يفوق بكثير ما تتطلّبه الوكالة المزيّفة؛ لأنّ جميع الشيعة يعلمون أنّ الإمام المهديّ ابن الإمام العسكريّ عليهماالسلام، وقد ولد قبل مئات السنين، ومن أصل رفيع معروف، في حين أنّ دعاة المهدويّة الدجّالين من عشائر وقبائل عادية ومعيّنة، وبناء عليه لا يقبل المجتمع وحتى عامّة الناس دعواهم بسرعة وبساطة.
وبعبارة أُخرى: في وسع الدعاة المفترين أن يزعموا النيابة والوكالة ويحظوا بمنافع دنيويّة عابرة من هذه العلاقة الزائفة بتضليل الرأي العام ومواصلة ادّعاءاتهم من دون مشقّة كبيرة، عن طريق التغيير والتحوير الأساسيّ لأنفسهم ودعاويهم؛ ولذلك تفاقم عدد الانتهازيّين المنتفعين من الوظيفة المقدّسة للنيابة والوكالة.
المحطّات الآتية تعرّف بعض الوجوه البارزة لمدّعي الوكالة الدجّالين، وتسلّط الضوء على جوانب من حياتهم:
۱. الشريعيّ
وهو من أصحاب الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهماالسلام ۱، وهو أوّل شخص ادّعى كذباً النيابة والوكالة عن الإمام المهديّ عليهالسلام. ولا توجد معلومات تسترعي الاهتمام عنه وعن تاريخه، وعن علاقته بمنظومة الوكالة ومدى تأثيره على المجتمع الشيعيّ. وبناء عليه، فالغموض يحول دون أن نعرف شخصيّته وتصرّفاته، غير أنّ مبادرته إلى هذه الدعوى المرجفة غدت سبيلاً إلى شهرته.
ذكر الشيخ الطوسيّ نقلاً عن محمّد بن همّام الذي وصف الشريعيّ بأنّه أوّل من ادّعى مقاماً لم يجعله اللّه له ولا هو حريّ به، فتعمّد الكذب على اللّه وحججه عليهمالسلام، ونسب إليهم ما لايليق بهم، وهم منه براء، فلعنته الشيعة وتبرّأت منه، وخرج توقيع الإمام عليهالسلام بلعنه والبراءة منه.