463
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۴۶. الشيخ أحمد المصريّ (تاريخ الادّعاء سنة ۱۲۳۷ ه)

أصل الشيخ أحمد ـ الذي لقّب نفسه بالمهديّ ـ من قرية سليمة في مدينة قنا بمنطقة فرشوط في مصر. بدأ نشاطه بدعوى الإصلاح، واستطاع في مدّة قصيرة جمع أربعين شخصاً حوله، فأصابه الغرور من التحاق هذه القوّات به، وخرج لمواجهة الحكومة، وأخذ ـ وهو المشهور بلقب المهديّ ـ بسلب ونهب أموال الناس لشهرين متتابعين.

فهجمت عليه جنود أحمد باشا بن طاهر، وقُتل في المعركة التي دارت بينهما آلاف الأشخاص من أنصاره في ناحيتي خربة وشرفا في منطقة قنا، وهرب هو إلى الحجاز، ولم يصل خبر عنه.۱

۴۷. السيّد أحمد البريلويّ (۱۲۰۱ ـ ۱۲۴۶ ه)

ظهر السيّد أحمد بن محمّد البريلويّ مدّعياً الإصلاح والمهدويّة في الهند، فقد درس لدى الشاه عبد العزيز الدهلويّ، وأفضت تعاليمه إلى اعتقاد تلميذه الشاب المتأثّر بالحركة الوهّابيّة بأنّه صاحب الزمان والمهديّ المنتظر، وتمكّن من جذب أعداد كبيرة من الناس إليه ؛ لينشر العقائد الوهّابيّة في إطار حركة إصلاحيّة مهدويّة بالهند.

ثار في البنجاب سنة ۱۲۳۴ ه بعد عودته من الحجّ، وخاض معركة مع أتباع الديانة السيخيّة وانتصر عليهم سنة ۱۲۴۲ ه، وبعد أربعة أعوام انهزم في معركة أُخرى، وقُتل في ساحة الحرب. وتركت دعوته أثراً كبيراً بين مسلمي أهل السنّة في الهند.۲

اعتقد عوامّ الناس أنّ السيّد أحمد البريلويّ لم يُقتل في المعركة، بل اختفى عن أنظار الناس، وهو مازال حيّاً، حتّى غالى بعضهم في عقيدته فزعم أنّه شوهد وهو يطوف حول الكعبة، ثمّ غاب بعد ذلك.۳

1.. فيض الملك: ج ۱ ص ۲۳۸، الخطط التوفيقيّة: ج ۱۳ ص ۴۴ و ج ۱۴ ص ۷۶ و ۹۵.

2.. راجع: المهديّة في الإسلام: ص ۲۶۸ ـ ۲۶۹ و دائرة المعارف بزرك إسلامي: «بريلوي».

3.. عون المعبود: ج ۱۱ ص ۲۴۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
462

الأمر المهم أنّ المهديّ السودانيّ لم يُتّهم قطُّ بالتشيّع، وأكثر ما تأثّرت عقيدته المهدويّة بتصوّفه. وعلى كلّ حال، فالمهدويّة التي لها جذور في السودان وتركت أثراً كبيراً بعد قيامه، لها جذور أيضاً في التسنُّن الصوفيّ لتلك الديار، حيث شهدت السودان ـ أيضاً ـ وشمال أفريقيا ـ بنحوٍ إجمالي ـ ظهور أفكار مهدويّة في الماضي البعيد.

۴۵. محمّد المهديّ السنوسيّ (۱۲۶۰ ـ ۱۳۱۷ ه)

تزامن مع المهديّ السودانيّ ظهور مهديّ آخر في طرابلس الغرب عُرف بالمهديّ السنوسي، وهو من السادة الحسنيّين وأبناء الأدارسة. حفظ القرآن الكريم، ودرس العلوم الدينيّة، وتولّى إدارة وتوجيه الفرقة الصوفيّة التي أسّسها والده في الجغبوب. عُرف بالتقوى والنزاهة، حتّى قيل: إنّه عارض بشدّة من نسب إليه المهدويّة. توفّي بأطراف كاتم سنة ۱۳۱۷ ه. واشتهرت طريقته السنوسيّة في جميع أنحاء المغرب، ووصلت حتّى إلى الهند.۱

وليس المهمّ بالنسبة إليه أنّه لايريد أن يعرفه أحد بعنوان المهديّ، بل المهمّ مع وجود مثل هذا الرجل وبهذا الاسم أن تؤن أجواء المغرب وطبقات الشعب ـ بسهولةٍ ـ بالعقيدة المهدويّة حتّى لو أنكر هو نفسه ذلك.

1.. الأعلام الشرقيّة: ج ۲ ص ۵۹۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14358
صفحه از 518
پرینت  ارسال به