485
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

بدأ انحرافه منذ أيّام نيابة محمّد بن عثمان، ويبدو أنّ حسده للنائب الثاني حالَ دون تسليم ما بحوزته من أموال لمحمّد بن عثمان، فشكّك في نيابته ليردّ عن نفسه تهمة عدم دفع الأموال. فأخذه محمّد بن عثمان للقاء الإمام عليه‏السلام وأتمّ الحجّة عليه، لكنّ ذلك لم يُجدِ في إصلاحه.۱

بعد هذه الأحداث طُرد من قبل وكيل الإمام، ويبدو أنّ طرده تمّ بسهولة؛ ولذلك لم يصلنا توقيع مخصّص بلعنه وطرده، ولكن أُشير إلى انحرافه وضلاله في توقيع لعن الشلمغانيّ الصادر في سنة ۳۱۲ ه بعد عدّة أعوام من هذه الحادثة، حيث ورد فيه:

أعلِمهُم ـ تَوَلاّكمُ اللهُ ـ أنَّنا فِي التَّوَقّي وَالمُحاذَرَةِ مِنهُ عَلى مِثلِ ما كنّا عَلَيهِ مِمَّن تَقَدَّمَهُ مِن نُظَرائِهِ، مِنَ: الشَّريعِيِّ، وَالنُّمَيرِيِّ، وَالهِلالِيِّ، وَالبِلالِيِّ، وَغَيرِهِم.۲

محمّد بن عليّ بن بلال من منظار علماء الرجال

أفضى التاريخ الحسن لمحمّد بن بلال في أيّام الإمام العسكريّ عليه‏السلام في بداية الغيبة الصغرى إلى حصوله على توثيق الشيخ الطوسيّ۳ وآخرين۴، وتوقّف بعض آخر في أمره.۵

عمد الموثّقون له إلى تكرار الاستدلال السابق بشأن ابن هلال، وهو أنّ له ظاهراً حسناً ومكانة جديرة بالثقة قبل انحرافه، ومن أجل المحافظة على تلك الثقة والمنزلة بين الناس حرص على أن يحتاط ويسير في الطريق المستقيم. وأدّت مجموعة الأحاديث الثرّة التي كانت بحوزته إلى رجوع الآخرين إليه ونقل الحديث منه، ولكن بعد انحرافه طُرد من بين الشيعة ولم يعد أحد ينقل رواية منه، وبناء عليه فلا ضير في قبول أحاديثه؛ لأنّها نُقلت في أيّام استقامته.

1.. راجع: ج ۳ ص ۲۸۷ محمّد بن عليّ بن بلال.

2.. راجع: ج ۳ ص ۴۰ ح ۶۷۰.

3.. رجال الطوسي: ص ۴۰۱ الرقم ۵۸۸۶.

4.. وسائل الشيعة: ج ۳۰ ص ۲۳۲ و ۴۷۸. واعتبره آية اللّه السيّد الخوئيّ ثقة فاسد العقيدة أيضاً راجع: معجم رجال الحديث: ج ۱۷ ص ۳۳۵.

5.. خلاصة الأقوال: ص ۱۴۲ الرقم ۲۶، رجال ابن داود: ص ۳۲۴ الرقم ۱۴۲۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
484

الطوسيّ على درجة عالية من الإتقان.

۳. أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال

ولد ونشأ محمّد بن عليّ بن بلال في أُسرة حديثيّة نالت ثقة الأئمّة عليهم‏السلام، فأبوه محدّث وثق به الإمامان الهادي والعسكريّ عليهماالسلام، كما أنّ أخويه محدّثان أيضاً. وبناء عليه حاز هو أيضاً سمة روائيّة، فاشتهرت المجموعة الحديثيّة التي كانت لديه كثيراً، حتّى إنّ الحسين بن روح النوبختيّ قبل مرحلة نيابته الخاصّة رجع إليه لحلّ مسألة كلاميّة وطلب مساعدته، فوجد حديثاً في مجموعته ولبّى طلبه.

ادّعى۱ أبوطاهر أنّ الإمام العسكريّ عليه‏السلام أخبره بالخلف من بعده وذلك من خلال رسالتين كتبهما الإمام عليه‏السلام له.۲

أشكل خلال سفره للحجّ في زمن الإمام العسكريّ عليه‏السلام على تصرّف وكيله عليّ بن جعفر الهمانيّ، واشتكاه إلى الإمام بسبب كثرة عطائه، فلم يقبل سعايته، وقال:

قَد كنّا أمَرنا لَه بِمِئةِ ألفِ دينارٍ، ثُمَّ أمَرنا لَهُ بِمِثلِها فَأبى قَبولَها إبقاءً عَلَينا، ما لِلنّاسِ الدُّخولُ في أمرِنا فيما لَم نُدخِلهُم فيه!۳

وسُجّل اسمه في فهرس الوكلاء الملاقين لإمام الزمان عليه‏السلام ۴، وعُدّ من معاوني عثمان بن سعيد في مرحلة نيابته.۵

1.. الغيبة للطوسي: ص ۳۸۷ ح ۳۵۱.

2.. ورد ادّعاؤ في الكافي: ج ۱ ص ۳۲۸ ح ۱ بالنحو الآتي: «خرج إليّ مِن أبي محمّد قبل مُضيّه بسنتين يُخبرني بالخَلَف مِن بعده، ثُمّ خرج إليّ من قبل مُضيّه بثلاثة أيّام يُخبرني بالخَلَف مِن بعده».

3.. الغيبة للطوسي: ص ۳۰۵ ح ۳۰۸.

4.. راجع: ج ۳ ص ۲۸۷ (القسم السادس / الفصل الثاني / محمّد بن عليّ بن بلال).

5.. يبدو أنّ شخصيّة ومنزلة عثمان بن سعيد بلغتا مقاماً عالياً بحيث لم يكن يشكّ فيه أحد أو يخالفه، فقد بدأت وكالته منذ زمن الإمام الهادي ثمّ العسكريّ عليه‏السلام، ويبدو استمرارها طبيعيّاً في زمن غيبة الإمام المهديّ عليه‏السلام.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14364
صفحه از 518
پرینت  ارسال به