473
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

الوهّابيّ وآراء ابن تيمية ومحمّد بن عبد الوهّاب. وادّعى ـ في الحادثة المشار إليها ـ أنّه المهديّ المنتظر، وطلب من الناس مبايعته في المسجد الحرام، ثمّ قُتل في صحنه بتاريخ ۲۴ نوفمبر سنة ۱۹۷۹م. وكانت السلطات السعوديّة قد اعتقلته قبل عام واحد، ثمّ أطلقت سراحه مع آخرين بعد أخذ الضمانات اللاّزمة منهم.

ألّف جُهيمان كتاب أشراط الساعة سنة ۱۹۷۹م، وقال فيه: بأنّ علامات الظهور في حال تحقُّقٍ منذ ثمانية أعوام، ومن هنا نشأت في ذهن جُهيمان ومحمّد بن عبد اللّه‏ فكرة ظهور المهديّ في أوّل يوم من القرن الخامس عشر.

وذكر الألبانيّ ـ في المجلّد الثالث من سيرته الذاتيّة ـ أنّه كان يُسألُ بانتظام عن أحاديث ظهور المهديّ في آخر حجّة له قبل وقوع تلك الحادثة، ويقولون له بأنّه سوف يظهر محمّد بن عبد اللّه‏ القحطانيّ، فيجيب بأنّ المهديّ سيقدم من الشام لا من الحجاز.

اجتمع جُهيمان مع أصحابه في الطائف بتاريخ ۲۵ ذي الحجّة سنة ۱۳۹۹ ه، وبايعوا صهره ـ زوج اُخته ـ محمّد بن عبد اللّه‏ القحطانيّ على أنّه المهديّ المنتظر.

خرجت هذه الجماعة المكوّنة من ۲۵۰ شخصاً بأسلحتهم في مقابل الكعبة، وأعلنوا عن ظهور المهديّ في بداية السنة الجديدة الموافق ليوم الثلاثاء، الأوّل من المحرّم سنة ۱۴۰۰ ه، فأصدرت هيئة كبار العلماء في الوقت نفسه بياناً أعلنت فيه ضلال تلك الجماعة، كما أصدر ابن باز فتوى ضدّهم. وتمكّنت الحكومة بعد اُسبوعين من استرجاع المسجد في الثالث من ديسمبر سنة ۱۹۷۹م.

قُتل مدّعي المهدويّة يوم الأربعاء، وكان مجموع المقتولين من أصحابه ۱۷۷ شخصاً، وأُلقي القبض على الباقين ومن ضمنهم جُهيمان نفسه الذي أُعدِم مع ۶۳ رجلاً في التاسع من نوفمبر سنة ۱۹۸۰م، كما حُكم بالسجن على عشرات الرجال واثنتي عشرة امرأة.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
472

أبو جهيمان كان من «الإخوان» الوهّابيّين، ومن أتباع عبد العزيز آل سعود، قُتل في حادثة سير في طريق المدينة سنة ۱۹۶۶م. انتمي ابنه إلى جماعة الدعوة والتبليغ، وتأثّر بأفكار الألبانيّ، كما وقع تحت تأثيره الطلاّب الشباب منذ سنة ۱۹۷۵م تقريباً، حينما جاء ابن باز إلى الرياض ووجّهوا انتقاداتهم إلى رجال الدين القدماء.

وهرب جهيمان عندما انتهجت جماعة الدعوة والتبليغ سبيل التطرّف والتشدّد وصاروا عرضة لملاحقة القانون. وامتاز بتأثيره القويّ على الأشخاص، فاستطاع أن يقود ۲۵۰ شخصاً في المرحلة الأُولى من الهجوم على المسجد الحرام سنة (۱۴۰۰ ه)، كما وقف بوجه الدولة السعوديّة واعتبر الفقهاء مسايرين لها وهي تمدّ يد الصداقة للكفّار، فكتب رسالة اسمها رفع الالتباس عن ملّة إبراهيم، وهي ضدّ ابن باز أبرز فقيه مساند لدولة آل سعود.

غير أنّ تلك الجماعة لا ترى الدولة المذكورة كافرة، بل تعتبرها جائرة، فوجّهوا إليها أصابع الاتّهام؛ لأنّها سمحت للشيعة بالحياة في المنطقة الشرقيّة، وأخذت منهم الزكاة، واتّبعت معهم سياسة التسامح.

ومحمّد بن عبد اللّه‏ التركيّ القحطانيّ (مهديّ هذه الحادثة): ولد سنة ۱۹۵۶م، ودرس في جامعة محمّد بن سعود في الرياض، وبرع في الحديث، كما تبنّى الفكر

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14541
صفحه از 518
پرینت  ارسال به