إجازات علميّة. أساء التصرّف في نهاية دولة القاسم باليمن، وقالوا: بأنّه ادّعى المهدويّة، وبعد وقت يسير أُلقي القبض عليه، ثمّ هرب، وانضمّت إليه جماعة بعد وفاة الإمام القاسم، غير أنّ القوات التركيّة واجهته في أيّام الإمام المؤّد، فتخلّى تدريجيّا عن دعوته، حتّى توفّي سنة ۱۰۶۲ ه.۱
وتبدو أهمّية هذا الخبر من زاوية تصويره لاستمرار بحث ادّعاء المهدويّة بين الزيديّة في اليمن.
۴۱. إسحاق السبتيّ (تاريخ الادّعاء سنة ۱۶۶۶م)
كتب عنه دارمستتر ما يلي:
أشهر مهديّي الأتراك هو من ظهر سنة ۱۶۶۶م في أيّام حكم السلطان محمّد الرابع الذي كاد يفتح (فيينّا).
السنة المذكورة كانت مهديّة المطر [كثُر فيها مدّعو المهدويّة]، وأوّل ما أمطرت على اليهود، فرواياتهم أخبرت بأنّ منقذ العالم سيخرج في العام ذاته، وقد خرج في الساعة المعيّنة، وكان شابّا من أزمير، وسيماً جدّاً، صاحب فصاحة وبلاغة وبيان بديع يأسر القلوب، جميع أحواله وحركاته تناظر من أُهدي الإلهام، واسمه إسحاق السبتيّ الزويّ.
وأجمع كلُّ أحبار تركيا على أنّه المنقذ، وأقبل على زيارته المتهوّدون الجُدد من ألمانيا وأمستردام ولندن، وقال الناس بأنّ حكومة بني إسرائيل ستقام من جديد، ويسود حكم اللّه. كما اتّفقت كلمة العالم الإسلاميّ؛ إذ قبل ظهور المهديّ ينبغي أنّ يظهر النبيُّ الكذّاب أو الدجّال، واعتقد فقهاء الإسلام أنّ منقذ اليهود هو الدجّال نفسه، وقالوا: بما أنّ منقذ اليهود قد ظهر فسيظهر المهديّ عن قريب أيضاً. وفي هذه الأثناء حدث كسوف وحال دون حركة قوّات الجيش بجانب جزيرة كريت، وأثبت اقتراب آخر الزمان.
وفجأة تناقلت الأفواه خبر ظهور المهديّ، وكان ابن أحد شيوخ كردستان، وتبعه عدّة آلاف من الأكراد، ولكن أُلقي القبض عليه وأُرسل إلى السلطان الذي كان خارجا للصيد آنذاك، فأخذ باستجوابه، فانصرف المهديّ عن واجبه وأجاب ببلاغة جعلت السلطان معجباً به، وأدخله في عداد جلسائه.