مختلفة ومتضادّة أحياناً، نتجت من تباين وتعارض ما نقله معاصروه عنه من أخبار منبثّة في مصادر مختلفة تاريخيّة وحديثيّة وصوفيّة.
وبحثنا هذا سيتناول شخصيّته وفقاً لرؤة المصادر الشيعيّة فقط، ولا يشير إلى مظاهر حياته بين المتصوّفة.
الحلاّج في المصادر الشيعيّة
ذكر الشيخ الطوسيّ اسمه في فهرس المدّعين الكاذبين للوكالة عن إمام الزمان عليهالسلام، وصوّر تصدّي كبار الشيعة له ـ مثل أبي سهل النوبختيّ ووالد الشيخ الصدوق ـ في خبرين تسبّبا في تعرّضه للسخرية، ومهّدا أرضيّة فضيحة عامّة له.۱
وبعده أقدم الشلمغانيّ على ادّعاء الوكالة، فواجهه النائب الثالث لإمام الزمان عليهالسلام، فذمّه وطرده وشبّهه بالحلاّج۲، واستخدم تعبيراً شديداً وهو: «الحلاّج لعنة اللّه».۳ وصدر توقيع من الإمام عليهالسلام سنة ۳۱۲ ه لعن فيه الشلمغانيّ ومَن قبله من مدّعي الوكالة، وصرّح بأسماء أربعة منهم: الشريعيّ، والنميريّ، والهلاليّ، والبلاليّ، وأشار إلى البقيّة بتعبير «وغيرهم»۴، فقال الطبرسيّ في كتاب الاحتجاج بأنّ الحلاّج أحد الأشخاص المشار إليهم.۵
وتأسيساً على ذلك، لايمكن الاعتقاد على وجه اليقين بأنّ اللعن المشار إليه في التوقيع يشمل الحلاّج، على الرغم من لعنه بصراحة في كلام النائب الثالث؛ لأنّ
1.. الغيبة للطوسي: ص ۴۰۱ ح ۳۷۶.
2.. تجدر الإشارة إلى أنّه في أيّام ذروة ادّعاءات الحلاّج والكلام عنه وفي النهاية أعدامه سنة ۳۰۹ ه ، كان حسين بن روح مُلقىً في سجن الخليفة.
3.. كلام الحسين بن روح في التحذير من قول الشلمغانيّ بتناسخ الأرواح على النحو الآتي: «هذا كفر باللّه تعالى ، وإلحاد قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤاء القوم ، ليجعله طريقاً إلى أن يقول لهم بأنّ اللّه تعالى اتّحد به وحلّ فيه ، كما يقول النصارى في المسيح عليهالسلام ، ويعدو إلى قول الحلاّج لعنه اللّه» الغيبة للطوسي: ص ۴۰۴.
4.. راجع: ج ۳ ص ۴۰ ح ۶۷۰.