457
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

قبل تلك الحادثة بقليل اتّهم أحد الأحبار سبتي بالدجل؛ لأنّ الحبر ـ المشار إليه ـ أراد أن يصبح خليفة له ولكنّه لم يوافق. فأحضروه بين يدي السلطان، لكنّه احتاج إلى مترجم ليفهم كلامه؛ لأنّ سبتي فقد القدرة على التحكُّم بلسانه من شدّة خوفه، فأمر السلطان بربطه عارياً على هدف ووعد أنّه سيؤن به إذا لم تخترق السهام جسمه، فزاد هلع سبتي ورفض هذا الامتحان، ورضي بوضع عمامته على رأسه وتعيينه حارساً لقصر السلطان الذي امتلأ صدره حبوراً ؛ فحاجبه دجّال وخادمه مهديّ! ومع هذا فبعد مضيّ عدّة سنوات خنقه الجنود الإنكشاريّون طبقاً للعرف العثمانيّ.۱

وأضاف دارمستتر في الهامش:

ظهر متمهدي آخر سنة ۱۶۶۹م في عهد السلطان أحمد الثاني، وأعلن دعوته في مسجد أُورينه، وعندما أحضروه أمام الحاكم، تظاهر بالجنون، وشرع بدعوته مرّة ثانية بعد الإفراج عنه، ثمّ أُبعِد أخيراً إلى لمنوس.۲

۴۲. رجلٌ عجميّ في مكّة (تاريخ الادّعاء سنة ۱۰۸۱ ه)

ذكر السنجاريّ وابن الصبّاغ أنّه في يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ۱۰۸۱ ه، وفي وسط خطبة الصلاة، شهر رجل أعجميّ سيفه وتقدّم نحو الخطيب القاضي محمّد بن موسى الغلبويّ المكّيّ وهو يقول بالفارسيّة بأنّه المهديّ.

1.. مهدى از صدر إسلام تا قرن سيزدهم بالفارسيّة: ص ۵۲ ـ ۵۴.

2.. المصدر السابق: ص ۵۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
456

إجازات علميّة. أساء التصرّف في نهاية دولة القاسم باليمن، وقالوا: بأنّه ادّعى المهدويّة، وبعد وقت يسير أُلقي القبض عليه، ثمّ هرب، وانضمّت إليه جماعة بعد وفاة الإمام القاسم، غير أنّ القوات التركيّة واجهته في أيّام الإمام المؤّد، فتخلّى تدريجيّا عن دعوته، حتّى توفّي سنة ۱۰۶۲ ه.۱

وتبدو أهمّية هذا الخبر من زاوية تصويره لاستمرار بحث ادّعاء المهدويّة بين الزيديّة في اليمن.

۴۱. إسحاق السبتيّ (تاريخ الادّعاء سنة ۱۶۶۶م)

كتب عنه دارمستتر ما يلي:

أشهر مهديّي الأتراك هو من ظهر سنة ۱۶۶۶م في أيّام حكم السلطان محمّد الرابع الذي كاد يفتح (فيينّا).

السنة المذكورة كانت مهديّة المطر [كثُر فيها مدّعو المهدويّة]، وأوّل ما أمطرت على اليهود، فرواياتهم أخبرت بأنّ منقذ العالم سيخرج في العام ذاته، وقد خرج في الساعة المعيّنة، وكان شابّا من أزمير، وسيماً جدّاً، صاحب فصاحة وبلاغة وبيان بديع يأسر القلوب، جميع أحواله وحركاته تناظر من أُهدي الإلهام، واسمه إسحاق السبتيّ الزويّ.

وأجمع كلُّ أحبار تركيا على أنّه المنقذ، وأقبل على زيارته المتهوّدون الجُدد من ألمانيا وأمستردام ولندن، وقال الناس بأنّ حكومة بني إسرائيل ستقام من جديد، ويسود حكم اللّه‏. كما اتّفقت كلمة العالم الإسلاميّ؛ إذ قبل ظهور المهديّ ينبغي أنّ يظهر النبيُّ الكذّاب أو الدجّال، واعتقد فقهاء الإسلام أنّ منقذ اليهود هو الدجّال نفسه، وقالوا: بما أنّ منقذ اليهود قد ظهر فسيظهر المهديّ عن قريب أيضاً. وفي هذه الأثناء حدث كسوف وحال دون حركة قوّات الجيش بجانب جزيرة كريت، وأثبت اقتراب آخر الزمان.

وفجأة تناقلت الأفواه خبر ظهور المهديّ، وكان ابن أحد شيوخ كردستان، وتبعه عدّة آلاف من الأكراد، ولكن أُلقي القبض عليه وأُرسل إلى السلطان الذي كان خارجا للصيد آنذاك، فأخذ باستجوابه، فانصرف المهديّ عن واجبه وأجاب ببلاغة جعلت السلطان معجباً به، وأدخله في عداد جلسائه.

1.. طبقات الزيديّة الكبرى: ج ۲ ص ۱۱۷۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14255
صفحه از 518
پرینت  ارسال به