467
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وبعدها قال الميرزا حسين على وغيره من البهائيّين: إنّ الباب ترك منذ ۱۲۶۰ ه كلّ شيء: النبوّة والإسلام والقائميّة.۱ غير أنّه طرح بعد ذلك فكرة ظهوره بأنّها مماثلة لظهور موسى وعيسى عليهماالسلام ومحمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۲، والشيء الوحيد الذي قال به البهائيّون اللاّحقون هو ادّعاؤ لمقام الإلوهيّة، واعتبروه ثابتاً له منذ البداية.

۵۰. غلام أحمد القاديانيّ (۱۸۳۹ ـ ۱۹۰۸م)۳

أطلق غلام أحمد القاديانيّ ادّعاءات في المهدويّة والنبوّة، ثمّ إيجاد حركة دينيّة جديدة بعد زمن قليل من الميرزا على محمّد الباب.

أحمد القادياني الملقّب بالمسيح الثاني، هنديّ من قرية قاديان في شمال الهند بمنطقة البنجاب. درس العلوم الدينيّة، ثمّ التحق بالحكومة الإنكليزيّة. سكن في مدينة سيالكوت، وبعدها بمدّة قليلة ادّعى المهدويّة ثمّ الربوبيّة، وهو أمر ليس بالعجيب في الهند. واعتبر نفسه مجدّد القرن في نهاية القرن الثالث عشر الهجريّ، وهي ظاهرة يتذرّع بها دعاة المهدويّة دائماً.

ترك عدّة مؤلّفات، منها: حمامة البشرى إلى أهل مكّة وصلحاء أُمّ القرى، وترياق القلوب، وحقيقة الوحي، ومواهب الرحمن.۴ كتب في أحد مؤّفاته مايلي:

1.. راجع على سبيل المثال: تاريخ صدر الصدور: ص ۲۰۷.

2.. راجع: بهائيان بالفارسيّة: ص ۲۱۶ فما بعدها.

3.. كتب عن حياته حفيده الميرزا بشير أحمد كتاباً باسم سيرة المهديّ، واستفاد منه الندويّ في كتاب القاديانيّ والقاديانيّة: ص ۲۴ ـ ۳۱.

4.. طُبع سنة ۱۹۰۳م.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
466

له يطمحون لنيل عنوان خليفته.

إلى هذا الوقت بدت البابيّة أمراً مألوفاً لدى الشيخيّة، وأمّا عند غيرهم فإن لم تكن مألوفة إلى درجة كبيرة فهي ليست على مستوى عالٍ من السوء؛ لأنّه اعتقد بوجود إمام الزمان وقائميّته، وهذا ما يؤّد عليه في مؤّفاته، مثل: تفسير سورة يوسف۱، كما أنّ هذه العقيدة نشأت من الركن الرابع للشيخيّة.۲

وتأسيساً على ذلك وعلى شواهد أُخرى اعتقد بأنّه باب الحجّة عليه‏السلام حتّى سنة ۱۲۶۴ ه، على الرغم من عرضه لعقائده العجيبة المأخوذة من الشيخيّة، وتأويلاته كأفكار جديدة مختلفة.

وفي هذه الأثناء استقدمه إلى إصفهان حاكمُها معتمد الدولة الجورجيّ، إلاّ أنّ هذا السفر والمباحثات التي أعقبته انتهت باعتراض العلماء عليه، وكتابتهم رسالة إلى الميرزا آقاسى ـ رئيس وزراء الملك محمّد القاجاريّ ـ لمتابعة أوضاع هذا الشخص الذي وصفوه بالضالّ المُضِلّ، فأرسله معتمد الدولة مخفوراً إلى طهران، وأُبعد بأمر الملك إلى مدينة ماكو بأذربيجان الغربيّة، فوصلها في شعبان سنة (۱۲۶۳ ه) وبقي فيها إلى جمادى الأُولى سنة ۱۲۶۴ ه.

نُقل الباب من ماكو إلى قلعة جهريق بالقرب من قرية جهريق العليا بمدينة سلماس في صفر سنة ۱۲۶۴ ه، وهناك ادّعى القائميّة، وهي أوّل مرّة يدّعي فيها مثل هذه الدعوى بعد مرور أربعة أعوام من ادّعائه للبابيّة۳، فأدّت دعوته الأخيرة تلك إلى أن يتخلّى عنه كثير من علماء الشيخيّة الذين ساندوه حتّى ذلك الوقت، وذكرهم باهتمام خاصّ في خطاباته، فعندما كتب إلى الملاّ عبد الخالق اليزديّ جملة: «أنا القائم الذي أنتم بظهوره توعدون»، أعرض عنه مع الملاّ محمّد تقي الهراتيّ، والملاّ محمّد على البرقانيّ، وكثير آخرون.۴

1.. بهائيان بالفارسيّة: ص ۱۶۹ ـ ۱۷۰.

2.. راجع: رحيق مختوم بالفارسيّة: ج ۱ ص ۵۸۱ نقلاً عن: بهائيان (بالفارسيّة): ص ۱۷۲.

3.. نقطة الكاف: ص ۲۱۲ نقلاً عن: بهائيان بالفارسيّة: ص ۲۰۹.

4.. تاريخ نبيل زرندى بالفارسيّة: ص ۱۹۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14453
صفحه از 518
پرینت  ارسال به