له يطمحون لنيل عنوان خليفته.
إلى هذا الوقت بدت البابيّة أمراً مألوفاً لدى الشيخيّة، وأمّا عند غيرهم فإن لم تكن مألوفة إلى درجة كبيرة فهي ليست على مستوى عالٍ من السوء؛ لأنّه اعتقد بوجود إمام الزمان وقائميّته، وهذا ما يؤّد عليه في مؤّفاته، مثل: تفسير سورة يوسف۱، كما أنّ هذه العقيدة نشأت من الركن الرابع للشيخيّة.۲
وتأسيساً على ذلك وعلى شواهد أُخرى اعتقد بأنّه باب الحجّة عليهالسلام حتّى سنة ۱۲۶۴ ه، على الرغم من عرضه لعقائده العجيبة المأخوذة من الشيخيّة، وتأويلاته كأفكار جديدة مختلفة.
وفي هذه الأثناء استقدمه إلى إصفهان حاكمُها معتمد الدولة الجورجيّ، إلاّ أنّ هذا السفر والمباحثات التي أعقبته انتهت باعتراض العلماء عليه، وكتابتهم رسالة إلى الميرزا آقاسى ـ رئيس وزراء الملك محمّد القاجاريّ ـ لمتابعة أوضاع هذا الشخص الذي وصفوه بالضالّ المُضِلّ، فأرسله معتمد الدولة مخفوراً إلى طهران، وأُبعد بأمر الملك إلى مدينة ماكو بأذربيجان الغربيّة، فوصلها في شعبان سنة (۱۲۶۳ ه) وبقي فيها إلى جمادى الأُولى سنة ۱۲۶۴ ه.
نُقل الباب من ماكو إلى قلعة جهريق بالقرب من قرية جهريق العليا بمدينة سلماس في صفر سنة ۱۲۶۴ ه، وهناك ادّعى القائميّة، وهي أوّل مرّة يدّعي فيها مثل هذه الدعوى بعد مرور أربعة أعوام من ادّعائه للبابيّة۳، فأدّت دعوته الأخيرة تلك إلى أن يتخلّى عنه كثير من علماء الشيخيّة الذين ساندوه حتّى ذلك الوقت، وذكرهم باهتمام خاصّ في خطاباته، فعندما كتب إلى الملاّ عبد الخالق اليزديّ جملة: «أنا القائم الذي أنتم بظهوره توعدون»، أعرض عنه مع الملاّ محمّد تقي الهراتيّ، والملاّ محمّد على البرقانيّ، وكثير آخرون.۴