479
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

أبرزت انحرافاتِه السابقة معارضتُه لنيابة محمّد بن عثمان العَمريّ الخاصّة۱، ويبدو أنّه كان يتطلّع لمنصب النائب الثاني للإمام المهديّ عليه‏السلام بعد وفاة نائبه الأوّل؛ نظراً لما له من ظاهر مفصح عن صلاح ذاته، وامتلاكه لمنزلة خاصّة بين الناس، فاعتبره الشيخ الطوسيّ واحداً من دعاة النيابة الخاصّة، وفي موضع آخر: وكيلاً مذموماً.۲

كما يدلّ قول الإمام عليه‏السلام وهو يصفه مرّةً بأنّه متصنّع۳ وأُخرى بأنّه صوفيّ متصنّع۴، على أنّ ما فات من عبادته كان كلّه رياء يروم به الحصول على مكانة في نفوس الناس.

وزبدة القول إنّه أعرض عن كلّ شيء في سنوات عمره الأخيرة، وانبرى لمعارضة دائمة للإمام عليه‏السلام، وبعد سنوات من موته اعتبر حسين بن روح ـ في كتابه عن ارتداد الشلمغانيّ ـ أنّ أحمد بن هلال مرتدّ أيضاً كسابقه، فذكر أنّ أشياء خرجت إليكم على يد أحمد بن بلال۵ وغيره من نظرائه، وهم في ارتدادهم عن الإسلام مثل هذا الشلمغانيّ العزاقريّ، عليهم لعنة اللّه‏ وغضبه.۶

وعدّه سعد بن عبد اللّه‏ ناصبيّاً، وقال عن سوء عاقبته: «ما رأينا ولا سمعنا بمتشيّع رجع عن التشيّع إلى النصب إلاّ أحمد بن هلال».۷

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۳۹۹ ح ۳۷۴.

2.. راجع: ج ۳ ص ۳۵ ح ۶۶۶ الغيبة للطوسي.

3.. راجع: ج ۳ ص ۳۵ ح ۶۶۷ رجال الكشّي.

4.. راجع: ج ۳ ص ۳۵ ح ۶۶۷.

5.. هكذا في الأصل، ويُحتمل أنّ «بلال» تصحيف «هلال»، والمقصود بهم أحمد بن هلال وأبو جعفر العبرتائيّ الذي ادّعى السفارة لإمام الزمان عليه‏السلام.

6.. راجع: ج ۳ ص ۷۳ ح ۶۹۵ الغيبة للطوسيّ.

7.. كمال الدين: ص ۷۶.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
478

وقال عنه الكشّي: «كان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه».۱

اشتهر بين الناس بالزهد والعبادة، وذهب إلى الحجّ خمساً وأربعين مرّة، عشرين منها ـ في الأقل ـ سافر ماشياً على قدميه، و يبدو أنّه من العراق.۲ وتوفّي سنة ۲۶۷ ه بعد مدّة قصيرة من نيابة محمّد بن عثمان السفير الثاني الخاصّ بالإمام المهديّ المنتظر.۳

الانحرافات السلوكيّة لأحمد بن هلال

ذكره الشيخ الطوسيّ بالأوصاف الآتية: «غالٍ»۴، و«ضعيف، فاسد المذهب»۵، و«مشهور بالغلوّ واللعنة».۶

وكتب عنه النجاشي: «قد روي فيه ذموم من سيّدنا أبي محمّد العسكريّ عليه‏السلام».۷

ووصفه الإمام المهديّ عليه‏السلام في توقيعه بـ «صوفيّ متصنّع».۸

ويُستفاد من قول النجاشيّ أنّه متّهم أيضاً في زمن الإمام العسكريّ عليه‏السلام الذي ذمّه بنحوٍ لا يُخرجه من دائرة الأصحاب. وبناء عليه، نُقل خبر حضوره في مجلس الإمام العسكريّ ورؤته للإمام المهديّ عليهماالسلام.۹

1.. راجع: ج ۳ ص ۳۵ ح ۶۶۷ رجال الكشّي.

2.. راجع: ج ۳ ص ۳۵ ح ۶۶۷. جاء في بعض نسخ رجال الكشّي أنّ جميع الخمس والأربعين سفرة كانت مشياً على الأقدام.

3.. رجال النجاشي: ص ۸۳ الرقم ۱۹۹.

4.. الفهرست للطوسي: ص ۸۳ الرقم ۱۰۷.

5.. الاستبصار: ج ۳ ص ۲۸.

6.. تهذيب الأحكام: ج ۹ ص ۲۰۴.

7.. رجال النجاشي: ص ۸۳ الرقم ۱۹۹.

8.. رجال الكشّي: ج ۲ ص ۸۱۶ الرقم ۱۰۲۰.

9.. راجع: ج ۳ ص ۲۳۷ ح ۷۷۳ الغيبة للطوسيّ.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14574
صفحه از 518
پرینت  ارسال به