أعوام»، وكلامه صدق. وإن تسنّى لي قسم من الحكم قبل وصولي الثمانين سنة، فيمكن ذلك، ولكنّ كمال السلطة والحكم على الجميع متوقّف على مضيِّ ثمانين عاماً شمسيّاً من عمري.۱
ورسالة الهدى في إثبات ادّعاءاته المهدويّة، طريفة وتسترعي الانتباه؛ إذ يمكن الاستناد إليها لمعرفة الأدلّة الشائعة في زمانه لإثبات مثل تلك الأُمور، من قبيل: الاستفادة من تنبّؤبعض الأشخاص، والتنجيم، والأحاديث، وتأييد عدد من عرفاء ذلك الوقت.
وكنموذج على ذلك نذكر عبارتين منها فيما يلي:
كنت في سفر فوصلت إلى واحد من الأبدال، اسمه محمود الأنجوانيّ، بقرية وسمة من قرى فراهان بعراق العجم، فأخبرني عمّا وقع عليّ في سفري خبراً صحيحاً. فقال للحضّار: عزّزا وكرِّما هذا الرجل؛ فإنّه ولد الإمام محمّد المهديّ عليهالسلام.۲
وقال واصل الجلاليّ أبو يزيد الخلخاليّ (سلّمه اللّه): رأيت في العوالم المعنويّة مقامك فوق مقام الكُمَّل، بل أكمل الكُمَّل بـ مئتي درجة، من كلّ درجة إلى درجة مسافة ألف سنة.۳
هذه ادّعاءات الآخرين بشأنه، بعدها نقل ما وجده هو وعرض بعض النماذج، ثمّ ذكر عدّة شواهد من الدلالات السماوية على ظهوره، وأضاف:
كلُّ ما قلته من الأدلّة النقليّة والكشفيّة حدث وأنا على قيد الحياة.۴
ثمّ نقل كلام ابن عربي: «خاتم الأولياء هو من يفهم الحقائق حتّى من وراء