضادّة أحياناً، نتجت من تباين وتعارض ما نقله معاصروه عنه من أخبار منبثّة في مصادر مختلفة تاريخيّة وحديثيّة وصوفيّة.

وبحثنا هذا سيتناول شخصيّته وفقاً لرؤة المصادر الشيعيّة فقط، ولا يشير إلى مظاهر حياته بين المتصوّفة.

الحلاّج في المصادر الشيعيّة

ذكر الشيخ الطوسيّ اسمه في فهرس المدّعين الكاذبين للوكالة عن إمام الزمان عليه‏السلام، وصوّر تصدّي كبار الشيعة له ـ مثل أبي سهل النوبختيّ ووالد الشيخ الصدوق ـ في خبرين تسبّبا في تعرّضه للسخرية، ومهّدا أرضيّة فضيحة عامّة له.۱

وبعده أقدم الشلمغانيّ على ادّعاء الوكالة، فواجهه النائب الثالث لإمام الزمان عليه‏السلام، فذمّه وطرده وشبّهه بالحلاّج۲، واستخدم تعبيراً شديداً وهو: «الحلاّج لعنة اللّه‏».۳ وصدر توقيع من الإمام عليه‏السلام سنة ۳۱۲ ه لعن فيه الشلمغانيّ ومَن قبله من مدّعي الوكالة، وصرّح بأسماء أربعة منهم: الشريعيّ، والنميريّ، والهلاليّ، والبلاليّ، وأشار إلى البقيّة بتعبير «وغيرهم»۴، فقال الطبرسيّ في كتاب الاحتجاج بأنّ الحلاّج أحد الأشخاص المشار إليهم.۵

وتأسيساً على ذلك، لايمكن الاعتقاد على وجه اليقين بأنّ اللعن المشار إليه في التوقيع يشمل الحلاّج، على الرغم من لعنه بصراحة في كلام النائب الثالث؛ لأنّ

1.. الغيبة للطوسي: ص ۴۰۱ ح ۳۷۶.

2.. تجدر الإشارة إلى أنّه في أيّام ذروة ادّعاءات الحلاّج والكلام عنه وفي النهاية أعدامه سنة ۳۰۹ ه ، كان حسين بن روح مُلقىً في سجن الخليفة.

3.. كلام الحسين بن روح في التحذير من قول الشلمغانيّ بتناسخ الأرواح على النحو الآتي: «هذا كفر باللّه‏ تعالى ، وإلحاد قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤاء القوم ، ليجعله طريقاً إلى أن يقول لهم بأنّ اللّه‏ تعالى اتّحد به وحلّ فيه ، كما يقول النصارى في المسيح عليه‏السلام ، ويعدو إلى قول الحلاّج لعنه اللّه‏» الغيبة للطوسي: ص ۴۰۴.

4.. راجع: ج ۳ ص ۴۰ ح ۶۷۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
486

تنويه

أُشير في رسالة الإمام العسكريّ عليه‏السلام لإسحاق بن إسماعيل النيشابوريّ إلى شخص من تلك الديار باسم «البلالي»، وأثنى عليه بعبارة: «الثقة المأمون العارف لما يجب عليه»، والظاهر أنّ من وثّق البلالي استند إلى هذه الرسالة.۱

ولكن ينبغي القول بأنّ المراد من البلاليّ في هذه الرسالة شخص أقام بمدينة نيشابور، في حين أنّ البلاليّ مورد بحثنا سكن في بغداد، وبناء عليه لايمكن الاعتماد على هذه الرسالة في إثبات وثاقة محمّد بن عليّ البلاليّ.

والنتيجة النهائية: أنّ من لايُسلّم بالدليل السابق على توثيق شخص من قبيل ابن هلال وابن بلال، لايمكنه العمل برواياته. وطبيعيّ أنّ ما نُقل عنه من أقوال بعد أيّام انحرافه لا اعتبار له تماماً.

۴. الحسين بن منصور الحلاّج

يقبع في قائمة دعاة الوكالة الدجّالين اسم الحلاّج (ت۳۰۹ ه)، الشخصيّة المغامرة والمثيرة للجدل في العقد الأوّل من القرن الرابع الهجريّ. اسمه حسين بن منصور، ولد بمدينة بيضا (سبيدان) في محافظة فارس، ونشأ في شوشتر. أحاطت بشخصيّته آراء

1.. وسائل الشيعة: ج ۳۰ ص ۲۳۲، معجم رجال الحديث: ج ۱۷ ص ۳۳۵.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14114
صفحه از 518
پرینت  ارسال به