الوهّابيّ وآراء ابن تيمية ومحمّد بن عبد الوهّاب. وادّعى ـ في الحادثة المشار إليها ـ أنّه المهديّ المنتظر، وطلب من الناس مبايعته في المسجد الحرام، ثمّ قُتل في صحنه بتاريخ ۲۴ نوفمبر سنة ۱۹۷۹م. وكانت السلطات السعوديّة قد اعتقلته قبل عام واحد، ثمّ أطلقت سراحه مع آخرين بعد أخذ الضمانات اللاّزمة منهم.
ألّف جُهيمان كتاب أشراط الساعة سنة ۱۹۷۹م، وقال فيه: بأنّ علامات الظهور في حال تحقُّقٍ منذ ثمانية أعوام، ومن هنا نشأت في ذهن جُهيمان ومحمّد بن عبد اللّه فكرة ظهور المهديّ في أوّل يوم من القرن الخامس عشر.
وذكر الألبانيّ ـ في المجلّد الثالث من سيرته الذاتيّة ـ أنّه كان يُسألُ بانتظام عن أحاديث ظهور المهديّ في آخر حجّة له قبل وقوع تلك الحادثة، ويقولون له بأنّه سوف يظهر محمّد بن عبد اللّه القحطانيّ، فيجيب بأنّ المهديّ سيقدم من الشام لا من الحجاز.
اجتمع جُهيمان مع أصحابه في الطائف بتاريخ ۲۵ ذي الحجّة سنة ۱۳۹۹ ه، وبايعوا صهره ـ زوج اُخته ـ محمّد بن عبد اللّه القحطانيّ على أنّه المهديّ المنتظر.
خرجت هذه الجماعة المكوّنة من ۲۵۰ شخصاً بأسلحتهم في مقابل الكعبة، وأعلنوا عن ظهور المهديّ في بداية السنة الجديدة الموافق ليوم الثلاثاء، الأوّل من المحرّم سنة ۱۴۰۰ ه، فأصدرت هيئة كبار العلماء في الوقت نفسه بياناً أعلنت فيه ضلال تلك الجماعة، كما أصدر ابن باز فتوى ضدّهم. وتمكّنت الحكومة بعد اُسبوعين من استرجاع المسجد في الثالث من ديسمبر سنة ۱۹۷۹م.
قُتل مدّعي المهدويّة يوم الأربعاء، وكان مجموع المقتولين من أصحابه ۱۷۷ شخصاً، وأُلقي القبض على الباقين ومن ضمنهم جُهيمان نفسه الذي أُعدِم مع ۶۳ رجلاً في التاسع من نوفمبر سنة ۱۹۸۰م، كما حُكم بالسجن على عشرات الرجال واثنتي عشرة امرأة.