483
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۳ ـ يمكن القول بأنّ الأحاديث المنقولة في كتب الشيعة عن أحمد بن هلال تتعلّق بزمن ما قبل ضلاله؛ لأنّ:
أ ـ رواة الحديث أعرضوا عنه بعد صدور التوقيعات في لعنه وطرده، ويُستبعد أنّهم نقلوا خبراً عنه في هذا الوقت.
ب ـ حياته بعد ضلاله قصيرة جدّاً، تقلّ عن عامين، ومن المستبعد أن يراجعه المحدّثون والعلماء في هذا الزمن القليل.

۴ ـ وضع أحمد بن هلال يضارع وضع الشلمغانيّ في معايير علم الرجال، وقد قبل الحسين بن روح النوبختيّ سفير الإمام المهديّ عليه‏السلام مرويّات الشلمغانيّ قبل ضلاله.۱

۵ ـ نُقل عن أحمد بن هلال أكثر من سبعين حديثاً في كتب الحديث الأربعة الأصليّة للشيعة۲، وما يقرب من عشرين حديثاً عن الإمامة والإمام المهديّ عليه‏السلام في بقيّة الكتب، وهي موجودة في هذه الموسوعة.

۶ ـ تكشف الدراسة المضمونيّة لمرويّات أحمد بن هلال أنّ نصف أحاديثه على غرار الأحاديث الشيعيّة المشهورة، ونصفها الآخر نصوص مستبعدة تماثل النصوص المغالية أو تحتاج إلى تأويل.
النتيجة النهائيّة هي: أنّ ما انفرد به من أحاديث لايمكن الاعتماد عليها والعمل بها، ونصوصه المشتركة مع الآخرين لاتُثبت وثاقته، وبناء عليه سيكون رأي الشيخ

1.. راجع: ص ۳۸۳ ح ۶۳۹ الغيبة للطوسي.

2.. معجم رجال الحديث: ج ۳ ص ۱۵۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
482

وقال عنه الشيخ الطوسيّ في بعض كتبه الحديثية: «ما يختصّ بروايته لا نعمل عليه»۱، «ضعيف فاسد المذهب، لا يلتفت إلى حديثه فيما يختصّ بنقله».۲
وعمل الشيخ الطوسيّ بهذه الطريقة في مواضع أُخرى من كتاب تهذيب الأحكام۳، كما قال في عدّة الأُصول بأنّ رواياته تُقبل في حال استقامته، وتُردّ بعد ضلاله.۴
واعتبر ابن الوليد أحاديثه غير صحيحة في نوادر الحكمة لمحمّد بن أحمد بن يحيى الأشعريّ۵، في حين توقّف ابن الغضائريّ في أمره۶، ورآه بعض المتأخّرين ـ كآية اللّه‏ السيّد الخوئيّ ـ من الرواة الثقاة؛ لأنّ فاسد العقيدة يمكنه أن يكون صادقاً۷، كما استند السيّد الخوئيّ إلى قول النجاشيّ في أنّه «صالح الرواية»، وإلى قول الشيخ الطوسيّ عن قبول رواياته في حال استقامته، فاعتبره دليلاً على وثاقته الشخصية.۸
وثمّة عدّة ملاحظات تستدعي الاهتمام فيما يتعلّق بأحاديث أحمد بن هلال نعرضها فيما يلي:

۱ ـ ثبت ضلال أحمد بن هلال بعد صدور توقيع الإمام عليه‏السلام في لعنه وطرده، فلاشكّ في نبذ أحاديثه بعد ضلاله وانحرافه.

۲ ـ احتاج في زمن ما قبل ضلاله إلى أن يحتاط في قوله وأن يتصرّف باحتياط كامل في نطاق الشريعة؛ لكيلا يبرز أيّ شكّ وشبهة في وجاهته وصلاحه، وربّما استند إلى هذه الخصوصيّة قول النجاشي: «صالح الرواية»، وقول الشيخ الطوسيّ بقبول رواياته في حال استقامته.

1.. تهذيب الأحكام: ج ۹ ص ۲۰۴ ح ۸۱۲.

2.. الاستبصار: ج ۳ ص ۲۸.

3.. عدّة الاُصول: ج ۱ ص ۱۵۱.

4.. رجال النجاشي: ج ۲ ص ۲۴۲ الرقم ۹۴۰.

5.. خلاصة الأقوال: ص ۳۲۰ الرقم ۱۲۵۶.

6.. معجم رجال الحديث: ج ۳ ص ۱۵۱.

7.. المصدر السابق : ص ۱۵۱ و ۱۵۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14498
صفحه از 518
پرینت  ارسال به