۳۴. الشاه طهماسب (النسبة سنة ۹۶۲ ه)
ورد في رسالة «مبشّره شاهيّه» التي أُلفِّت سنة ۹۵۰ ه ادّعاء أنّ المهديّ سيظهر بعد ثلاثة عشر عاماً، وما لايبدو واضحاً هو العلاقة بين محتوى هذه الرسالة وادّعاء جماعة من القزلباش لمهدويّة طهماسب سنة ۹۶۲ ه، وأيّاً كان الأمر، لم يُظهر طهماسب ارتياحه لهذه الادّعاءات، بل عاملهم بشدّة، فوصف الحسينيّ الأسترآباديّ هذه الحادثة في تاريخ سلطاني، فقال:
قالوا: اجتمع في هذه السنة جماعة من الدراويش ذوي العقيدة الباطلة، فخاطبوا النوّاب خاقان وجنّة المكان بحضرة صاحب العصر والزمان، وأطلقوا عليه: إمام العصر، فأحضرهم النوّاب خاقان وسألهم، فأظهر جميعهم العقيدة والإخلاص، وأسندوا المهدويّة إليه، وتفانوا في عرض محبّتهم وخضوعهم له، فلم يقبل النوّاب خاقان استناداً إلى الأدلّة العقليّة والبراهين النقلية، وأحجم عن هذه العقيدة الفاسدة، وأخيراً حطم رؤسهم بالمطرقة.۱
وروي هذا الخبر في تاريخ جهان آراي عبّاسي بالنحو الآتي:
أسندت مجموعة من الدراويش المهدويّة إلى صاحب الجلالة، وأصرّوا على هذا الأمر، ثمّ توصّلوا أخيراً إلى الحلّ.۲
۳۵. الملاّ هداية الآرنديّ الشافعيّ
الملاّ هداية الآرنديّ من قرية آرند في كهكيلويه. درس لدى الشيخ حبيب اللّه البصريّ، وواظب على رياضات روحيّة شديدة، فاكتسب قدرة على الإتيان بأعمال خارقة للمألوف، وبعد عودته إلى مدينة دهدشت التفّ حوله عدد من الأنصار ومجموعة من الناس، وتصوّروا أنّ أعماله الخارقة مكاشفة وكرامات فافتتنوا به.
وشيئاً فشيئاً طار صيته في تلك النواحي، وطفق أهالي دهدشت والمدن المحيطة بها ـ ومذهب الجميع سنّيٌ شافعيّ في ذلك الوقت ـ يجلبون له النذور، وبنوا لأجله مَحَلاًّ للعبادة في أعلى الجبل ؛ ليعتكف فيه أربعين يوماً.
وفي ليلة الأربعين الأخيرة ادّعى أنّه المهديّ المنتظر، ووصل الخبر إلى حاكم كهكيلويه، فأمر بالقبض عليه، وأحضروه مع أنصاره أمام الحاكم الذي أصدر حكمه