465
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

العوامل الفاعلة جدّاً في خلق أجواء جديدة أفضت إلى تشكيل البابيّة، وواحدة من أهمّ تلك القضايا هي ما أعلنوه وكرّروه بانتظام من إعطاء وعد بظهور قريب للمهديّ.۱

وفي الواقع: إنّ عقيدة الشيخ أحمد الأحسائيّ والسيّد كاظم الرشتيّ في إمام الزمان، هي نفس عقيدة الإماميّة بنحوٍ عام۲، والجديد فيها هو بحث الظهور القريب نفسه، مضافاً إلى أمرٍ آخر شاع بين الشيخيّة، وهو اعتقادهم بانحصار النيابة التامّة بشخص في كلّ مرحلة زمنيّة.۳

أسهمت الشيخيّة في توفير أرضيّة البابيّة الخاصّة بطرحها نظريّة الركن الرابع، ومن ثمّ أوصلت ـ من بين دعاة البابيّة الكثيرين الرامين إلى خلافة الشيخ أحمد الأحسائيّ والسيّد كاظم الرشتيّ ـ واحدا منهم ـ وهو السيّد علي محمّد الباب ـ إلى مرحلة حسّاسة؛ حيث انضمّ إليه أشخاص نشطون ومثابرون في هذا المجال، وصاغوا منه شخصيّة عجيبة، فأدّت جهودهم إلى نشأة حركة دينيّة في إيران على الرغم من الباب نفسه، والذي كان إنساناً ساذجاً ومريضاً بأفكار مبعثرة ومقزّزة أحياناً، ثمّ بدّل الميرزا حسين على (بهاء اللّه‏) تلك الحركة إلى تيّار دينيّ واسع بنشاطاته الأجنبيّة، وتحالفاته غير المحدودة مع معارضي الإسلام، وفي الحقيقة: لقد أسّس الديانة البهائيّة.

بدأت القصّة مع الميرزا على محمّد الباب الذي ولد سنة ۱۲۳۵ ه، فأكمل الدراسة الأوّلية، وسافر إلى كربلاء ليحضر درس السيّد كاظم الرشتيّ (ت۱۲۵۹ ه)، وفي سنة وصوله شرع بكتابة تفسير سورة البقرة بما لديه من علوم ضئيلة، وادّعى البابيّة أوّل مرّة بعد ستّة أشهر من وفاة أُستاذه الرشتيّ، في حين كان تلامذة عديدون

1.. شيخيگري وبابيگري بالفارسيّة: ص ۲۰.

2.. راجع: ترجمة رسالة حياة النفس للشيخ أحمد الأحسائيّ ، ترجمها السيّد كاظم ، وحاصل عقيدتهم الرسميّة والعامّة بإمام الزمان عليه‏السلام. المصدر السابق: ص ۵۵ ـ ۵۷.

3.. المصدر السابق: ص ۱۱۶ ـ ۱۱۷.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
464

۴۸. الفقيه سعيد (تاريخ الادّعاء سنة ۱۲۵۶ ه)

بعد وفاة الإمام الناصر اليمانيّ سنة ۱۲۵۶ ه، وصلت الإمامة إلى أخيه الهادي، وفي ذلك الوقت ادّعى المهدويّة شخص باسم الفقيه سعيد، وعمّت الفتنة في جميع أنحاء اليمن، فاحتلّ كثيراً من المدن، ودارت رحي معارك عجيبة، حتّى أُسر الفقيه سعيد وقطع رأسه الإمام الهادي، بعدها خمدت الفتنة واستقرّت الأُمور، ثمّ توفّي الهادي في الثامن عشر من ذي الحجّة سنة ۱۲۵۹ ه.۱

۴۹. على محمّد الباب (۱۲۳۵ ـ ۱۲۶۶ ه)

لا شكّ في أنّ أكبر افتراءات البابيّة والمهدويّة في تاريخ إيران هي ادّعاءات السيّد على محمّد الباب، الذي عُرف أغلب الأحيان بلقب القائم؛ لأنّه أكثر شيوعاً من لفظ المهديّ في الثقافة الشيعيّة، وقد بدأت تلك الادّعاءات بالبابيّة وخُتمت بالنبوّة والإلوهيّة وعرض دين جديد.

ولإدراك كيف بدأت هذه الدعوة، ينبغي الاطّلاع على تاريخ النصف الأوّل من العهد القاجاريّ، ونشأة التيّارات الأخباريّة والشيخيّة، فظهور الميرزا محمّد الأخباريّ، ثمّ الشيخ الأحسائيّ، والسيّد كاظم الرشتيّ، أنذر بتغيّرات جديدة على مستوى المذهب والمجتمع.

فتكريس القضايا المتعلّقة بالمهديّ في أدبيّات الأحسائيّ والرشتيّ يُعدُّ من

1.. تاريخ اليمن: ص ۶۶.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14126
صفحه از 518
پرینت  ارسال به